يستحوذ شهر رمضان على النصيب الأكبر من حصة الإعلانات على مدار العام، والتي تستغل نسبة المشاهدة العالية للمسلسلات للحصول على انتشار أكبر، وكما تتنافس بعض تلك الإعلانات على لقب الأفضل تتنافس أيضًا على لقب الأسوأ خلال الجزء الأول من الموسم الرمضاني، كما ظهر من تعليقات المشاهدين. ولو عدنا سنوات قليلة للوراء سنجد أنه طالما نجحت إعلانات رمضان فى تحقيق نجاح كبير وظلت عالقة بأذهان الناس لفترات طويلة أما هذا العام فقد شهد فشلا ذريعًا وخيبة أمل أصيب بها الجميع لسماجة واستفزاز بعض تلك الإعلانات. إعلان شركة الملابس الداخلية "قطونيل" نال قدرًا كبيرًا من الاستهجان فرغم استخدام الشركة لوجه شهير هو الفنان هانى رمزى، إلا أن فكرة الإعلان أثارت الجدل بين مستخدمي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. ويبدأ الإعلان بهاني رمزي وهو يقول بأعلى صوته للمدعوين لحفل يقيمه: "مراتي بتغير علي من أقرب حاجة لي!" ليبدأ الرقص والموسيقى في الحفل. ويظهر رمزي في بعض اللقطات بالإعلان وهو يرتدي ملابسه الداخلية لترويج العلامة التجارية "قطونيل"، الأمر الذي أثار غضب عدد من متابعيه. واعترض "ياسين " معلقًا: "مراته بتغير عليه من البوكسر .. اللى هو أى هرى بجنيه" فيما وصفته " نودي" بأنه " من أوحش الإعلانات فى رمضان السنة دى" فيما كان تعليق "عبد الرحمن" : "أنا بعد ما شفت إعلان قطونيل بتاع هانى رمزي، قررت وبدون رجوع أنى أولع فى بوكسراتى كلها وأرجع لزمن الكفولة الجميل". وأنضم إعلان آيس كريم "ميجا كوكيز" لقافلة الإعلانات المثيرة للغضب لدى جمهور المشاهدين ويظهر فى الإعلان أحد الأشخاص وهو يجلس على الأريكة يأكل الآيس كريم بينما تتم سرقة منزله من قبل بعض اللصوص فيسأله اللصوص ماذا يأكل ليرد عليهم قائلًا: "بأكل ميجا كوكيز .. أنا وميجا وكوكيز والروقان والاستجمام والانسجام وهدوء الأعصاب وصفاء الذهن ونقاء الفكر والمزيد من الكوكيز و"فصلان" الدماغ والاستجمام وبس". ""أعطونا مما أعطاكم الله"، شعار رفعته الحملة الأبرز على الشاشة الصغيرة فى شهر رمضان الجارى وذلك بعد أن تصدرت إعلانات المؤسسات الخيرية المساحات الأهم والأكثر سعرًا على خريطة إعلانات التليفزيون والتى قدرها البعض بأنها تمثل ما بين 40 و60 % من الإعلانات التى يتم عرضها على القنوات التليفزيونية والتى كان أبرزها إعلانات جمعيات مصر الخير والأورمان رسالة وأمل مصر ومستشفى الأطفال 57357، ومؤسسة مجدى يعقوب لجراحات القلب، ومستشفى الأورام، وبنك الطعام المصرى، والتى قامت كلها على فكرة واحدة تقول للمشاهدين تبرعوا فى شهر الخيرات . من جهتها، طرحت شركة كوكاكولا إعلانها الجديد "كوكاكولا أحلى مع؟" خلال شهر رمضان هذا العام، ولاقى نجاحاً كبيراً بين المواطنين، جاءت فكرة الإعلان ذكية وجذابة، وتتيح التفاعل بين المعلن والمستهلك، من خلال وضع أسماء الأشخاص على غلاف زجاجة المياه الغازية المعدنية أو البلاستيكية وأيضًا على الغطاء من الخارج. فكرة الإعلان الترويجى لاقت نجاحًا كبيرًا وظهرت على شبكة التواصل الاجتماعي صفحة تحمل اسم "كوكاكولا أحلى مع....؟"، وتحولت الصور الشخصية وصور البروفايل على "فيس بوك"، إلى صور بأسماء الأشخاص المصاحبة لفكرة الإعلان، مثل كوكاكولا أحلى مع " مصطفى، غدير، محمد، عزة، أحمد، سهام، حسام، تامر، فاطمة، سمية، بودي، نهى". وعلى الرغم من اكتساح شركة كوكاكولا بإعلان الأسماء على علب الكوكاكولا هذا العام، إلا أن إعلان بيبسى قد تخطاه بمراحل، بعد أن أعجب الجميع بالفكرة وطريقة العرض والأسلوب المشوق للإعلان. فللمرة الأولى منذ زمن طويل يظهر جورج سيدهم على الشاشة بصحبة زملائه فى المتزوجون سمير غانم وشيرين، وشاهدنا أيضًا هشام عباس وفرقة الفور إم وماما نجوى وبقلظ وغيرهم من الشخصيات التى أثرت فى حياتنا أطفالاً وشباباً. وتحدت شركة بيبسى نفسها وجازفت فى التأخر فى نزول الإعلان حتى اليوم الثامن من رمضان، مجازفة ومراهنة على أن الجميع سينتظره بشغف ولهفه. ويرى المهندس رياض قورة الخبير الإعلانى، أن زيادة إعلانات المؤسسات الخيرية أمر طبيعى فى شهر رمضان الكريم، حيث تحرص على عرض الخدمات التى تقدمها للمحتاجين، وطرق تلقيها التبرعات خلال شهر رمضان، خاصة أن الشهر الكريم تكون فيه حالة روحانية عالية، ورغبة فى فعل الخير، وتحاول الجمعيات والمؤسسات الخيرية توجيه المتلقى إلى مشروعات التى يمكنه توجيه تبرعاته أو زكاة ماله لها. وبينما يؤكد قورة، أنه لا توجد قياسات واضحة تحدد نسبة هذه النوعية من الإعلانات على الشاشة بالنسبة لغيرها من إعلانات السلع، لكنه يقدرها من وجهة نظرة الشخصية بنسبة 25% من حجم إعلانات شهر رمضان، مشيرًا إلى أن هذه النسبة قد تتغير بعد انضمام شركات كانت قد تحفظت على نشر إعلاناتها مع بداية شهر رمضان، وفضلت الانتظار حتى تتكشف الرؤية. وتوقع الخبير الإعلانى أن يحقق السوق الإعلانية لشهر رمضان الجارى، مكاسب تصل إلى500 مليون جنيه، ولكن بعد الأسبوع الأول من الشهر تراجعت التوقعات لتقف بين 400 و 450 مليون جنيه مع نهاية الشهر، مشيرًا إلى أن قرار قنوات كبيرة منها النهار و«سى بى سي» والحياة وال «أم بى سي» برفع قيمة إعلاناتها خلال الشهر الكريم قد أثر سلبًا على تدفق الإعلانات على الشاشة، وقال إن بعض الشركات المعلنة ستحتاج بعض الوقت لتتخذ قرارات بشأن نشر إعلاناتها.