المرشح الرئاسي بدا محتفظًا بحيويته وخفة دمه ... ونبرة صوته كانت صارمة مع محاورية في العديد من المواضع " الحرية السياسية ضاعت في مصر " ، هكذا علقت مجلة " الديلي بيست " – الأمريكية – علي تصريحات المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي المرشح بمحو جماعة " الإخوان المسلمين " من علي الوجود وعدم المصالحة معها إذا ما تولي سُدة الحكم خلال المقابلة التلفزيونية التي استمرت لساعتين علي قناتي " أون تي في " ، و" سي بي سي". أما صحيفة " النيويورك تايمز " – الأمريكية – فقد تسألت عن سبب عدم محاولة محاوري السيسي معرفة المزيد من التفاصيل حول تأكيده ما أثير من شائعات عن محاولة اغتياله ، وطرحت الصحيفة تساؤلاً عما إذا كان عيسي والحديدي قاما بذلك ؛ إلا أنه تم حذف هذا المقطع من خلال المُنتاج. وقالت بأن نبرة صوت السيسي بدت " صارمة " علي نحو جلي في عدة مواضع من الحلقة ، أبرزها حينما قام عيسي بوصف الجيش با" العسكر " ذلك المطلح الذي طالما حمل مدلولا سلبيًا ، فقاطعة السيسي قائلاً بإنه لن يسمح بذلك علي الاطلاق. ورأت أنه لا يزال يحتفظ بالحيوية وخفة الدم في أول ظهور له بوصفه مرشحًا للرئاسة ، مُرتديا بدلة كحلي ورابطة عنق أزرق فاتح .وذكرت أنه قدم نفسه بوصفه مسلمًا ، وتحدث بإسهاب في المسائل الدينية ، معتبراً أن من ضمن مهام الحاكم تعريف الرعيه بربهم بالطريقة الصحيحة وتابعت أنه علي الرغم من أنه "ليس بداعية " حسب قوله فإن الحاكم ينبغي أن يكون " يقظ وعلي قدر كبير من تحمل المسئولية." وأفادت أنه علي الرغم من اعترافه بأن والديه يعملان في القطاع الحكومي – أحدهما الاستخبارات العامة والأخر في وكالة لمحافحة الفساد تخضع لسيطرة المؤسسة العسكرية ؛ إلا أنه قال بإنه يعارض المحسوبية. ورأت الصحيفة الأمريكية إن تصريحات السيسي الحاسمة - علي حد وصفها - كانت أول إشارة منه علي احتمالية سعية للقضاء علي وجود جماعة "الإخوان المسلمين "نهائيا . لقد تمكنت الجماعة من البقاء علي مدي الثماني عقود الماضية ، ليتزايد عدد أعضائها إلي مئات الآلاف ، ونجحت في إنشاء شبكة من العيادات الطبية ، والمدارس ، وفيما بعد هيمنة علي أول انتخابات برلمانية ورئاسية في 2011 ،. وأشارت إلي أن السيسي الذي تم تعيينه وزيرا للدفاع في عهد مرسي في أغسطس 2012 ، كان قد أصدر مُطالبة " غامضة " باجراء " مصالحة" في الوقت الذي تولي في الجيش إدارة شئون البلاد ؛ إلا أن تصريحاته خلال اللقاء مع الصحفي إبراهيم عيسي ومقدمة البرامج لميس الحديدي بدت وكأنها تضع نهاية لمثل تلك الأمال . إذ اتهم السيسي الجماعة " بالغباء السياسي ، والديني "؛ لمواصلتها التظاهرات ضد الحكومة الحالي وأعلن بوضوح عن أي " مصالحة " مع الإخوان " لن تنجح"." ورأت صحيفة " الجارديان " – البريطانية – أن مزاعم السيسي بإنه قد نجا من محاولتين لاغتياله علي مدي الشهور التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الإخواني مرسي ، بدت وكأنه تبريراً للاجراءات الأمنية المُشددة المهيمنة علي حملته الانتخابيى ، وأشارت إلي أنه سيقوم بارسال مندوبين عنه في جميع أنحاء البلاد ، ولن يقوم بمخاطبة حشود المواطنيين بنفسه مثل خصمه الوحيد المرشح الناصري حمدين صباحي . وقالت بإن السيسي الذي لا يزال صاحب النفوذ الأكبر علي المشهد السيسي المصري خلال فترة ما بعد سقوط مرسي ، هو الهدف الرئيس للجماعات المسلحة المحلية التي تستهدف قوات الجيش والشرطة ؛ انتقامًا منهم علي دورهم الذي لعبوه في الإطاحة بالرئيس الإخواني ، ومن ثمَّة حملة المداهمات المستهدفة "للإخوان" وغيرهم من عناصر المعارضة . ولفتت " الجارديان" إلي الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها المقرر في 26-27 من مايو الجاري ؛ بالرغم من الانقسامات الاجتماعية " العميقة " – علي حد وصف الصحيفة - ، وأشارت إلي القاء القبض علي ما لا يقل عن 16,000 شخصًا ، ومقتل ما يزيد علي 2,500 خلال تلك المداهمات . وأضافت بإن السيسي لا يزال يحظي بشعبية ، فالكثير من المصريين يزعمون أنه القائد الوحيد القادر علي استعادة الأمن والجدير بثقتهم ليحمل مسئولية النهوض باقتصاد بلادهم المتهاوي وتنبأت بفوزه في الانتخابات المقبلة بأغلبية ساحقة . وأردفت بأن السيسي قام بالرد علي اتهامات خصومة بأن صعوده إلي السلطة كان جزءًا من خطة طويلة قائلاً :" لقد انحزت إلي صفوف الملايين ليس طمعًا في السلطة " زاعمًا أنه قرر فقط خوض الانتخابات في نهاية فبراير بعدما أيده المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، فالسيسي يري أن قراره واجبًا وطنيًا ضروريًا لإنقاذ الأمة . وذكرت أن السيسي قام بتسليط الضوء علي العديد من التحديدات التي من المحتم أن يواجهها الرئيس القادم ؛ إذ قال بإن استعادة الأمن والاستقرار علي رأس أولوياته حينما يتولي السلطة ووصف ارتفاع معدلات البطالة بالأمر " المخزي " . من جانبها قالت صحيفة " التليجراف " – البريطانية – بإن تصريحات السيسي تكشف عن عزمة في حملة المداهمات العسكرية المستهدفة لجماعة " الإخوان " المحظورة ، وأشارت إلي أنه منذ الإطاحة بهم من السلطة تم قتل أكثر من 1,400 شخص معظمهم من الإخوان خلال الاشتباكات ، وتم إلقاء القبض علي الكثير من قيادات الجماعة ، من بينهم الرئيس المعزول مرسي . وقالت الصحيفة "البريطانية " بإن السيسي أعلن خلال ظهوره الأول علي شاشات التلفزيون منذ أن أعلن عن نيته الترشح للانتخابات بأنه لن تكون هناك مصالحة ما بين الجيش والجماعة . وقال " بإن إرادة الشعب المصري هي من أنهت الإخوان ، وليس هو " ورد ببساطة "بنعم" حينما سُأل عما إذا كان سيمحي الجماعة من الوجود إذا ما تولي سلطة البلاد .