شاركت أنا وولداي وابن أخي بالثورة، وتعرض ابني للترويع وللضرب يوم 28 يناير وابن اخي للضرب المبرح يوم موقعة الجمل وشارك بالدفاع عن مصر، وتعرضت للترويع في التحرير وشاركت بالتفتيش لحماية الثورة، كما شاركنا الشعب في المطالبة بإسقاط شفيق واحتفلنا برئاستك للوزارة و" توقعنا" نجاحك في تحمل مسئوليتك عنها واعتقدنا بنزاهتك -ومازلنا -وإن "غضبنا" لإحتفاظك بالجمل ولإختيارك لبعض الوزراء ومنهم وزير الثقافة شريك فاروق حسني في "تدجين" المثقفين وتخريب العقل المصري ورفضنا بعض المحافظين ومازلنا ولكننا نمهلك الوقت ونحسن الظن بك. وأعتز بإسلامي قبل مصريتي فمن لا يعتز بدينه لا يمكن أن "يؤتمن" على وطنه سواء أكان مسلما أم مسيحيا.. فالإعتزاز "الجميل" بالدين في صالح الوطن والعكس صحيح أيضا.. فالإسلام يؤكد أن لا أكراه في الدين "ويطالبنا" بحسن معاملة غير المسلمين.. والمسيحية تقول أن الله محبة، بل وتطالب بمحبة الأعداء، وبالتأكيد فإن مسيحيي مصر "المتدينين" لا يروننا أعداءا، ويحبوننا محبة الأصدقاء.. وكتبت مقالا على الانترنت بعنوان: هل تعتقد إنك إله؟ أطالب فيه الجميع بأن نتعامل كبشر نسعى لإرضاء الخالق ونترك له وحده سبحانه وتعالى أمر محاسبة الجميع على أفعالهم فهذا ليس من شأننا.. وأخبرك بما قلته لشاب مسيحي إلتقيته بالتحرير وأكدت له بود واحترام أن المسلمين يحبون أشقائهم المسيحيون ويكرهون مضايقتهم بالقول قبل الفعل وإن المخلوع ونظامه صنعوا الفتن لتمزيق الوطن ليسهل عليهم حكمه تطبيقا للمبدأ "البغيض" : فرق تسد.. وعدونا يجب أن يكون "واحدا" الفساد بالداخل والخارج والصهاينة بالخارج وعلى الجميع التعامل باحترام وأدب متبادلين.. وأشهد أمام الرحمن إنني فوجئت بأعداد ملحوظة من السلفيين والمنقبات بالتحرير منذ الأيام الأولى وشاركتني إحداهن بالتفتيش على بوابة شارع طلعت حرب.. وأثق أنك تعلم "أكثر" منى أن السلفيين جماعات متعددة، وتركيز إعلام المخلوع الذي مازال يتصدر المشهد حاليا، سواء أكان حكوميا أو مملوكا لرجال الأعمال، على الهجوم على كل ما هو إسلامي وإلصاق به كل النقائص، أمر مغرض ولا يصب لصالح الوطن، و يجب التصدي "بحزم" له لنزع فتيل الفتن ولتجفيف منابعها قبل فوات الأوان. وأخبرك عن صديقتي المسيحية منذ الجامعة والتي قمت بإستضافتها للمبيت ببيت أسرتي وكانت تراسلني عند سفرها وتبدأ الخطاب ب "بسم الله الرحمن الرحيم" دون أية غضاضة واستمرت صداقتنا للآن، وبصديقتي الإنجيلية وهى خادمة بالكنيسة وزوجها قسيس.. وأذكرك بحقي "كمواطنة" مصرية في ألا يمس أحد يدني بأي تلميح سيء سواء أكان مسلما أو مسيحيا، وبضرورة سن قانون يمنع إزدراء الأديان، فلا يحق لساويرس الهجوم على الحجاب أو على النقاب لأننا نحترم حق اخواتنا الراهبات في إرتداء ما يرغبن بل وفي اعتزال الحياة، ولأول مرة في "الكون" نجد الأغلبية تطالب بحقوق "تمنح" بكل يسر للأقلية وأكره اضطراري لاستخدام كلمة الأغلبية، ولكن حرصي على الوطن يدفعني لذلك.. فبأي حق نسمع أصواتا مسيحية تنتقد الحجاب بل وتسخر منه، بل وحتى الأصوات المسلمة لا يحق لها ذلك.. فعندما منعت فرنسا الحجاب ثم منعت سويسرا المآذن سمعنا "صراخات" تطالب بضرورة خضوع الأقلية المسلمة لإرادة الاغلبية، "وخرست" هذه الأصوات عند المطالبة بحقوق الأغلبية المسلمة بمصر، واتضح أن الإسلام هو "المستهدف" في الحالتين ونرفضه "كمواطنين" أحرار افي بلدنا مصر.. وأذكرك بأن الأغلبية الساحقة ممن قاموا بالثورة كانوا من المسلمين بسبب أغلبيتهم في مصر أولا، وأيضا لخوف كثير من المسيحيين من الكنيسة التي أمرت رعاياها بعدم المشاركة بالثورة ومنعت تأبين من مات فيها وهو أمر ثابت ولم نصب بالزهايمر بعد.. وشارك