تبقى الثانوية العامة «صداعا مزمنا» فى البيوت المصرية، بأزمات وتوترات نتابعها منذ أن كانت «نظامًا واحدًا».. فكيف سيكون الحال ونحن أمام 3 أنظمة مختلفة، 3 مسارات يتحدد من خلالها مستقبل الطلاب.. هذه الحالة تضعنا أمام سؤال مهم.. طالما أن الحكومة والوزير لديهما قناعة بفاعلية نظام البكالوريا؛ لماذا هناك إصرار على وجود 3 نماذج للثانوية العامة ما بين نظام الثانوية القديم للراسبين، ونظام الثانوية الحديث ونظام البكالوريا؟.. خصوصا أن ذلك يضعنا أمام شبهات عدم تكافؤ الفرص بين الطلاب وقت التنسيق.. بين من اختار نظاما يدرس من خلاله 6 مواد دراسية فقط، وآخرين اختاروا أحد نظامين يدرسون خلالهما 11 مادة.. أى منطق يحكم هنا.. وأي عقل يرى فى ذلك مسارًا صحيحًا؟!
«روزاليوسف» سألت عددًا من خبراء التربية والتعليم عن أوجه التشابه وأبرز الفروق بين نظامى الثانوية العامة الجديد والبكالوريا، وكشفوا عن طبيعة المواد الدراسية المقررة فى كلا النظامين، وأوضحوا أن نظام شهادة البكالوريا يوفر فرصًا متعددة فى كل مادة، وأكدوا أنه يُساهم فى تخفيف الضغوط النفسية على الطلاب، وتقليل عدد المقررات الدراسية، ومن شأنه أن يقضى على مساوئ الثانوية العامة التقليدية. التشابهات والفروق يوضح الدكتور تامر شوقى أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، أن نظام البكالوريا يُتيح للطالب حرية اختيار المسار الذى يتوافق مع ميوله، ويؤكد أنه يُساهم فى تخفيف الضغوط النفسية على الطلاب، وتقليل عدد المقررات الدراسية. وعن أوجه التشابه بين نظامى الثانوية العامة الجديد والبكالوريا يُشير إلى تشابه مدة الدراسة التى تستغرق 3 سنوات فى كل نظام، فضًلا عن المواد المقررة على الصف الأول الثانوى فى نظامى الثانوية العامة الجديد والبكالوريا، حيث يدرس الطالب عددًا من المواد الأساسية مثل اللغة العربية، والتاريخ، والرياضيات، والعلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق، واللغة الأجنبية الأولى، كما يتناول عددًا من المواد غير المدرجة فى المجموع الكلى مثل التربية الدينية، واللغة الأجنبية الثانية، والبرمجة وعلوم الحاسب. وبشأن طبيعة المواد الدراسية المقررة فى كلا النظامين يكشف أن نظام البكالوريا يُطبّق على الصف الثانى الثانوى فى كل الشعب دراسة اللغة العربية، والتاريخ، واللغة الأجنبية الأولى، ويقرر اختيار مادة واحدة فقط من مواد التخصص التى تتضمن الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والبرمجة، والمحاسبة وإدارة الأعمال، وعلم النفس، واللغة الأجنبية الثانية. ويفسر أن نظام الثانوية العامة الجديد يعتمد عددًا من المواد الأساسية فى الصف الثانى الثانوى، وتختلف من شعبة لأخرى، حيث تدرس الشعبة العلمية مواد اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، ويطبق على الشعبة الأدبية اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ، والرياضيات العامة، والجغرافيا، وعلم النفس والاجتماع. ويذكر أنه يدرج التربية الدينية، والتربية الوطنية، واللغة الأجنبية الثانية ضمن المواد غير المضافة إلى المجموع. أما عن مسارات الصف الثالث الثانوى فى نظام البكالوريا فيوضح «شوقى» أنه يُتيح للطالب دراسة المسار الذى يتلاءم مع رغباته حيث يدرس الأحياء والكيمياء فى مسار الطب وعلوم الحياة، ويطبق الرياضيات والفيزياء فى مسار الهندسة وعلوم الحاسب، بينما يقرر الاقتصاد والرياضيات فى مسار الأعمال، ويعتمد الجغرافيا والإحصاء فى مسار الآداب والفنون، ويعتبر مادة التربية الدينية خارج المجموع فى جميع المسارات. فى السياق ذاته يفسر أن نظام الثانوية العامة الجديد يلزم الشعبة العلمية فى الصف الثالث بدراسة اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والأحياء، والكيمياء، والفيزياء، ويقرر على شعبة الرياضيات اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، ويطبق على الشعبة الأدبية مواد اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ، والجغرافيا، والإحصاء، ولم يُدرج التربية الدينية، والتربية الوطنية، واللغة الأجنبية الثانية ضمن المجموع الكلى للمواد. وعن أبرز الفروق بين نظامى الثانوية العامة الجديد والبكالوريا، يكشف أن نظام الثانوية العامة الجديد يمنح الطالب شهادة إتمام الثانوية العامة بناء على مجموعه فى السنة النهائية فقط، ويعتمد على تقييم مستواه من إجمالى 320 درجة، ويُتيح له اختيار التخصص من الشعبتين العلمية، والأدبية، ويوضح أن شهادة إتمام البكالوريا تُمنح بناءً على تقييم السنتين الثانية والنهائية معًا، وتقدر مستوى الطالب من إجمالى 600 درجة. ويذكر أنه لا يجوز قانونًا التحويل من نظام الثانوية العامة لنظام شهادة البكالوريا المصرية أو العكس فى حال اختيار نظام بعينه. ويؤكد أنه لا يوجد أى إجبار للطلاب على اختيار نظام بعينه ومن حقهم قانونًا اختيار النظام المناسب لهم. ويُشير إلى عدد المواد الدراسية فى الصفين الثانى والثالث بنظام البكالوريا المصرية الذى وصل إلى 6 مواد دراسية، بينما بلغ فى الصفين الثانى والثالث بنظام الثانوية العامة 11 مادة دراسية. ويوضح أن نظام شهادة البكالوريا يوفر فرصًا متعددة فى كل مادة بكامل الدرجة فى الصفين الثانى والثالث فى حين يتيح نظام الثانوية العامة فرصة امتحان واحدة فقط للطالب فى كل مادة دراسية، بالإضافة لامتحان الدور الثانى بنصف الدرجة. ويؤكد أن قواعد القبول فى الجامعات المصرية ثابتة لكلا النظامين. البكالوريا والثانوية العامة فى السياق ذاته يرى الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن نظام الثانوية العامة يعتمد على الحفظ، والتلقين، ويضع مستقبل الطالب أمام فرصة امتحان واحدة، ويصفه بأنه نظام لا يؤهل الطالب لتعليم جامعى، ولم يقدم أساسيات لمسار علمى جامعى محدد، كما يحرمه من برامج تعليمية وتخصصات جديدة ترتبط بسوق العمل. ويؤكد أن نظام البكالوريا من شأنه أن يقضى على مساوئ الثانوية العامة التقليدية لكونه يُساهم فى تخفيف الضغوط النفسية على الطلاب، وتقليل عدد المقررات الدراسية. ويضيف أنه يحترم الرأى الآخر ويثمن نتائج الحوار المجتمعى ويعيد الثقة المفقودة بين وزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور. ويصف القرارات التربوية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ب(الصائبة)، ويؤكد أنها لاقت قبولًا واسعًا من قبل الدارسين، والمعلمين، وأولياء الأمور. ويوضح أن نظام البكالوريا يؤكد على أهمية إجراء الحوار المجتمعىى قبل اتخاذ القرار، ويفتح للتعليم المصرى نافذة المنافسة العالمية، ويصنع جيلًا يرسخ مفاهيم الجمهورية الجديدة. شكاوى أولياء الأمور من جهتها تكشف داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، أنها استقبلت عددًا من شكاوى أولياء الأمور تتعلق بسياسة التهديد التى تتبعها بعض المدارس لإجبار الطلاب على الالتحاق بنظام البكالوريا. وتبدى رفضها لتلك السياسة لأنها تتعارض مع مبادئ الدستور التى تكفل حق الطالب وولى أمره فى اختيار النظام التعليمى المناسب له. وتُناشد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بضرورة التدخل لوقف مثل هذه السياسات غير القانونية، ومحاسبة المدارس أو الإدارات التى تتبعها وتشدد على ضرورة احترام حرية الاختيار فى العملية التعليمية. وتوضح «الحزاوى» أن الأسر المصرية تعانى من نظام الثانوية العامة القائم بسبب ابتعاد مواده عن سوق العمل واعتمادها على الحفظ والتلقين، فضلاً عن إتاحته فرصة واحدة للامتحان، وعدم مراعاته للظروف القهرية التى قد تمنع الطالب من أداء الامتحانات. وتؤكد أن نظام البكالوريا يُساهم فى تخفيف الضغوط النفسية على الطلاب، وتقليل عدد المقررات الدراسية، وتنصح بالحصول على قسط كافٍ من التفكير قبل اختيار نظام الدراسة، وتحذر من الانسياق وراء المعلومات المغلوطة والمنتشرة عبر السوشيال ميديا، وتشدد على ضرورة تحرى الدقة، والبحث عن المصادر الرسمية للمعلومات. 2