أكد مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أن الفيديو الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر قيام أحد أفراد الجيش بتزوير الأصوات لصالح المرشح للرئاسة عبد الفتاح السيسي هو فيديو مفبرك، وذلك بعد عرض الفيديو على خبير فني أثبت ذلك بعدة أسباب، منها أن زاوية تصوير الفيديو توضح أن المصور شخص يقف أمام الفرد القائم بالتزوير، وهي زاوية يصعب منها التصوير دون الانكشاف، موضحًا أنه غير منطقي أن يقف شخص لمدة دقيقة واضعًا كاميرا بهذه الزاوية دون الانكشاف. وقال الخبير الفني، إن البطاقات الموضحة في الصورة ليست البطاقات الانتخابية، حيث إن البطاقات الحقيقية هي عبارة عن دفتر وليست أوراقًا منفصلة، كما أن حجم الورقة الموضحة في الفيديو أكبر قليلاً من بطاقة الانتخاب الحقيقية. وأضاف أنه ليس من المنطقي أن يقوم عسكري بنقل 3 بطاقات فقط في الثانية الثامنة ويرجع مرة أخرى لنقل ثلاث بطاقات أخرى، وهو ما يثير الاندهاش، حيث إنه في حالة التزوير من المنطقي أن يتم وضع الصندوق بجانب المزور، وأن الهدف من ظهور كتف مجند هو نشر شائعات حول تورط المؤسسة العسكرية في تزوير الانتخابات. وأشار إلى أن كوب الشاي الموجود في الفيديو يوضح أنه تم وضعه من الجهة المقابلة للشخص الجالس على المكتب، ولو كانت البطاقات الانتخابية الموجودة في الفيديو صحيحة لعكست زاوية الإضاءة العلامة المائية للنسر الموجود في البطاقات الانتخابية الحقيقية، وهو ما لم يظهر في الفيديو، نظراً لصعوبة تزوير العلامة المائية، بالإضافة إلى أن هدوء أعصاب القائم بالتزوير غير منطقي، حيث إنه يقوم بعملية تسويد البطاقات ببطء شديد وبهدوء، فمن يقوم بجريمة يكون في حالة ارتباك. وقالت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون: "نحن نراقب الانتخابات منذ 20 عامًا ونعلم جيداً الفرق بين الحقيقي والمفبرك، حيث إننا كمنظمات مجتمع مدني، كنا نحرص كل الحرص على رصد الانتهاكات بأرقام اللجان وأماكنها، ولكن الفيديو المنتشر مجهول الهوية ومجهول المصدر، ما يؤكد عدم صحته". وأضافت زيادة: "أغلب الظن أن هذا الفيديو فبركه الإخوان في إطار حملة ترويج الأكاذيب التي يروجونها منذ بداية الانتخابات. فهم لا يجيدون إلا لعبتين: العنف والترويع من ناحية ونشر الأكاذيب من ناحية، لكن المصريين أصبحوا أكثر ذكاءً وفطنة".