عبدالمنعم إمام: "عايزين وزير تربية وتعليم وليس وزير ثانوية عامة"    تفاصيل قرعة مجموعتي بحري بدوري القسم الثاني ب    خروج عجلة قطار عن مسارها.. وبيان مهم من سكك حديد مصر.. شاهد    فى أزمة الأسمدة.. الحكومة تجلس على مقاعد المشاهدين!    نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الصومالي    رئيس النواب ينتقد تغيب الأعضاء عن الجلسة العامة    تطوير صالات الأنشطة بمركز شباب البداري أسيوط بتكلفة 4.5 مليون جنيه    رئيس قناة السويس يبحث مع سفير تايلاند التعاون في مجال الخدمات البحرية    برلمانية ترفض تعديل قانون التعليم: قعدت يومين مفهمتش نظام البكالوريا    هكذا تربينا.. فكيف نربي أولادنا؟!    2 مليون مشاهدة في 72 ساعة، عمرو دياب يتصدر التريند من جديد ب "خطفوني"    الصحة تنظم زيارات تفقدية إلى وحدات الرعاية الأولية بالقاهرة    «الإحصاء»: 743.64 مليون دولار صادرات مصر للصومال خلال 10 سنوات    وزير الري يلتقي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر UNDP    طفرة في تحاليل المنتجات الزراعية.. 33% زيادة في عدد عينات معمل متبقيات المبيدات.. وتدشين دورات تدريبية للأرفارقة    لليوم الثالث.. استمرار تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ    المبعوث الأمريكي توماس باراك: ترامب التزم باحترام لبنان وتعهد بالوقوف خلفه    عراقجي: الهجمات الإسرائيلية والأمريكية انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة    مستشار المرشد الإيراني: أنتجنا آلاف الصواريخ والمسيرات وجاهزون لكل السيناريوهات    وزير الخارجية الروسي: إصلاح منظمة التجارة العالمية بات ضرورة ملحة    رئيس مجلس الدولة يستقبل مفتي الجمهورية لتهنئته بمنصبه    إيمان كريم: نُشجع الأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة في متابعة انتخابات الشيوخ 2025    الزمالك يجهز لصرف مستحقات الجهاز المعاون للرمادي    الرمادي: حصلت على مستحقاتي من الزمالك.. وهذه رسالتي للجمهور    مصطفى محمد يرد على عرض الأهلي.. أحمد حسن يكشف التفاصيل    فرحات يلتقي بالخبير الهولندي لقيادة خطة تطوير منتخب مصر للهوكي    مجلس النواب يوافق على إضافة الصيادلة لبند صرف بدل السهر والمبيت    تنسيق الجامعات 2025.. أماكن اختبارات القدرات للالتحاق بكليات التربية الفنية    مساعد وزير التموين: حملات رقابية مكثفة لضبط الأسواق وحماية المستهلك    نتيجة الدبلومات الفنية 2025 فور اعتمادها رسميًا (رابط رسمي)    محافظ المنوفية يوجه بتكثيف الحملات المرورية خلال غلق الطريق الإقليمي    محافظ الإسماعيلية يعتمد درجات القبول بالمدارس الثانوية    تداول 48 ألف طن و460 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    من 3 إلى 13 يوليو 2025 |مصر ضيف شرف معرض فنزويلا للكتاب    ياسين السقا يدعم والده بعد أزمة والدته: "هتفضل سندي وضهري في الدنيا"    صرف 100 ألف جنيه لكل متوفي بحادث الطريق الإقليمي    نائب وزير الصحة يتفقد الخدمات الطبية بالإسماعيلية ويوجه بمكافآت وعقوبات    إدوارد يكشف معركته مع السرطان: «كنت بضحك وأنا من جوّا منهار»    بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. متحدث الصحة يصدر تحذيرات وقائية    يوم الشوكولاتة العالمي 2025.. ما الكمية المناسبة لطفلك؟    جمال عبدالحميد يتحدث عن علاقته ب فيفي عبده ونزوله أرض الملعب بطائرة خلال اعتزاله (تفاصيل)    فيلم أحمد وأحمد يحصد 2 مليون و700 ألف جنيه في شباك تذاكر أمس الأحد    «الغموض سر الجاذبية»: 4 أبراج تحب الغموض وتكره الوضوح المفرط ..