... أحبكم وأعتذر للغياب أياما مضت وأعتذر لعدم انبساط قلمي ف(الإكستراسوستول) أو الخفقان يدق في صدري القلق على مستقبل بلدي .,وفي المقطم شجون متباينة من التاريخ,فالصخرة نظر من فوقها مجنون الحكم وهو يحرق القاهرة,والصخرة أوصى فاتح مصر بدفنه عند السفح,والصخرة مطلة على قلعة الجبل وكواليس مئات السنين من حكم مصر ومن تعذيب المصريين والصخرة هي مدفن المصريين المقدس ففي جوفها عظام متناثرة في مقابر جماعية لضحاياالإخوان واليساريين ممن قضوا نحبهم بآلة التعذيب الناصرية,وسجلها الشاعر الرائع الدكتور يوسف القرضاوي في نونيته :"سل (المقطَّم) وهو أعدلُ شاهدٍ/ كم من شهيدٍ في التلالِ دفينِ/سحقًا لجزارين كم ذبحوا فتًى/ مستهترين كأنه ابن لبون/فإذا قضى ذهبوا بجثته إلى/ تل (المقطم) وهو غيرُ بطينِ/أخفَوْهُ عن عين الأنام وما دَرَوْا/ أن الإله يحوطهم بعيون/والليل يشهد والكواكب والثرى/ وكفى بهم شهداءَ يومَ الدينِ" ومن نقطة انحدارها وحتى الحدود القديمة للفسطاط تمتد جثامين المصريين المشهورين والمغمورين العلماء والحكام والفنانين والعاديين كالليث بن سعد والشافعي والسيدة نفيسة وابن عطاء الله , فالصعود والبقاء والهبوط من الهضبة يشغل العقل ويشحذ الذاكرة. هناك التقيت مرشدالإخوان الدكتور محمد بديع وشاركني رحيق التاريخ والرجال,,ثم رفض كلانا التعرض بالنقاش للتاريخ وأصر أن الإخوان تعلموا من الدروس التي قلت إنها متكررة,,فالإخوان رأيتهم عبر التاريخ على يمين النظام حينما يستخدم النظام يمينه,وما إن ينتهى من كل ما على يساره حتى يلتفت إلى ثقل يراه يعوق يمينه فيستأصله,حدث هذا قبل ثورة يوليو,ثم حدث بعدها,وشرح لي المرشد كيف كانت علاقة الأديب العملاق سيد قطب بجمال عبد الناصر وموقعه كمستشار وحتى إعدام الزعيم لمستشاره,فأكملت على كلامه ولو نزلنا يا دكتور باتجاه الجنوب الغربي وتوقفنا عند مسجد الروضة لاطلعنا على عناوين الصحف تقول إن خطيبا إخوانيا هاجم المصلين بمطواة ثم تناثرت وتواترت الحوادث وضخمها الإعلام أو اختلقها ومهد للصدام ..وكررها السادات ثم ترك الحبل على الغارب لمبارك. الآن تغيرت الصورة,وتعلمنا من التاريخ أن الصورة قد تنقلب,فيوم لنا ويوم علينا ويوم نُساء ويوم نُسر,,ثم يعود المشهد من حيث بدأ إن لم يتعلم صاحب الصورة من اللقطات السابقة,وأكد المرشد أن الأيام القادمة ستثبت أن الإخوان تعلموا ولديهم الكثير,وانتهى اللقاء-التاريخي على الأقل في حياتي المهنية-وانشغلت ببقية القوى السياسية في مصر هل تتعلم هي الأخرى من التاريخ,وهل ستصدق مع نفسها,ولا تنقلب على أرائها المنادية في كل مكان الديمقراطية هي الحل,أم ستنقلب بسحرها على نفسها وتنتهك أغلبية قالت نعم ,ولعل البطل الوحيد بالصورة الذي يبدو أنه تعلم من الماضي هم ضباط الجيش الذين يصرون كل يوم على تذكيرنا بأنهم زاهدون في الحكم,وأنا أصدقهم وأصدق التاريخ صاحبي الذي لا يكذب أبدا. [email protected]