بمجهود واضح ساويرس في لجنة الحكماء التي طالبت ببقاء مبارك بالحكم وقال جملته الشهيرة: من كرامة مصر بقاء مبارك.. لذا من حقنا كأغلبية، وأثق بأنك تؤمن بالديمقراطية، وأيضا كمواطنين، وأوقن بأنك تحترم حق المواطنة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين. من حقنا الوقوف بحزم ضد "كل" من تسول له نفسه إيذاء أي مواطن.. ولابد أن "تثبت" لنا إنتهاء الحصانة الغير مبررة للكنيسة المصرية وأنها لم تعد دولة أقوى من الدولة، وأتفق معك في رفض الدولة الدينية والمطالبة بدولة مدنية، لا أن تكون الدولة دينية بمعني سطوة الكنيسة.. ولابد من التحقيق مع زوج السيدة كامليا فهو "أول" من إدعى إسلامها بل وخطفها وإتهامه بالبلاغ الكاذب وإزعاج السلطات والتحريض على نشوء فتنه طائفية، ولابد من محاكمة السيدة كامليا، إن ثبت أنها غير محتجزة بالكنيسة وأنها استخفت بالمواطنين المصريين ولم تظهر بإرادتها التامة طوال هذه الفترة لتثبت أنها غير مختطفة، وبالتحريض على إذكاء الفتنة الطائفية وبالاضرار بالأمن الوطني لمصرنا الغالية.. أما إذا ثبت أنها احتجزت فلابد من معاقبة من احتجزها أيا كان موقعه، فلا أحد فوق القانون في الدولة المدنية.. أنت مطالب أمامي كمواطنة مسلمة مصرية شاركت بالثورة بإثبات أن نظام المخلوع تم دفنه، فلا بمكن أن يحاكم المخلوع ونجليه وبعض أركان نظامه "وتعجز" أول حكومة جاءت بها الثورة عن محاكمة مدرسة مع احترامنا لها "كإنسانة" قبل أن تكون مواطنة مصرية.. أمامك فرصة لتثبت لي بالفعل وليس بالكلام أن عهد المخلوع قد انتهى، فقد كتبت مقالا أرفض فيه بذاءات بيشوي ولم أجد عندئذ صحيفة أو موقعا الكترونيا يقبل نشره.. أنت الآن مطالب بأن تثبت لي أنني مواطنة مصرية ولست ضيفة كف ومن حقي كمواطنة مسلمة مصرية أن ارى المساجد مفتوحة طوال الوقت وليست في أوقات الصلاة فقط، وأن أتمتع "بحقوق" الاقباط التي تفتح كنائسهم أمامهم طوال الوقت.. ومن حقي تفتيش الكنائس والأديرة وخضوعها للدولة، كما يحدث مع المساجد، ومن حقي إختيار شيخ الأزهر والمفتي من خلال العلماء وتغيير سريع لوزير الأوقاف بعد فشلهم الذريع في امتحان "المواطنة" الحقيقية. ومن حقي كمواطنة محاسبة كل من تسبب في إيذاء المسلمين في حوادث إغتصاب الفتيات والأطفال وتشديد العقوبة وهدم التأخر في تنفيذها ومعاقبته من قطع الطرق ومن استغل قيام الثورة ليضم اجزاءا من أراضي الدولة للدير ثم استنكر "عنف" الجيش أثناء إزالة التعدي و...و... ومن حقي كمواطنة مصرية أن أرى محاكمة علنية لمن اعتصموا أمام السفارة الأمريكية فمصر ليست محمية أمريكية والمصريين المسيحيين أغلى من أن يكونوا رعايا لدولة أخرى ولابد من محاكمة نجيب جبرائيل المتطاول على المسلمين والمحرض على الفتن والمطالب قبل الثورة وبعدها بحماية دولية للأقباط ولم يفهم بعد ومازال يتعامل بصلف التجبر. وأذكرك بأننا كمسلمين مصريين لم نفعل شيئا لمن تنصر وتركناهم لشأنهم فديننا"غال"علينا ولانريد أعدادا بل مؤمنين يفخرون بدينهم.. وتجاهلنا بذاءات نجلاء الامام ومحمد حجازي بعد تنصرهما وأتحدى وجود مسيحي أسلم وحرضناه على الإساءة للمسيحية فديننا ينهانا عن ذلك.. أطالبك بالحزم والعدل في معاقبة كل من ينتهز الفوضى الأمنية الذي طال بأكثر مما ينبغي،وإعلان أعداد القتلى والمصابين وديانتهم لنتخلص من حوائط المبكى التي نراها فأعداد الضحايا من المسلمين تكون الأكثر دائما.. وأتمنى ألا تتأخر كما حدث في أزمة قنا، وألا تلجأ للتأجيل فسيوصل رسائل سلبية، ويزيد الفتن بدلا من حلها.. أخيرا لن أقول لك تذكر أن التاريخ يسجل مواقفك فالأهم أننا وكل من شارك في الثورة أيدناك ومازلنا نتمنى أن نواصل هذا التأييد ونعتز به أيضا..