التنسيق حول الوضع في ليبيا.. تطبيق تجربة الجزائر مع الإسلاميين غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي الجزائر بعد زيارة عمل خاطفة استمرت بضعة ساعات، أجرى خلالها محادثات مع نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تناولت العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة حسب وسائل إعلام رسمية من البلدين. وصرح السيسي لدى وصوله الجزائر اليوم، أن الهدف من الزيارة هو الاستفادة من جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن زيارته للجزائر تهدف إلى "إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية مشتركة للمصالح والقضايا والتحديات المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة". وتابع "هناك علاقات وموضوعات استراتيجية مشتركة بين مصر والجزائر وكذا قضايا كثيرة تحتاج من الجزائر ومصر العمل سويا وهذه الزيارة جاءت للتأكيد على ذلك والشروع العمل فيها خلال الأيام القادمة". فيما توقع خبراء عسكريون وسياسيون أن يترتب على الزيارة اتفاقات فيما يتعلق بحماية حدود البلدين من المخاطر التي تهددهما من الجانب الليبي، بالإضافة إلى التدخل لإقناع السلطة الليبية بضرورة إجراء إصلاحات سياسية لضمان استقرار البلاد والابتعاد عن المخاطر الحالية التي تتهددها وانعكاسات ذلك على كلا البلدين. وقال اللواء سامح أبوهشيمه الخبير العسكري والاستراتيجي، إن "زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم لدولة الجزائر لها عدة أبعاد، من النواحي العسكرية والاقتصادية بين البلدين، إذ إن الجزائر تمثل أهمية كبيرة لمصر، باعتبارها صاحب أقوى اقتصاد بين دول أفريقيا، فضلاً عن دورها السياسي والعسكري". وشدد على أهمية الزيارة "لإدراك السيسي مدى حرص مصر على ضرورة المصالحة مع كافة الدول العربية". وفي مطلع مايو الماضي، إبان حملته للترشح للانتخابات الرئاسية، تسببت تصريحات للسيسي، تضمنت تهديدًا ب"غزو" الجزائر خلال ثلاثة أيام، ردًا على "تهديدات محتملة"، في أزمة جديدة بين الدولتين. وبحسب التصريحات المنسوبة إليه، فقد رد السيسي على سؤال حول ما يُعرف ب"الجيش المصري الحر"، بقوله: "الجيش المصري قوى، قبل ما واحد يجرى له حاجه على الناحية الغربية، يكون الجيش هناك، وده إنذار للجيش الحر، ولو حصل أي حاجة أنا ممكن أدخل الجزائر في 3 أيام". إلا أن الحملة الانتخابية للسيسي سرعان ما نفت تلك التصريحات، وأكدت، في بيان أن "ما تردد في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، من تصريحات منسوبة للمشير، ضد الشعب الجزائري الشقيق، كاذبة وتم تأويلها على نحو خاطئ." وأضاف أبوهشيمة، أن هذه الزيارة سينتج عنها من الناحية العسكرية عدة اتفاقات مع الجانب الجزائري، بما يتعلق بالوضع فى ليبيا وضرورة احتواء الوضع فى ليبيا، نظرًا لما تمثله من خطورة كبيرة على الحدود المصرية والجزائرية. وأضاف "سينتج عن هذه الزيارة تنسيق عسكري وسياسي بين كلا البلدين حفاظًا على البعد الاستراتيجي والأمني لكل منهما"، موضحًا أن هناك توجهًا من قبل مصر والجزائر للتدخل لحل الأزمة سياسيًا، من خلال الضغط لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة حتى يحدث استقرار في السلطتين التشريعية والتنفيذية في ليبيا، بما يدعم الحفاظ على أمن ووحدة الدول العربية وعدم إعطاء الفرصة للغرب في التدخل". وقال مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية إن "مصر والجزائر لديهما رأى متوازن حول ما يحدث فى ليبيا، ومن المهم تنسيق الجهود خلال الفترة القادمة". وأضاف أن هذه الزيارة سينتج عنها عدة اتفاقات لحماية الحدود بين البلدين وضرورة التدخل لإنقاذ الموقف في ليبيا. وأشار إلى أن الجزائر مرت بنفس الأزمة التي مرت بها مصر من خلال مكافحة الإرهاب حيث تعد الجزائر من الدول التي خاضت حروبا مع تيار الإسلام السياسي وعلى مصر أن تستفيد من هذه التجربة لكي تخرج من أزمتها الحالية. وكان السيسي أكد في تصريح للصحفيين في مطار الجزائر الدولي إنه يسعى إلى "تفاهم حقيقي ورؤية مشتركة للمصالح والقضايا والتحديات المشتركة بين مصر والجزائر موضحا أننا تطرقنا إلى قضايا كثيرة مع المسؤولين في الجزائر منها الوضع في ليبيا وهي دولة جارة لكل من مصر والجزائر". وشدد الرئيس السيسي على حاجة مصر إلى الاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، موضحًا أن "ظاهرة الإرهاب تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها سويًا".