أعربت جمعية القمح الأمريكية عن انزعاجها الشديد من انخفاض مشتريات مصر من القمح الأمريكي خلال السنوات القليلة الماضية بصورة كبيرة ، مشيرة إلى أن مصر كانت تحتل المركز الأول في مشتريات القمح الأمريكي ، وان مشترياتها في عام 2000 /2001 بلغت 4 مليون طن متري، ثم بدا الانخفاض التدريجي في حجم المشتريات ليصل العام الماضي 2005 إلى 1.9 مليون طن مترى لتحتل مصر المركز الخامس في قائمة مستوردي القمح الأمريكي على مستوى العالم . وزاد من قلق جمعية القمح الأمريكي ووزارة الزراعة الأمريكية ما أوضحته أرقام العام الحالي 2006 من انخفاض تعاقدات مصر على القمح الأمريكي بنسبه تقل 44% عن نفس الفترة من العام الماضي حيث تعاقدت مصر فقط هذا العام على 1.06 مليون طن في حين تعاقدت العام الماضي على 1.83مليون طن . وأكد تقرير للجمعية أن 65% من القمح الذي كانت تستورده مصر من أمريكا كان عن طريق الهيئة العامة للسلع التموينية الحكومية إلا أنه في هذا العام انخفض حجم هذا الاستيراد إلى 20% فقط ، وتحولت مصر للاستيراد من استراليا بنسبة 35 % ومن روسيا بنسبة 28% ، أما القطاع العام المصري فقد اشترى 15% فقط من احتياجات مصر من القمح من السوق الأمريكي . وتساءل التقرير عن السبب في انخفاض حجم مشتريات مصر من الاقماح الأمريكية ، ويأتي الجواب عندما يكتشف الأمريكيون أنهم كانوا يصدرون القمح الأمريكي لمصر بأسعار أعلى من السوق العالمي يصل الفرق أحيانا إلى 60 دولار أكثر من السعر العالمي . وأوضح التقرير أن الهيئة العامة للسلع التموينية أرست 15عرضا لاستيراد القمح خلال الفترة الماضية على استراليا وفرنسا وروسيا ، حيث كانت أسعار القمح الروسي 122دولار للطن المتري شحن على المركب ، و125 لطن القمح الفرنسي ، و127دولار لطن القمح الاسترالي ، في حين كان سعر طن القمح الأمريكي المقدم في هذه العروض 145 دولار ، أي بفارق يصل 20 دولار تقريبا . وتعليقا على هذا التقرير ، قالت مصادر تموينية وزراعية مصرية إن الولاياتالمتحدة كانت تستغل دوما المعونة الأمريكية المقدمة لمصر وتبيع لها القمح الأمريكي بأسعار أعلى من السوق العالمية بكثير ، وان ما كانت تتحمله الخزانة العامة المصرية من فروق أسعار القمح الأمريكي عن الأسعار في الدول الاحري يتعدى 100 مليون دولار سنويا . وقالت المصادر إن تنويع مصر لمصادر شراء القمح يهدف إلى تخفيف السيطرة الأمريكية على مصر ، بالإضافة للحصول على أسعار أفضل وجودة أعلى . وقالت المصادر إن وزارة الزراعة الأمريكية وجمعية القمح الأمريكية ستعقد هذا الأسبوع بالقاهرة مؤتمرا لمدة 3 أيام لمستوردي وصناع القمح في مصر وعدد كبير من الدول العربية والأفريقية للترويج للقمح الأمريكي ، وتبلغ عدد الدول المشاركة فيه 20 دولة بالإضافة لدول شرق أفريقيا وباقي الدول العربية. وستحاول وزارة الزراعة الأمريكية وجمعية القمح الأمريكي إقناع الدول العربية وعلى رأسها مصر بالعودة مرة أخرى إلى استيراد القمح الأمريكي ، ويأتي التحرك الأمريكي بعد أن كشفت تقارير جمعية القمح الأمريكي عن تحقيق زراع القمح أمريكي لخسائر كبيرة طيلة الأعوام الماضية لانخفاض الطلب عليه .