لاأدري لم استدعى ذهني مشهد الممثل أحمد حلمي في فيلم كده رضا و هو يسحب نقوده من البنك في حقيبة سمسونايت هو واخوته قبل أن ينادي موظف البنك عليه وأنا أشاهد المشير السابق عبد الفتاح السيسي يتبرع بنصف ثروته لصالح صندوق مصر داخل حقيبة سامسونايت . و سرعان ما تداول النشطاء الصورة مع الكثير من التساؤلات التي لم تخل من كوميديا الموقف ، فالمشهد كان غريبا بحق لم لا و قد تساءل أحدهم عن جدوى سحب نقوده من بنك ما لإيداعها في بنك آخر و التحويلات البنكية و الشيكات موجودة و متوافرة ، وهي بكل تأكيد أسهل و أيسر مما فعله و لن تلزمه شراء حقيبة سامسونايت لهذا الغرض ، فيما تساءل آخرون عن سعة الحقيبةو اذ كانت بالفعل تحوي المبلغ الذي سبق وأعلن عنه وقيمته نصف مليون جنيه مصري ، و تداول آخرون الخبر بسخرية حيث تهكموا على دعوته للإستثمار و مساعدة مصر و هو لا يثق في بنوك بلاده و يحتفظ بنقوده تحت البلاطة على حد قولهم . و لا يهمنا هنا من هذه التعليقات سوى الهدف من الذهاب بشنطة نقود للتبرع ، فكيف يريدنا المشير أن نرى مصر كما وعدنا و هي " قد الدنيا " وهو ينأى نفسه عن استخدام التكنولوجيا لتظهر مصر بصورة بدائية تعود الى عهد الأرشيف و السجلات الدفترية. و الى متى يقبل ببطانة السلطان من المتملقين الذين هبوا و سارعوا الى تقليده " كما كل مرة " تاركين إنطباع سئ للعالم أن التملق أصبح العنوان السائد للعهد الجديد ، و كيف يحارب الفساد و من حوله يسبحون بشكره؟ احتفظ الاعلام المصري فيما مضى في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي بحقه كاملا في انتقاده و توجيهه بل و السخرية منه اذا لزم الأمر و التعدي عليه بالتهديد أحيانا بينما التزم الصمت التام لكل ما هو يجافي التفكير المنطقي في عهد السيسي. ولا أدعو الاعلام الرسمي الى النشوز عن دور الزوجة المطيعة لزوجها و لا المسؤولين الى كف أيديهم عن الاعلام و تركه و شأنه ، بل أدعو أولي الأمرمنهم أن يظهروا مصر بالوضع الصحيح الملائم لمكانتها كأكبر وأعرق دولة عربية ، و التركيز على رجال الأعمال في جباية المبلغ المطلوب جمعه لأجل مصر و ترك المواطنين في حال سبيلهم .فيكفيهم ما هم فيه من هموم بعد ان ابتلعت الزيادات آخر فوائضهم المالية و لربما يذهبون الى صندوق مصر بالفعل و لكن ليس لتقديم تبرع بل لاستجداؤه !