هل برجك من بينهم؟    فات الميعاد الحلقة 18.. التحقيق مع أحمد مجدى بتهمة تهريب أدوية خام    ضبط 3 أشخاص بالقاهرة لقيامهم بأعمال الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار    مباراة تشيلسي وفلومينينسي الموعد والقناة الناقلة مباشر في نصف النهائي    البنك المركزى يوجه البنوك بدعم العملاء المصدرين والتوافق بيئيا مع المعايير الدولية    تالجو ومكيف.. جدول مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» الاثنين 7 يوليو 2025    السكة الحديد: تشغيل حركة القطارات اتجاه القاهرة- الإسكندرية في الاتجاهين    رئيس الوزراء يلتقي رئيس جمهورية الأوروجواي على هامش مشاركته في قمة بريكس بالبرازيل    الهلال يستعد لثورة تغييرات في قائمة الأجانب بقرار من إنزاجي    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    بريكس تطالب بإصلاح صندوق النقد وكسر احتكار إدارته الغربية    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    حكومة غزة: نرفض الاتهامات الأمريكية بضلوع حماس في الهجوم على موقع الإغاثة    «لها حدود وضوابط».. أمين الفتوى: لا يجوز الوصية بكل المال إذا كان للموصي ورثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحالف الإسلاميين.. د. رفيق حبيب
نشر في المصريون يوم 20 - 03 - 2006


مع التحولات الفكرية للعديد من التيارات الإسلامية، بات واضحا التوجه نحو العمل السياسي السلمي، كذلك التحول من العزلة للعمل السياسي. فمع التطورات السياسية، والتغير في المناخ الدولي، أصبحت فكرة التغيير بالقوة تخسر أتباعا كل يوم، كما أصبحت فكرة اعتزال العمل السياسي، تخسر أتباعا، وإن كان بوتيرة أبطأ. ومعنى ذلك عدم جدوى فكرة تغيير النظم الحاكمة بالقوة، وعدم جدوى العمل الدعوي الذي يبتعد عن السياسة أو يحرم العمل بها. وربما يرى البعض أن ترك فكرة التغيير بالقوة ناتج عن المواجهات الأمنية، ولكن الأصح هو فشل منهج التغيير بالقوة، لأنه نهج يؤدي لمواجهات مسلحة، ليس مع الحاكم فقط، بل مع المجتمع ككل. والنتيجة المحصلة، كانت خسارة على جميع الأطراف، بما في ذلك الجماعة التي تتبنى هذا النهج، وكذلك عامة الناس. لهذا فشل منهج التغيير بالقوة، لأنه ببساطة لا يؤدي للتغيير، قدر ما يؤدي لنتائج سلبية على الأمة نفسها، وهي المعنية أصلا بالتغيير. وفي المقابل سنجد العديد من التيارات الإسلامية التي تحاول الابتعاد عن العمل السياسي، وترى أن العمل السياسي يشوه الحركة الإسلامية، وكأن السياسة لا يمكن أن تكون نظيفة. وتلك الحركات مثل الحركة السلفية في مصر، تعتمد على العمل الدعوي لتغيير الناس ونشر فكرتها، وتتجنب الخوض في غمار العمل السياسي، بما في ذلك تجنب الاشتراك في الانتخابات النيابية. والحاصل مع مرور الوقت، أن مثل تلك الحركات تكتشف أهمية التغيير في المجال السياسي، لأنه المجال المؤسس للنظام العام والدستور والقانون. والناظر لحال الحركات الإسلامية، يرى أنها تتحرك بعيدا عن العمل المسلح، وبعيدا عن اعتزال العمل السياسي، للتجمع في الوسط حول منهج العمل الدعوي السياسي التدريجي السلمي، وهو منهج جماعة الإخوان المسلمين، والتي قامت عليه وحافظت على تمسكها به. وتلك الصورة تؤكد فاعلية العمل التربوي الدعوي، وفاعلية التغيير السياسي السلمي، رغم صعوبة تحقيق التغيير في المجال السياسي بسبب الأنظمة السياسية المستبدة، والتي تحكم معظم الدول العربية والإسلامية. وربما يكون من أهم مزايا نهج