"في كل دول العالم فيه رئيس سابق ورئيس راحل .. إلا مصر فيها رئيس راحل فقط".. لم يكن يتوقع الفنان أحمد بدير أن تتحول تلك الكلمات التي قالها، في إحدى مسرحياته، إلى حقيقة بعد ثورة 25 يناير 2011، ويصبح في مصر 4 رؤساء خلال نحو 3 سنوات. فمنذ الثورة، أصبح للمصريين 4 رؤساء يتنادون بأسمائهم في وسائل الإعلام المختلفة، فحسني مبارك "المخلوع والسوابق" أطاحت به ثورة يناير، ومحمد مرسي "المعزول" الذي أطاح به الجيش بمشاركة شعبية وسياسية، وعدلي منصور "المؤقت" الذي جاء بالتعيين عقب الإطاحة بمرسي، وعبد الفتاح السيسي "المنتخب"، طبقا لنتائج نهائية غير رسمية في انتخابات جرت الأسبوع الماضي. الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الأحد، نقلت واقع الأربعة رؤساء المصريين منذ الثورة، وما يفعله كل منهم هذه الأيام، وتعليقه علي الأحداث الجارية. ورصدت صحيفة "الأهرام" (المملوكة للدولة) حالة حسني مبارك "المخلوع السوابق" وقالت إنه للمرة الأولى منذ حبسه، ظهر مبارك أمس، ونجلاه جمال وعلاء، مرتدين بدلة السجن الزرقاء، لم يتمالك نفسه وذرفت دموعه بعد كبرياء 33 عاما، بحسب قولها. وشهدت جلسة أمس، أول ظهور لمبارك بالزي الأزرق وهو لون ملابس نزلاء السجن المدانين في القضايا، وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت بإدانة مبارك ونجليه في 21 مايو الجاري، في قضية فساد مالي اشتهرت ب"قصور الرئاسة"، بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، ومعاقبة نجليه "علاء وجمال"، بالسجن المشدد 4 سنوات. وأشارت الصحيفة إلى أنه علت وجه مبارك علامات الشيخوخة والكبر، حيث بدت عليه أعراض عامه ال85، وانهارت مقاومته على كرسي متحرك، وسقطت دموعه قبل بدء جلسة محاكمته، بتهمة قتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث ثورة 25 يناير، والإضرار بالمال العام من خلال تصدير الغاز لإسرائيل. وبالنسبة لمحمد مرسي "المعزول"، فقد نقلت صحيفة "اليوم السابع" عن مصادر، لم تسمها، القول إنه أصيب بحالة من الاكتئاب والهياج فى أعقاب علمه بنتائج الانتخابات الرئاسية، وفوز المشير عبدالفتاح السيسي. وقالت المصادر، من داخل سجن برج العرب بالإسكندرية، والذي يقبع فيه مرسي، إن "مرسى حاول أن يبدو متماسكًا أمام مرافقيه عندما سمع ضجيجًا وهتافات داخل السجن، وابتسم وهو يقول للضابط المعين لحراسته فى السجن: "السيسي عملها، وناوى يقضى على الجماعة (يقصد الإخوان)، ثم دخل فى نوبة صمت طويلة". وتابعت الصحيفة عن مصادرها، أنه عندما سأله أحد الضباط عن رأيه فى فوز السيسي قال مرسي: "أكيد الانتخابات دي (هذه) هتغير (ستغير) حاجات كثيرة، والعالم أكيد هيتعامل (سيتعامل) معاه (معه) كرئيس منتخب"، ولم يتسن الحصول على تأكيد أو نفي لما ذكرته الصحيفة من مصادر مستقلة. وتحت عنوان "الشعب للرئيس (المؤقت) منصور: شكرا"، قالت صحيفة "الأخبار"، إن منصور "قاد المرحلة الانتقالية بحكمة عالية، وتعامل مع القضايا القومية بشفافية". وأضافت الصحيفة أن منصور قدم صورة راقبة عن مؤسسة الرئاسة، وأعاد هيبتها بعد أن "أهينت في عصر الإخوان"، في إشارة إلى حكم مرسي، بحسب الصحيفة. وذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن الحرس الجمهوري (وحدات تابعة للجيش تتولى تأمين الرئيس) يستعد لمغادرة "الفيلا" الخاصة به قبيل تنصيب المشير السيسي، في الوقت الذي بدأت دورية شرطية ونقطة حراسة أمام منزله بمدينة السادس من أكتوبر، لتأمينه. أما عبد الفتاح السيسي "المنتخب"، فذكرت صحيفة "المصري اليوم"، أنه يستعد لإلقاء خطابه إلي المصريين، عبر التليفزيون، عقب إعلان فوزه رسميا، ليعلن فيه بحسب مصادر (لم تسمها الصحيفة) شكل وصيغة الحكم خلال سنوات حكمه. في الوقت الذي تحدثت فيه صحيفة "الشروق" (خاصة)، عن استعدادات مكثفة داخل وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي لاستقبال السيسي عقب حلفه اليمين الدستورية خلال أيام قليلة.