لم تنته قصة الرئيس السابق محمد مرسي، بعزله من منصبه كأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، منذ ما يقرب من عام، بعد احتجاجات تعارضه وتظاهرات أخرى تناصره وقتها. ومر مرسي بحسب ما رصدته وكالة "الأناضول" بثلاثة مراحل منذ عام، بدأت بمرحلة العزل في 3 يوليو 2013 التي هيئتها احتجاجات حاشدة ضد حكمه في 30 يونيو 2013، مرورا بمرحلة الاختفاء التي بدأت منذ العزل حتى ظهوره في 4 نوفمبر الماضي في المحكمة، وأخيرا مرحلة السجن وبدء محاكمته بتهم جنائية في عدة قضايا. إلا أن قصة السياسي الستيني الذي يصر أنه "الرئيس الشرعي" للبلاد، ويردد ذلك في مداخلاته أمام المحاكم، فيما يراه معارضوه معزولا، لم تنته بعد ومازال فيها فصولا جديدة، وخاصة أنه يحاكم في قضايا قد تصل به إلى السجن أو الإعدام. وفي ما يلي أبرز المحطات المرتبطة بالرئيس الأسبق منذ الإطاحه به، حسب ما رصدته وكالة الأناضول:
أولا : مرحلة العزل (يونيو 2013) 30 يونيو : خروج احتجاجات شعبية حاشدة ضد مرسي، واستمرار مظاهرات مؤيدة له في ميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة). (يوليو 2013) 3 يوليو : عزل مرسي من منصبه كرئيس لمصر ، في بيان أعلنه الرئيس الحالي، ووزير الدفاع في حينها، عبد الفتاح السيسي، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا (أعلى سلطة قضائية في مصر) آنذاك، عدلي منصور، رئيسا مؤقتا، بموافقة قوى سياسية وشعبية ودينية. مرسي يظهر عقب الإطاحة به في خطاب مسجل تناقلته مواقع وقنوات تليفزيونية، يدعو خلاله إلي احترام الشرعية ودولة القانون.
ثانيا: مرحلة الاختفاء: 4 يوليو: صحيفة الأهرام المسائي المملوكة للدولة تنشر خبرا وقتها تحت عنوان "التحقيق مع مرسي بتهمة التخابر خلال أيام"، بينما لم يتم معرفة مكان تواجد مرسي. 6 يوليو: انطلاق مظاهرات لأنصار مرسي أمام دار الحرس الجمهوري (سلاح خاص بتأمين مؤسسة الرئاسة يأخذ تعليماته من الرئيس) (شرقي القاهرة)، تزعم أنه بالداخل وتطالب بإخراجه، بجانب استمرار مظاهرات من جانب أنصاره في ميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة) والنهضة (غرب القاهرة) حتى يوم فضها أمنيا في 14 أغسطس الماضي. 21 يوليو: قال عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير جريدة الأهرام (المملوكة للدولة) إن "النائب العام أمر بحبس الرئيس المقال محمد مرسي 15 يوما بتهمة التخابر مع دول أجنبية"، ونفى النائب العام وقتها صدور قرار بحبس مرسي. 29 يوليو: مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، تلتقي بمرسي في مكان اختفائه "القسري" والذي لم يعرفه أحد، وتجري محادثات معه لمدة ساعتين. 31 يوليو: التقي رئيس مالي السابق ألفا عمر كوناري ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي الخاصة بمصر مرسي في مكان اختفائه "القسري". (أغسطس 2013) 8 أغسطس: نجلاء محمود، زوجة مرسي، قالت فى الكلمة التى ألقتها من أعلى منصة رابعة العدوية قبل صلاة عيد الفطر المبارك حيث يتواجد أنصار زوجها إن "الرئيس راجع بإذن الله"، مضيفة أنها لم تره أو تسمع صوته منذ أن تم عزله ورغم ذلك تثق فى عودته، ورددت مع المتظاهرين "راجع.. راجع" دون توضيح كيفية عودته. 12 أغسطس: قرر القضاء المصري تجديد حبس مرسي 15 يوما على ذمة التحقيق معه بتهمة "التخابر" مع حركة حماس و"الهجوم على المنشآت" التابعة للشرطة إبان ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق، حسني مبارك. 14 أغسطس: فضت قوات الأمن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والتي كانت تطالب بعودة مرسي رئيسا للبلاد، ما أسفر عن مقتل المئات بحسب إحصائية رسمية. (سبتمبر 2013) 13 سبتمبر : تم تجديد حبس مرسي لمدة 30 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تجري معه في قضيتي التخابر واقتحام السجون . 18 سبتمبر: انفردت وكالة الأناضول بنشر تفاصيل إجراء مرسي أول اتصالين هاتفيين بأسرته قبل أيام من هذا التاريخ، وبحسب مصدر مقرب من الأسرة قال مرسي: "أنا ثابت إلى آخر نفس، وأتابع كافة التفاصيل التي تجري على أرض مصر". (أكتوبر 2013) 13 أكتوبر: قالت أسرة مرسي، في رسالة لها، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، إن الرئيس الأسبق "صامد وثابت لآخر نفس ولن يتراجع عن الشرعية ولن يهزمه اختطاف قسري أو محاكمات باطلة مضحكة تنتهك صحيح الدستور والقانون".
