السلام عليكم أ/أميمة، هذه ليست مشكلتي رغم تعايشى الكبير معها وتأثري بها جدا.. هو موضوع خاص بأختي وأريد أن أحكّمك فيه.. الموضوع أن أختي التي كانت تعمل في شركة كبيرة لأحد رجال الأعمال الطيبين وهى متعلمة ومحترمة، وكانت ظروفهم المادية ميسرة فهي عندها 5 بنات.. ولكن للأسف تبدل حالهم تماما بعد وفاة زوجها المحترم بعد طول مرضه من 7 سنوات.. فإخوته أخذوا معرضه بحجة أنه للورثة وأنهن بنات وللأعمام أن يرثوا معهن، أختي بعدها ذاقت الأمرين في تربية البنات ورفضت الزواج نهائيا رغم أن عمرها الآن 43 عام، واعتمدت على راتبها المعقول الذي كان يكفيهن جميعا.. ولكن للأسف فلا حال يدوم، شيئا فشيئا مسك الشركة أبناء رجل الأعمال بدلا منه لأنه كبر في السن وأصبح مريضا، وكانت هي المسئولة عن إدارة أعماله بشكل كبير وبما يرضي الله عز وجل لأكثر من 15 عام، ومنذ تقريبا 3 أعوام وعندما وجد الرجل أبنائه انفضوا من حوله ولا أحد يراعيه فعرض الزواج علي أختي.. هي كعادتها رفضت تماما وظلت علي مبدأها، ولكن أنا وأخي وخالي ظروفنا المادية متواضعة فضغطنا عليها لأن الرجل قدم لها عروضا مادية كبيرة سوف تساعدها في تربية بناتها بسهولة وخاصة أن أعمام البنات مُصرين أن يأخذوا الشقة ليأجروها إيجارا كبيرا أو يبيعوها لأنها شقة الجد ويعطوا لهن شقة صغيرة ومتواضعة لا تصلح للعيش فيها.. المهم بعدما أقنعنا أختي بالزواج من الرجل الثري، وهو وعدها بمساعدتها في تربية بناتها لأنه يحبهن، وبعد أن علم أبناؤه بالأمر بدأوا في محاربة أختي وتهديدها ببناتها، ثم طردوها من عملها دون أى مستحقات لها وظلموها ظلم بيّن وحذروها أن تعلم أباهم بالأمر.. ولأنهم ذو سلطة ومال، فخافت أختي علي بناتها وبحثت كثيرا عن عمل غيره فلم تجد وبدأت تبيع من أثاث منزلها واستدانت مبالغ كبيرة لتواصل تعليمهن وتجهيز البنتان الكبيرتان وكان الله بعونها.. المهم.. هي ترفض بشدة أى عرض للزواج من رجال محترمين وميسورين ويريدون مساعدتها في تربية بناتها، وحجتها أنها لن تدخل رجل غريب علي بناتها.. هي الآن ضاقت بها كل السبل، وعلمنا أن الرجل الثري يبحث عنها كثيرا وخاصة أن أعمام البنات بالفعل أخرجوهن لشقة صغيرة في حي شعبى والرجل لا يستطيع الوصول إلي أختى، وهي تتعمد عدم إعلامه بمكانها خوفا علي بناتها من بطش أبنائه.. أنا الآن يا أستاذة أميمة أخالفها في الرأى تماما..فمن رأيي أن نعلم الرجل بمكانها وأن نعلمه بما فعل أبناؤه، فمن الممكن أن يؤثر عليهم وينتشل أختي وبناتها الملتزمات المحترمات من هموم الديون والفقر والحاجة التي أصابتهم.. وهي مُصرّة علي الرفض وهددتنى أنها ستقاطعنى لو فعلت ذلك بدون علمها.. أختي نفسها عزيزة جدا أ/ أميمة، وتخاف فعلا على بناتها، ولكن أنا قلبي يعتصر ألما عليهن وعلي ما وصل إليه حالهن.. فما رأيك هل أخبر الرجل بدون علمها؟ أم أتركها تواجه المتبقي من مصير لا يعلمه إلا الله وحده في ظل هذه الظروف العصيبة للبلد وهذا الغلاء المستمر؟؟؟
