- الابن: والدى "أعمى" والنيابة تتهمه باقتحام قسم الشرطة وترويع المواطنين - المحامي: لم يتم التحقيق مع المتهم ومفتى الديار رفض قبول أى تظلم بإعادة المحاكمة
"حسبى الله ونعم الوكيل" كان هذا هو الدعاء الذى ظل يردده "عمرو" أكبر أبناء "مصطفى رمضان" "المتهم الكفيف" المحكوم عليه بالإعدام فى قضية اقتحام قسم شرطة العدوة، بالإضافة إلى خمسة اتهامات أخرى فى أسرع حكم قضائى فى تاريخ القضاء المصري. بوجه حزين وكلمات متعثرة، بدأ "عمرو" حديثه قائلًا: "أبويا ميعرفش يمشى لوحده هيقدر يقتحم قسم شرطة، ويروعهم كمان، ليه سوبر مان!!" وبنبرة مليئة بالحزن روى عمرو قصة القبض على والده من منزلهم الريفى البسيط أمام زوجاته وأطفاله الصغار قائلًا: "جاءت الشرطة إلى منزلنا لأخذ والدى يوم 20-4-2014، وتم الحكم عليه يوم 28 -4 -2014 بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي"، مبينًا أن والده لم يتم التحقيق معه حتى الآن، ورغم ذلك يرتدى البدلة الحمراء فى انتظار الإعدام داخل سجن وادى النطرون. وقال عمرو، إن والده تم اعتقاله عام 94 بتهمة انتمائه للجماعات الإسلامية وإن هذه "السبقة" قد تكون سببًا فى القبض عليه وهم يعلمون أنه كفيف. فى حين يؤكد محمود عبد الرازق، محامى المتهم المحكوم عليه بالإعدام، أن موكله "مصطفى رمضان على يوسف" والذى يبلغ من العمر 42 عامًا، تم الحكم عليه بتحويل أوراقه لمفتى الجمهورية فى القضية رقم 300 لسنة 2014 جنايات العدوة، والمقيدة برقم 28 لسنة 2014 كلى شمال المنيا، وهو "كفيف" لا يبصر بالعينين اليمنى واليسرى بنسبة مائة فى المائة حسب التقارير الطبية الصادرة من الهيئة العامة للتأمين الصحى فرع شمال الجيزة والوجه القبلى لعام 99، كما أنه يحمل بطاقة شخصية تحمل رقم قومى 27202172402139، مسجل بها أنه حاصل على ثانوية أزهرية للمكفوفين مما يثبت أنه كفيف ومعاق بإعاقة بصرية، ومع ذلك تم اتهامه ب"اقتحام قسم شرطة العدوة بمحافظة المنيا، وقتل ضابط، وشروع فى قتل عناصر شرطية، وتهريب محبوسين، وإتلاف ممتلكات عامة، مشيرًا إلى أن موكله فوجئ بكل هذه الاتهامات دون دليل واحد، خاصة أنه كفيف ولا يستطيع أن يقوم بأى من التهم الموجهة إليه. وقال عبد الرازق، إنه لم يتم إعلان موكله بالقضية، ولم يتم إعلانه بأمر الإحالة إلى المحاكمة، رغم أن القانون يلزم النيابة وهيئة المحكمة بإعلان المتهمين، لافتًا إلى أنه تم إلقاء القبض على رمضان فى 20 إبريل الماضي، وهو ما ترتب عليه أنه لم يخضع للتحقيق من قبل النيابة العامة. وأشار إلى أنه تقدم بتظلم للنائب العام المستشار هشام بركات، يحمل رقم 10635 عرائض نائب عام، وتم التأشير عليه من المكتب الفنى للنائب العام وإحالته لنيابة شمال المنيا، وحتى اليوم لم يتم إرساله إلى محكمة شمال المنيا، مضيفًا أنه تقدم بتظلم لمفتى الجمهورية فرفضوا قبول التظلم وقالوا له "إن لديهم تعليمات بعدم قبول أية تظلمات". وقال عبد الرازق، إن أول جلسة لهذه القضية كانت يوم 16 مارس 2014 وتم حجز القضية للحكم فى جلسة 28 إبريل 2014، ثم تم القبض على موكله يوم 20 إبريل 2014 قبل جلسة النطق بالحكم بأيام، وتم ترحيله لسجن وادى النطرون، دون أى تحقيقات من قبل النيابة العامة فى مخالفة صريحة للقانون، بالإضافة إلى أنهم يحضرون موكله لجلسة النطق بالحكم يوم 28 إبريل من سجن وادى النطرون، وبذلك يعد الحكم لدى المحكمة حضوريًا بالرغم من أنهم لم يحضروه أثناء المحاكمة، مضيفًا أنه سينتظر الاطلاع على الحكم الذى صدر على المتهم يوم 21 يونيو الماضى بتحويل أوراقه لفضيلة المفتي، ليقرر إذا كان سيقوم بالطعن على الحكم، أو طلب إعادة إجراءات المحاكمة، مشيرًا إلى أن القاضى الذى أصدر الحكم لا يعلم أن المتهم كفيف. وطالب عبدالرازق من النائب العام بسرعة قبول التظلم المقدم له والإفراج عن موكله مصطفى رمضان على يوسف، وتحويله لكشف طبى عليه حتى يتم التأكد من أنه كفيف لا يرى، وبالتالى بطلان التهم الموجهة إليه والإفراج عنه. شاهد الصور: الكفيف اسمه في كشوف المتهمين البطاقة تقرير طبي المحامي