ساعات قليلة وتدخل مصر مرحلة من أخطر مراحل تاريخها السياسي المعاصر، مابين الترقب والحذر يتوجه المصريون - للمرة الثانية في أقل من عامين - إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، حالة من الغموض السياسي تخيم على الشارع المصري في ظل الانقسام الحاد الذي يشهده النسيج الوطني للبلاد، مظاهرات هنا وهناك تجوب شوارع وميادين مصر ،يقابلها قتل واعتقالات ومواجهات دامية تخلف ورائها العشرات من القتلى بين الجانبين، حالة من المد والجذر تهز أركان الشارع السياسي، مابين مؤيدي 3يوليو والعودة للحكم العسكري، وبين المطالبين بالشرعية والانتصار لمطالب ثورة 25 يناير المجيدة، ومابين هذا وذاك تقف مصر " تنتحب " حالها..ووسط هذا الزخم، تفرض العديد من التساؤلات نفسها على موائد الفكر والنقاش، ومن بين تلك التساؤلات التي تطل برأسها تبحث عن إجابة: هل يختار رئيس مصر القادم – السيسي – نائبا له أم لا ؟ ومن هي الأسماء المرشحة لتولي هذا المنصب؟ منذ ثورة 1952 تقلد منصب نائب الرئيس في مصر ما يقرب من ثلاثة عشر نائبا، من بينهم أحدى عشر من العسكر، واثنان فقط من المدنيين في عهد مرسي وعدلي منصور، وهناك عدة سيناريوهات لما يمكن أن يكون عليه شكل نائب الرئيس، السيناريو الأول أن يختار رجلا عسكريا لتقلد هذا المنصب، ومعلوم أن اللواء مراد موافي مدير المخابرات السابق هو الأكثر الأسماء المرشحة لهذا المنصب، أما السيناريو الثاني أن يعين مدنيا حتى يثبت للعالم أنه ما جاء إلا لإعلاء الدولة المدنية وينفي ما تردد بشأن عسكرة الدولة، ومن أبرز المرشحين لهذا المنصب هو عمرو موسى أحد أبرز مؤيديه منذ الإطاحة بالدكتور مرسي، والسيناريو الثالث وهو اختيار امرأة لتقلد منصب نائب الرئيس في حال اختياره لفريق من النواب، ويتقدمهن المستشارة تهاني الجبالي التي طالما واجهت مرسي ونظامه، أما السيناريو الأخير فهو مغازلة الأقباط واختيار قبطي كنائب للرئيس في محاولة لرد الجميل لهم على دعمهم له طوال الفترة الماضية. ويبقى السؤال الأخير..هل يسير السيسي على نهج مبارك ويكتفي لنفسه فقط بمنصب الرئيس دون نواب؟ أم سيحذو حذو ناصر والسادات ويعين عسكريا لهذا المنصب؟ أم سينتصر للدولة المدنية ويعين مدنيا؟ هذا ماستسفر عنه الأيام المقبلة.