كلام أمير الكويت عن الحريق في المنطقة ومخاطره على بلاده له ما يبرره سياسيا خصوصا بعد اقترانه بدعوة الشعب الكويتي للتوقف عن الخوض في القضايا الإشكالية والجدلية، وبعد بروز أول مظاهرة“شيعية” في الكويت تعترض على مقالة ضد السيستاني نشرها وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب. وقال بسام البدارين في تقرير كتبه بالقدس العربي التي تصدر في لندن إنه يعتقد وعلى نطاق واسع في بعض أوساط وغرف القرار الخليجية بأن الكويت هي الساحة المرشحة لتلقي “الهزات الارتدادية” الناتجة عن تفعيل وتنشيط الصراع الطائفي في العراق، خصوصا بعد دخول المراجع الشيعية الإيرانيةوالعراقية على خطوط المواجهة، وبعد البيان المقلق والشهير لحزب الله اللبناني الذي توعد فيه ب “معاقبة” الدول الخليجية التي تدعم المقاتلين السنة أو”الإرهابيين في داعش”في لبنانوالعراق والتي قال حزب الله انها “ستندم”. وأضاف الوضع الداخلي في الكويت يبدو معقدا وحدودها الملاصقة للعراق ووجود فعاليات شيعية نشطة فيها يضعها في دائرة المخاطر الاستراتيجية التي يعتبرها المراقبون “أبعد” عن المنطقة الشرقية في السعودية وعن البحرين. بالإضافة إلى ان الكويت بالمعنى الجغرافي والديمغرافي من الخواصر “الرخوة” خليجيا قياسا ببقية دول الخليج عندما يتعلق الأمر بصراع طائفي ممتد وفي أكثر من اتجاه في حوض الخليج العربي. ويبدو أن اتصالات المخاوف هي التي برزت على هذا الأساس في الأسبوعين الماضيين على هامش المشاورات التنسيقية ما بين الكويت والسعودية ودولة الإمارات. وقال : يمكن ببساطة ملاحظة الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي وهو يزاحم للانضمام إلى ملعب القرار الخليجي ويزيد من مستوى مشاوراته تحت عنوانين عريضين يتمثلان في العمل على تعزيز القناعة ب “الأمر الواقع″ في سوريا عبر تفعيل حلقات تواصله شخصيا مع النظام السوري بواسطة المساحة التي يمكن أن توفرها حركة أمل الشيعية اللبنانية التي كثفت من اتصالاتها بجماعة السيسي. وقال : العنوان الثاني هو ذلك المتمثل في اهتمام السيسي بأجواء انفتاح بين دول الخليج الحليفة له وإيران التي يبدو واضحا في الكواليس انها تستعد من جانبها للحظة يمكن التخلص فيها من المالكي بعدما أصبح استمراره مكلفا على جميع الأطراف. وانطلقت هذه المخاوف في الكويت تحديدا من اللغة التي يستخدمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو يتهم علنا ورسميا دولا خليجية على رأسها السعودية بإدارة وتمويل المؤامرة ضده، في الوقت الذي تثير فيه عودة التفجيرات والأحداث الإرهابية إلى لبنان على اساس طائفي كل التساؤلات الغامضة عن احتمالات تحول لبنان أيضا إلى ساحة تصفية حسابات تتأثر بما يحصل في العراق بنفس درجة تأثرها بما حصل في سوريا. الاحتمالات في الكويت هي التي أثارت قلقا في التحالف الخليجي خصوصا وان إيران تملك نفوذا في هذه الإمارة الخليجية الصغيرة المرهقة بالتجاذب والخلاف السياسي، خصوصا بين البرلمان والحكومة او بين الحكم والعائلة الأميرية وبين فعاليات حزبية وبرلمانية، وفي ظل تنامي الجدل في ملفات الفساد ما برر الدعوة الأميرية التي برزت مساء امس الأول. تداعيات المشهد العراقي لا تلتزم عمليا برأي مراقبين بحدود الدول بالمنطقة وتعبر في كل الاتجاهات على الأرجح وبدأت تثير قلقا كبيرا على مستوى منظومة النادي الخليجي، خصوصا وان بيان وزارة الداخلية اللبنانية الذي تحدث عن تفجير “فندق الروشة” الأخير مشيرا لاتهام مواطن سعودي بالتفجير يعيد الصراع العملياتي والسياسي إلى المربع الأول في ساحة مثل لبنان من المرجح أن يزيد منسوب التجاذب فيها، خصوصا وان السفارة السعودية في بيروت أصدرت بيانا تنفي فيه ضلوع مواطن سعودي بالتفجير المشار إليه. جهة ما فيما يبدو وحسب تقييمات أمنية أردنية قررت عبر تفجيرات بيروت الأخيرة إيصال رسالة للأمير السعودي العائد بندر بن سلطان الذي ترك معزله في المغرب وانضم مؤخرا لمجلس الأمن الوطني السعودي في الوقت الذي يتضاعف فيه الحديث عن “حكومة توافق وطني” في العراق تقود في المحصلة لإسقاط ورقة حكومة الرئيس المالكي الحالية المتهمة كونيا بالإقصاء.