فجأة وبدون مقدمات ، خرج تاجر شاطر من تجار السينما يقال بحسب ما نشر إنه "منتج "سينمائي ، بتقمص دور "رامبو" معلنا بشجاعة منقطعة النظير متحديا "ظلامية" الأزهر ، وتطرف "الكنيسة" ، عن عزمه انتاج فيلم عن المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ! صحيفة حكومية صفراء ، اعتبرت اعلان "التاجر الرامبو" معركة جديدة من معارك "حرية الرأي" و "الابداع" في مواجهة وصاية المؤسسات الدينية ! ولاندري بأي حق تدعي الصحيفة أن الفيلم المزمع انتاجه من فصيلة الابداع؟! فالفيلم اسمه "حياة وآلام السيد المسيح" ، وهو مجرد محاكاة وتقليد للفيلم الاجنبي آلام المسيح" بطولة جيم كافيزل ومونيكا بيلوتشي .. يعني صاحبنا التاجر .. محض مقلد لا مبدع ولا يحزنون . الحكاية كلها تشي بأن تاجرا شاطرا ، رأي كيف حصد مخرج ومنتج فيلم ألام المسيح الممثل الاسترالي الاصل "بيل جيبسون" أكثر من 300 مليون دولا ر في أقل من أربعة اسابيع جراء عرض فيلمه في امريكا الشمالية وحدها ، وهو مكسب ضخم يسيل لعاب كل تاجر يعبد الدرهم والدينار ايا كانت الوسيلة : مشروعة أو كانت وسيلة رخيصة ، إذ إن بيل جيبسون انفق على فيلمه فقط 30 مليون دولار ، وحصد منه 300 مليون كما أشرت منذ قليل يعني تجربته كانت مشروعا استثماريا ناجحا بكل المقاييس ، الفارق أن مخرج ومنتج "آلام المسيح" ، كان مسيحيا كاثوليكيا مؤمننا ، وأراد أن يقدم عملا خدمة لما يعتقد ويؤمن به . لكن الكارثة عندنا أن "التاجر" المصري الذي أطلق هذا البالون عبر صحيفة حكومية صفراء لاختبار رد فعل المؤسسات الدينية الاسلامية و المسيحية في مصر ، يبدو لنا أنه "جاهل" بالفرق بين الرؤيتين الاسلامية والمسيحية لحياة المسيح من مماته إلى وفاته عليه السلام ، وهي رؤية تتعلق ب"العقيدة" أو أصل من أصول العقيدة التي لاخلاف عليها ... يعني حياة المسيح ليست من الموضوعات الخلافية التي يجوز الاجتهاد بشأنها وتقديمها بما يتصوره المجتهد سواء عند المسيحيين أو عند المسلمين ، فأي رؤية إذن سيعتمدها سيناريو فيلم هذا "الفالح" اللي عامل فيها رامبو ، ومستنير وضد الظلامية ... هل سيعتمد الرؤية الاسلامية ليغضب المسيحيين أم سيعتمد على التفسير المسيحي ويغضب المسلمين ليشعلها فتنة لاتبقي ولاتذر . ولعل رجال الدين المسيحيين قد ابرقوا أكثر من رسالة عبر الصحيفة الحكومية الصفراوية ، بأنهم سيقاضون منتج الفيلم إذا تم تصويره قبل عرض السيناريو على الكنيسة الارثوذكسية وموافقتها عليه . ومن جهة أخرى حذر علماء مسلمون من انتاج الفيلم باعتباره انتهاكا لحرمة الانبياء والمرسلين والنيل من قدسيتهم . نريد أن نعرف من "رامبو" العاشق ل"حرية الرأي" أي الرؤيتين سيتحداها في فيلمه ويعتمد الرؤية المخالفة لها .. هل سينحاز للمسيحيين أم للمسلمين ؟! إنني أسأل لأبين أن الفكرة هي في واقع الحال شيطانية .. تعكس جهلا وظلامية مدمرة ومثيرة للفتنة .. وإذا كان رامبو يؤمن حقا بحرية الرأي فلينتج فيلما عن مجدي حسين وصلاح بديوي وعبد الحليم قنديل وصحفي المصري اليوم وصحفية الفجر والصحفيات اللاتي ضربن واعتدي عليهن وانتهكت اعراضهن و كل الذين شرفوا في سجون النظام لأنهم أمنوا ب"حرية الرأي" ! لماذا لا نستأسد إلا على الجبهات السهلة التي لا تغضب الظلمة وسدنة الاستبداد والفساد ممن يمتلكون خزائن مصر الآن ... اتمنى أن يتجرأ "رامبو" واحد من هؤلاء ويجبني على سؤالي . [email protected]