قال مسؤول دبلوماسي، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيقوم بزيارة إلى القاهرة يوم الأحد المقبل، لبحث موقف الإدارة الأمريكية من مؤتمر المانحين، والتفاهم حول مشروع قانون أمريكي تخفيض المساعدات للبلاد. ونقلت وكالة "الأناضول" عن المسؤول الذي تحفظ على ذكر اسمه لحساسية المنصب إن وزير الخارجية الأمريكي آثر أن يقوم بزيارته عقب زيارة العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليعلن موقف الإدارة الأمريكية من مؤتمر المانحين، ولإعلام المسؤولين المصريين بأن واشنطن سيكون لها ممثل في مؤتمر المانحين. وتستغرق الزيارة يومين يلتقي خلالها كيري الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري سامح شكري واعتبرها خبير سياسي تحمل 4 رسائل إيجابية للسيسي. القضية الثانية بحسب المصدر تتعلق بالتفاهم حول مشروع قانون الشيوخ الذي يخفض 400 مليون دولار من المساعدات لمصر وستكون الرسالة الرئيسية في هذا الصدد أن الإدارة الأمريكية تدعم استمرار المساعدات لمصر مع التأكيد على ضرورة إحراز تقدم في الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويبحث حالياً مجلس الشيوخ الأمريكي خفض المساعدات إلى مصر بقيمة 400 مليون دولار، وذلك بموجب مشروع قانون للمساعدات الخارجية. ومشروع القانون من شأنه أن "يحول ما لا يقل عن 100 مليون دولار إلى أمريكا الوسطى لمحاولة معالجة جرائم العنف والاضطرابات الاقتصادية التي قادت إلى موجة من الأطفال المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبيةالغربية إلى ولاية تكساس". وخلال اقتراح حزمة المساعدات الخارجية هذا الأسبوع، اختار الجمهوريون في مجلس النواب تمويل المساعدات العسكرية لمصر ب 1.3 مليار دولار، وتوفير 200 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية، ما يعني خفضا متواضعا بقيمة 50 مليون دولار. وفي المقابل، فإن مشروع قانون مجلس الشيوخ يخفض المساعدات العسكرية إلى مليار دولار، ما يعني خفض 300 مليون دولار، بينما سيتم تخفيض المساعدات الاقتصادية إلى 150 مليون دولار، أي خفض 100 مليون دولار. ووفق الخبير السياسي الدولي، منذر سليمان مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية (غير حكومي) في واشنطن فإن زيارة كيري إلى مصر تحمل 4 رسائل سياسية. وأوضح أن بين تلك الرسائل تعويض غياب مسؤول أمريكي رفيع المستوى بحجم كيري عن حفل تنصيب الرئيس السيسي (في 8 يونيو الجاري) وبذلك تبدو الزيارة وكأنها لتهنئة السيسي باعتباره الرئيس المنتخب الآن خاصة مع عدم وجود التباس كالسابق. والرسالة الثانية هي إبداء موقف الإدارة الأمريكية من مؤتمر المانحين الذي دعت له الرياض والتأكيد على أن واشنطن ليست لديها اعتراض بأن يكون هناك دعم مادي لمصر. والرسالة الثالثة هي التأكيد على أن الكونجرس يقصد ببحث مشروع تخفيض المساعدات إبداء التحفظ على الوضع في مصر مع المطالبة بوجود رسائل طمأنة من القيادة الجديدة للبلاد فيما يتعلق بالديمقراطية والحريات. سليمان قال إن الرسالة الرابعة هي رغبة الولاياتالمتحدة في تناول عدد من القضايا الإقليمية مع مصر كالأزمة السورية والعراقية مع مطالبة القيادة الجديدة بأن تقوم بدورها الإقليمي الإيجابي من خلال الجامعة العربية. وأوضح أن الولاياتالمتحدة تطلع حالياً للتعامل مع الرئيس السيسي ومحاولة استعادة العلاقة الطبيعية مع القيادة المنتخبة حاليا دون التوقف عن التذكير بضرورة توسيع المشاركة السياسية ودعوة السيسي إلى عدم الإقصاء لأي تيار سياسي في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين. ومنذ الإطاحة بمرسي، يخيم التوتر على العلاقات بين واشنطنوالقاهرة، وفي أكثر من مناسبة وجهت الإدارة الأمريكية انتقادات لأوضاع في مصر، ولا سيما بشأن حقوق الإنسان. وبلغ الأمر حد إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في أكتوبر الماضي، تجميد جزء من المساعدات العسكرية السنوية لمصر، راهنا استئنافها بتحقيق القاهرة تقدما على مسار الانتقال إلى الديمقراطية. وفي حفل تنصيب السيسي، اكتفت الإدارة الأمريكية بإرسال "توماس تشانون" مستشار وزارة الخارجية الأمريكية قادما على رأس وفد من جنوب السودان لتمثيل الرئيس الأمريكي، وهو ما وصف بأنه تمثيل منخفض مقارنة برؤساء الدول والزعماء العرب الذين حضروا الحفل وبلغ عددهم 5 رؤساء وزعماء لدول عربية وأفريقي.