المنافسة الشاقة للنجاح في الامتحانات ضمن النظام التربوي الصارم في هونغ كونغ أوجدت نوعاً جديداً من المدرسين الخصوصيين، باتوا يعيشون نمط حياة أصحاب الملايين، بسبب ما تدر عليهم هذه الدروس من موارد سخية . وغدا هؤلاء الأساتذة نجوماً، يصورون على إعلانات تلصق على الحافلات واللوحات الإعلانية، بطلتهم الجاذبة وهم يرمقون المارة بنظرات ثاقبة، ويعدون بتحويل الطلاب الراسبين إلى حملة الدرجات العالية، لقاء ما يربو إلى 1،5 مليون دولار سنوياً . وتدر صناعة التعليم الخصوصي في المستعمرة البريطانية السابقة حوالي 400 مليون دولار محلي (51 مليون دولار أمريكي)، فيما تظهر الأرقام الرسمية أن نحو نصف طلاب المرحلة الثانوية يلجأون إلى الدروس الخصوصية بعد دوام المدرسة . أما أهالي هؤلاء الطلاب، التواقون لمساعدة أبنائهم على النجاح في نظام الامتحانات المكثف في المدينة، فلا يبالون بإنفاق المبالغ الكبيرة على هذه الدروس الخصوصية . وقالت كيل موك، وهي مدرسة لغة انجليزية في مدرسة "كينغ غلوري" إحدى أشهر مدارس الصفوف الخصوصية في هونغ كونغ، "هنا لدينا ثقافة مدرسية موجهة نحو الامتحانات، وينظر إلى التدريس الخصوصي على أنه نوع من الاستثمار التعليمي". التركيز على النجاح الأكاديمي جعل من ريتشارد اينغ رجلاً ثرياً يصول في المدينة الصاخبة في سيارته من طراز لامبورغيني، وفي معصمه ساعة فاخرة، ويعيش في قصر باذخ في مقاطعة يوين لونغ . وقال اينغ لوكالة فرانس برس ان مستوى "الالتحاق في المدارس الخصوصية عال على نحو مذهل، نحن نتحدث عن حوالى 100 ألف طالب سنوياً". اينغ وغيره من أشهر الأساتذة الخصوصيين نجحوا في الاستفادة من هذا الطلب . استخدموا تكتيكات الاعلان التجاري الرنان ليصنعوا من أنفسهم نجوما، يعرفون باسم "ملوك التدريس الخصوصي" باللغة المحلية . في امبراطوريته "بيكون كوليدج"، يعمل أكثر من 100 استاذ خصوصي. واينغ يعتزم ان يطرح اسهمها في البورصة . وقال "هناك فقط 20 ألف مقعد للدراسات الجامعية في هونغ كونغ سنويا، في حين هناك 100 ألف طالب يتطلعون لدخول الجامعة" .