تحت شعار " لا للتحرش، أعدموا المتحرشين"، انتفضت العشرات من نساء وفتيات مصر بمحيط دار الأوبرا المصرية مسا اليوم، تنديدًا بحادث التحرش الجماعي الذي شهده ميدان التحرير مساء الأحد الماضي تزامنًا مع تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي. ورفعت المشاركات، لافتات منددة بالتحرش الجنسي بالنساء منها "أعدموا المتحرشين"، "لا للعنف ضد النساء"، "نساء مصر خط أحمر"، ورددن هتافات مدوية منها "التحرش مش هيفيد جرب انى وانا اقطع ايدك". وكان لافتًا مشاركة العشرات من الرجال والشباب الذين انضموا للوقفة الاحتجاجية معلنين تضامنهم التام مع ضحايا التحرش والمنظمات الداعية للوقفة، ومن بينها "امسك تحرش"، "ومؤسسة نظرة". كما شارك عدد من شباب الصحفيين تضامنا مع الصحفية ضحية التحرش الجنسي الجماعي بالتحرير، ورفعوا لافتات منددة بصمت وسكوت الفتيات عن حقوقهن من بينها " ماتسكتتوش " "ماتفرطيش فى حقك". وقامت إحدى الفتيات بتلطيخ جسدها بالدماء والألوان الحمراء في إشارة منها إلى بشاعة ما يعرضن له ضحايا التحرش من انتهاك لأجسادهن وما يتعرضن له من إصابات وجروح وتشوهات جدية ونفسية. وشهدت الوقفة حالة من التكثيف الأمني الكبير، حيث دفعت وزارة الداخلية بعدد من المصفحات وسيارات الأمن المركزي إلى جانب الاستعانة بالشرطة النسائية اللاتي آمن التظاهرة خشية اندساس مندسين أو مخربين. وروى عدد من النشطاء شهادتهن عن حالات التحرش التي شهدها ميدان التحرير خلال يوم الاحتفال بتنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية. وبحسب الناشطات التي شاركن فى احتفالات يوم التنصيب فإن التحرش كان مخططًا وعبر كمائن تنصب للسيدات في الميدان. وقالت دعاء العجوز، عضو المكتب التنفيذي ب "جبهة نساء مصر" إن الشباب المتحرشين قاموا بتطويق الفتيات على أساس حمايتهن ثم بدأن الهجوم عليهن بشكل ذئابي حتى انتهاك حريتهن كاملة. وطالبت العجوز، بتغليظ العقوبات لردع المتحرشين، إذ أن المادة 267 من قانون العقوبات المصرى تقضي بالسجن المشدد أو المؤبد لمن يعتدي على حرية أي أنثى، لافتة إلى أن نص المادة من قانون العقوبات "يعتبر شروعًا في هذه الجريمة جذب شخص امرأة من يدها ووضع يده على تكة لباسها ليفكها بقصد مواقعتها بدون رضاها". وشددت على أن هذا ما حدث فى ميدان التحرير وأن المؤبد لمتحرشي التحرير قصاص عادل. وقال مصطفى خفاجى، العضو بحركة "خريطة التحرش"، إن الحركة بدورها تقوم بحملات توعية فى المدارس والجامعات وعمل تدريبات عن التحرش لتوعية الناس بالعقوبات الخاصة بالمتحرشين وكيفية المطالبة بحقوقهم. وأكد أن الهدف الرئيسي للحركة هو الحد من الأفكار المجتمعية البالية والتي لاتساوي الرجل بالمرأة، مشيرًا إلى أن المجتمع وضع المرأة فى صورة متدنية أقل شأنا من وضع الرجل. وأضاف، أن الحركة لاتقتصر على المدن بل تنتشر فى كافة محافظات مصر، سعيًا وراء نصح الشباب وتوعية الفتيات بأن لا يسكتن عن التحرش منبها من وقع عليها التحرش. فيما قالت الناشطة لمياء جودة، إن "التحرش يتساوى بجريمة القتل وعبرت عن فكرتها بأن قامت بتلطيخ جسدها بالدماء تعبيرًا عن أن التحرش جريمة بجميع المقاييس كما لابد أن عقوباتها لابد أن تتساوى بجرائم القتل".