العلماء تاج فخار على رؤوس الأمة يلزم احترامهم وتقديرهم والمحافظة عليهم , ولست مع التراشق الإعلامي بين السادة العلماء فهو يضر بنا جميعاً . ولقد لاحظت أن بعض العلماء الأفاضل الذين لهم جهود كبيرة في مجال الدعوة لمست قلوب الملايين يتعرضون أحياناً لهجوم جارح لمجرد اجتهاد هو من حقهم , فهم مؤهلون شرعاً وليس لأحد أن يحملهم على رأي خلاف ما يعتقدونه , فإذا كان الحاكم أو القاضي لايستطيع أن يحمل طالب العلم على رأي خلاف ما يعتقده ( كما ورد في مجموع الفتاوى كتاب القضاء ) فإنه لايعقل أن يُحمل عالم مجتهد على رأي خلاف مايراه. ولقد ظن بعض النقاد أنني نسبت نفسي إلى الطبقة الشريفة من أهل العلم وهو لم يحدث مطلقاً وكانت نصيحتي من باب أحد عامة المسلمين , ثم إنني قد أتيحت لي فرصة مطالعة الحد الأدنى من العلوم الشرعية , والحد الأدنى من العلوم الواقعية والسياسية , والحد الأدنى من العلوم الاستراتيجية والعسكرية والإدارية , وهي الجوانب الثلاث المؤهلة لإمكانية النظر في الشأن العام وإبداء الرأي والنصح وليس بالضرورة أن من ينصح يكون عالماً , فالعامي له مناصحة الحاكم ( الدين النصيحة ) . ولقد أراحنا السلف الصالح حين كانوا يتناظرون في المسائل فيما بينهم وصولاً إلى الحق مع بقاء الألفة , ولم يرم أحد منهم أحداً بفسق ولا بدعة ولا نفاق ولا نحو ذلك , وإنما كانت لغة الإحسان هي السائدة فيما بينهم , فعلينا أن نتبع سلفنا الصالح ونكف عن الجدال ونكتفي بالتناصح الحسن , وترك كل مجتهد لاجتهاده , وقبول الرأي الآخر بروح سمحة , ثم دعواتي لعلماء الأمة أن يجمع الله شملهم ويحفظهم ويكف عنهم الأذى والسوء ويرفع مقامهم في قلوب المؤمنين فهو ولي ذلك والقادر عليه , وأن يوفقهم إلى وضع الرؤية الاسترتيجية للأمة وللأقطار والأمصار مسترشدين بآراء أهل الاختصاص حتى يجعل الله على أيديهم مخرجاً لمحنة الأمة الإسلامية . وصلى الله على سيدنا محمد