ثالثا : مرحلة السجن والمحاكمات ( نوفمبر 2013)4 نوفمبر : مرسى يظهر للمرة الأولى منذ عزله فى أولى جلسات محاكمته فى قضية المعروفة إعلاميا "الاتحادية" والتي يحاكم فيها هو و14 متهما آخرين في اتهامهم بالتحريض على قتل 3 متظاهرين معارضين لجماعة الإخوان، في 5 ديسمبر 2012 أمام قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي القاهرة). إيداع محمد مرسي سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية (شمال مصر). 10 نوفمبر: أنهت السلطات القضائية المصرية، أولى جلسات التحقيق مع مرسى، فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون في مقر محبسه بسجن برج العرب (شمالا) 12 نوفمبر: أول مقابلة بين مرسي و5 من أعضاء الهيئة القانونية، هم محمد سليم العوا رئيس الهيئة، ومحمد الدماطي المتحدث الإعلامي للهيئة، ومحمد طوسون، وأسامة الحلو عضوا الهيئة، وأسامة نجل مرسي بصفته محاميًّا وعضوًا في الهيئة. 13 نوفمبر: صدرت الرسالة الأولى لمرسي، وألقاها وفد بالهيئة القانونية للدفاع عن مرسي في مؤتمر صحفي، وذلك بعد يوم من زيارة الرئيس المعزول في محبسه بسجن برج العرب (شمالي مصر). ووجه مرسي رسالته الأولي للشعب المصري معلنا فيها ثباته وعدم اعترافه بما أسماه ب"الانقلاب". 23 نوفمبر: أصدر النائب العام المصري، هشام بركات، قرارًا بحظر النشر في جميع وسائل الإعلام في القضية المتهم فيها مرسي وآخرون ب"التخابر". (ديسمبر الماضي) 1 ديسمبر: أعلن أسامة نجل مرسي أنه تم منع الهيئة القانونية من زيارة والده رغم حصولهم علي تصريح قضائي بزيارته. 5 ديسمبر: منع الهيئة القانونية للدفاع عن متهمي "قصر الاتحادية" من زيارة مرسي بمحبسه بسجن برج العرب، للمرة الثانية خلال أسبوع، بحسب أعضاء الهيئة. 10 ديسمبر : حضر وفد من الهيئة القانونية عن مرسي إلى سجن برج العرب في الإسكندرية (شمال)، لحضور جلسة تحقيق معه في الاتهامات الموجهة إليه بالهروب من سجن وادي النطرون (شمال)، إبان أحداث ثورة 25 يناير. 18 ديسمبر: أحال النائب العام المصري مرسي و3 من مسؤولي الرئاسة خلال فترة حكمه وآخرون بتهمة "التخابر". ( يناير 2014 )28 يناير : محكمة استئناف القاهرة، تنظر الجلسة الأولى لمحاكمة مرسي، و130 آخرين في قضية الهروب من سجن "وادي النطرون"، إبان ثورة يناير. ومرسي يؤكد أنه "الرئيس الشرعى للبلاد". (فبراير 2014) 16 فبراير: محكمة استئناف القاهرة تنظر قضية التخابر والمتهم فيها مرسي و35 آخرون، وأظهرت الجلسة الأولي جدلا بين محامي مرسي والقاضي، بسبب القفص الزجاجي، الذي يفصل بين الحضور والسجناء. (مارس) 1 مارس: القبض علي عبد الله النجل الأصغر لمرسي ومعه صديقه بتهمة تعاطي مخدر الحشيش أثناء استقلاله إحدى السيارات وأفرج عنه في اليوم التالي علي ذمة القضية . (أبريل 2014)6 أبريل: قررت هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة عقد جلسة محاكمة مرسى فى أحداث الاتحادية فى جلسة سرية لسماع الشهود. 16 إبريل: خاطب مرسي قاضيه خلال رابع جلسات محاكمته و35 آخرين، فى قضية "التخابر"، قائلا: "أرجو منك أن تبلغ سلامي للشعب المصري كله، فانا أحييه على ثورته السلمية، واطمئنه أن الانقلاب سيسقط حتما وسيحاسب قادة الانقلاب". 28 إبريل: بدأت أولى الجلسات السرية لمحاكمة مرسى وعدد من قيادات الإخوان فى قضية "التخابر". (مايو) 22 مايو: وافق مجلس الوزراء المصري علي إلغاء بعض القرارات الصادرة من مرسي إبان حكمه، بالعفو عن العقوبة أو تخفيفها لمواطنين لإضرارهما بالوطن، حسب قوله. (يونيو 2014)4 يونيو: خرجت الرسالة الثانية للرئيس المصري محمد مرسي والتي سربت من محبسه، وقال مرسي فيها مخاطبا المصريين: "أصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل"، مطالبا "الثوار" ب"التوحد والاستمرار في الثورة السلمية". 26 يونيو: رفضت اللجنة العليا للانتخابات بمصر، الطعن المقدم من المرشح الرئاسي السابق، أحمد شفيق، على انتخابات الرئاسة التي أجريت فى 2012 وفاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسى. ولم يصدر أي أحكام بعد ضد مرسي ولم تحسم القضايا ضده والتي قد يصل الحكم فيها بحسب التهم المنسوبة إليه إلى الإعدام، وما يزال أنصاره يأملون عودته، ورافضوه يرون أن عودة مرسي خرافة ومستحيلة في ظل انتخاب رئيس مصري جديد أواخر مايو.