(الرد) يااااااالله.. وكأنني أقرأ رواية البؤساء ولكن بشكل أقسي.. فلم أتمالك نفسي من البكاء وأنا أقرأ وأعتبر من تأكيد حكمة "دوام الحال من المحال".. وأكثر ما أحزنني عليهن هي قسوة الأعمام لهذا الحد، فبدلا من تحمل مسئولية هؤلاء اليتيمات والأرملة التي ضحت مع أخيهم المريض، يكون هذا جزائها وإهمال الفتيات بهذا الشكل حسبنا الله ونعم الوكيل! ثم بكائي علي حال الناس من طمعهم في الدنيا لهذه الدرجة، فرغم أن أبناء الرجل الثري يمتلكون الملايين إلا أنهم يخافون من أن ترث هذه السيدة معهم أو أن تنجب لهم أخا يشاركهم في الميراث، وكأنهم ضمنوا أعمارهم وصحتهم وأموالهم !!! عموما يا أختي أنا أرى أن تحترمين طلب أختك، وخوفها علي بناتها وعلي نفسها من بطش أبناء الرجل، فطالما أنهم لا يراعون الله كما ذكرت، فربما بالفعل تسببوا في إيذاء إحداهن أو كلهن.. ثم أنهم طالما استطاعوا أن يسيطروا هكذا علي أباهم إذا فهو لا حول ولا قوة به ولن يستطيع ردعهم، وإن استطاع فمن شدة كيدهم ربما كان خطرهم علي أختك وبناتها أكبر، وحتي إن تزوجها فلن يتركوها تهنأ معه حتي ولو بالقليل من أمواله.. فاتركي أختك تبتعد عنهم وتحمي بناتها وسوف يساعدها الله تعالي ويعينها علي تربيتهن.. ثم أري ألا تضغطون عليها للزواج من أي شخص طالما هي اختارت ألا تتزوج لتتفرغ لتربية البنات، وأن بداخلها قناعة ألا تعيش بناتها مع رجل غريب وأنا أؤيدها في رأيها هذا بل وأحييها عليه وأحترمها كثيرا لذلك، فمن يدري ماذا ستكون معاملة زوجها مع بنات صغيرات وشابات وغالبا هن أيضا لن يتقبلنه معهن، وإذا استقلت الأم معه بعيدا عن البنات فربما عرضتهن لأخطار هن جميعا في غنيً عنها..ومن رأيي أيضا أن تبحثون بجد عن عمل مناسب قدر الإمكان لأختك ولبناتها الكبار لمساعدتهن في المعيشة، وأن تقدمين طلبا للمساعدة شهريا من إحدي الجمعيات الخيرية وتعطيها المساعدة بدون أن تعلميها حتي لا تُخدش مشاعرهن، وخاصة أنهن جميعا اعتدن علي المعيشة الكريمة..ثم أن عليها هي أن تطالب دائما بحق بناتها من الأعمام ولا تصمت عليه، فلهن حق في المعرض والشقة.. وندعو الله لهن جميعا أن يوسع أرزاقهن وأن يساعد أختك علي تربية بناتها، وأن يعوضها خيرا عما ابتليت به وضحت، وأن يرزقها مزاحمة رسول الله صل الله عليه وسلم علي باب الجنة.. وحسبنا الله في كل من تسبب في الوصول بمثل هؤلاء الفتيات اليتيمات إلي هذا المصير ومثل هذه الأرملة لكل هذه الديون والعوز، ولما أل إليه الجميع في بلدنا لهذا الابتلاء من غلاء وفقر وضيق المعيشة.
................................................................................. للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.