نظم المئات من أفراد الجالية السورية بالقاهرة، مسيرات غاضبة جابت معظم شوارع العاصمة الرئيسية أمس، احتجاجا على الصمت العربي تجاه ما تشهده سوريا من عمليات قتل جماعي للمتظاهرين المطالبين بالحرية. وناشد أعضاء الجالية السورية الحكومات والشعوب العربية وقف ما أسموه بالمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري على يد كتائب بشار وماهر الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات اقتصادية وسياسية في منتصف الشهر الماضي. وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على النظام السوري ومنعه من مواصلة استهداف المتظاهرين والمعارضين لسياساته. وردد المتظاهرون، هتافات الثورة المصرية والتونسية والليبية، ومنها: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يا ماهر يا جبان.. ودي كلابك الجولان"، "وزنجا زنجا.. دار دار.. بدنا راسك يا بشار". ورفعوا لافتات مكتوبًا عليها: "العرب والأكراد أيد واحدة"، "يسقط بشار الأسد"، "مصر وسوريا إيد واحدة"، "الحرية لطل الملوحي". وكان ما يقرب من 300 سوري تجمعوا في ساعة مبكرة من صباح أمس أمام سفارة بلدهم بالقاهرة تنديدا بالنظام السوري وأدوا صلاة الغائب على أرواح شهداء درعا وباقي المحافظات السورية الذين سقطوا بنيران قوات الأمن والموالين للرئيس السوري في مختلف أرجاء المدن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات. واشتبك المتظاهرون مع عدد من أفراد السفارة الذين قاموا بتشغيل أغاني وطنية مؤيدة للرئيس السوري، في محاولة لإيهام التلفزيونات ووسائل الإعلام الغربية أن المظاهرة خرجت لتأييد بشار الأسد، الأمر الذي دفع المتظاهرون إلى قطع كابلات الكهرباء التي تمد السفارة بالتيار الكهربائي. ومع تزايد أعداد المتظاهرين انطلقوا إلى مقر جامعة الدول العربية، وتوقفوا لدقائق بميدان التحرير رمز الثورة المصرية قبل أن يغادروه في طريقهم إلى شارع طلعت حرب باتجاه نقابة الصحفيين ثم إلى نقابة المحامين والسير بشارع رمسيس مرددين الأهازيج والأغاني الوطنية. وتحدث إبراهيم الياس رئيس لجنة الشئون السياسية بنقابة المحامين إلى المتظاهرين مطالبًا بمحاكمة بشار الأسد أمام المحاكمة الجنائية الدولية، ووصف ما قامت به قوات الأمن السورية في مدينة درعا بجرائم الحرب، وطالب الشعوب العربية بإسقاط جامعة الدول العربية وتشكيل جامعة الشعوب العربية. وتحدث أحد أفراد الجالية السورية وقدم الشكر للشعب المصري وقال إن مصر هي ملهمة الثورات العربية وحاميتها. وتزامنت مسيرة الجالية السورية مع تظاهر بعض المصريين أمام نقابة الصحفيين للمطالبة بالإفراج عن وائل أبو الليل وإلغاء محاكمته عسكريا بعد اتهامه بالتسبب في أحداث الشغب التي شهدها ميدان التحرير يوم التاسع من أبريل الجاري.