التغيير السياسي السلمي، أنه لا يؤدي إلى توتر العلاقة مع المجتمع، أي عامة الناس، وإن كان توتر العلاقة مع الأنظمة الحاكمة يظل سائدا. وذلك لأن الأنظمة الحاكمة تعلم ضمنا، إمكانية وصول الحركات الإسلامية المعتدلة إلى الحكم، عبر صناديق الاقتراع. لهذا تتعامل الأنظمة الحاكمة مع التيار الإسلامي السلمي، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، باعتباره بديلا محتملا، لذلك تحاول تحجيم فرص وصوله للحكم من خلال الحصار الأمني. وفي الانتخابات البرلمانية المصرية، في عام 2005، لوحظ وجود دعم جماهيري لجماعة الإخوان المسلمين، وجاء جزء من هذا الدعم من المنتمين لحركات إسلامية غير الإخوان، ومنهم السلفيون. وكانت دعوة القيادي البارز عبود الزمر من داخل محبسه، لدعم مرشحي الإخوان، لحظة فارقة في العلاقة بين التيارات الإسلامية في مصر. وبعد سنوات من المواجهات الفكرية والشعبية بين الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين، نجد تحولا في اتجاه التوافق متمثلا في قبول العديد من التيارات لنهج الإخوان، والذي رفض في السابق وأعتبر نوعا من المهادنة. ولا نتصور تفويت هذه اللحظة التاريخية، والتي أصبح فيها السلاح في مواجهة العدوان العسكري، كما في فلسطين والعراق وأفغانستان، وأصبح العمل السياسي أداة التغيير في الداخل. فالسلاح في مواجهة العدو الخارجي، والعمل السياسي السلمي في مواجهة التدهور الداخلي، ولا نقول العدو الداخلي. وبهذا أصبح منهج العمل يجمع، بعد أن كان يفرق. والأمر لا يقتصر على منهج العمل، لأن منهج العمل يعبر عن رؤية للواقع، وتغير منهج العمل يعني تغير رؤية الواقع. والقدر الواضح من الاتفاق في منهج العمل، يعني أيضا أن الحركات الإسلامية المصرية، وتلك العربية والإسلامية، أصبح لها رؤية مشتركة للواقع الراهن في البلاد العربية والإسلامية. وتغير رؤية الواقع يترتب عليه تغير العديد من الأفكار الجوهرية في فكر الحركات الإسلامية. فإذا كان التغيير بالقوة يقوم على تكفير الحاكم، فإنه بالتالي يفتح باب التكفير ليشمل قطاعات واسعة من الناس، حتى يصل بنا لتكفير المجتمع كله. وعندما تتغير الأفكار وتتجه نحو العمل السياسي السلمي، تنتهي دائرة التكفير الجهنمية، والتي لا تتوقف في المعارك المسلحة، إلا بعد أن تشمل الجميع. لهذا نرى كيف تتحول الأفكار مع تغير منهج العمل وتغير رؤية الواقع، وتتشكل لدينا رؤية تقوم على أهمية تغيير الواقع الراهن بالأدوات السلمية، والتي تعتمد على الدعوة والنضال السلمي. مجمل تلك الصورة توضح إلى أي حد تقاربت المسالك بالحركة الإسلامية، بعد تباعد طويل. وهنا نتساءل في مصر خاصة، لماذا لا تتعاون الحركات الإسلامية؟ وفي تعاونها وتحالفها قوة لها، وفيه أيضا ما يفجر القلق للنظام الحاكم. والجواب يبدأ بالحساسية الشديدة لدى الحركات الإسلامية، حساسية مفهومة عندما اختلفوا على منهج العمل بين السلمي والعسكري، وحساسية مازالت موجودة حتى الآن. والسبب الرئيس فيها، هو الاهتمام بتأكيد الاختلاف في ما بينها، لأن التشابه يسمح بانتقال الأعضاء بين تلك الجماعات، وتأكيد الاختلاف يهدف للفصل بين التنظيمات وتحديد العضوية. ولا توجد جماعة ترحب بانتقال أعضائها منها لجماعة أخرى. ولهذا فالأسباب مفهومه، ولكن الوضع الراهن يشير بوضوح لأهمية التعاون، لأنه وسيلة مركزية للضغط على النظام الحاكم، فهل يقوم تحالف إسلامي في مصر، وهل تتبنى فكرته الجماعة الأم، أي جماعة الإخوان المسلمين؟ [email protected]

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.