أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أنّ رحيل العقيد معمر القذافي عن الحكم لا يجب أن يكون "شرطًا مسبقًا" للحلّ السلمي في ليبيا، متهمًا المجلس الوطني الانتقالي (المعارضة الليبية) "بتلويث الحقيقة". وقال مراد مدلسي: إن "رحيل القائد القذافي لا يجب أن يكون شرطًا مسبقًا لكن كاحتمالٍ من بين الاحتمالات الأخرى إذا أراد الليبيون ذلك والجزائر تحترم قرار الشعب الليبي"، بحسب صحيفة "الشروق الجزائرية". وأضاف: "يبدو لي أنّ هناك نوعًا من التحوُّل في البلدان الأخرى التي كانت تطرح رحيل وإقصاء القذافي كشرطٍ مُسَبَّق، لكنها اليوم تَيقّنت أنّ ذلك من غير الممكن إذا لم يقرِّر الليبيون ذلك"، واتَّهم وزير الخارجية الجزائري المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا "بتلويث" حقيقة أن هناك أطرافًا في ليبيا "تُغذّي العنف". وأكّد أن "حل الأزمة في ليبيا يجب أن يكون بعيدًا عن النوايا والزوايا الضيقة التي سمحت إلى يومنا هذا للمجلس الانتقالي الليبي أن يلوث الأمور نوعًا ما حتى يلوث الحقيقة". ويتّهم المجلس الوطني الانتقالي الجزائر بدعم النظام الليبي من خلال إرسال مرتزقة يحاربون مع كتائب القذافي. وقال مسئول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام الماضي: إن "القذافي يحصل على دعم بما في ذلك عبر دول عربية مثل الجزائر". وأوضح أن القذافي "حصل عبر الجزائر على 500 مركبة رباعية الدفع بحسب مصادر أوروبية صديقة". وردّ مدلسي هذه الاتهامات بالقول: "الإصرار على هذه الادعاءات بدون أدِلّة يضعف موقف المدعين ولا يقويها، وبالمقابل يُقَوّي موقف الجزائر". وبرّر مراد مدلسي الاتهامات المتكررة للمجلس الانتقالي رغم التكذيبات الرسمية الجزائرية بسعي "الإخوان في بنغازي ودعما من آخرين إلى أن تتراجع الجزائر عن مواقفها الدبلوماسية، وهذا أمر غير ممكن إطلاقًا". وقال مدلسي: "ليس للجزائر أن تختار الوقوف مع الليبيين في بنغازي أو الليبيين في طرابلس ضد بعضهم البعض.. هذا الأمر أغاظ جماعة بنغازي ومن وراءهم، لأنهم كانوا ينتظرون منا أن نكون يدًا مرافقة لهم ضد الليبيين في طرابلس". وتدعم الجزائر مبادرة الاتحاد الإفريقي للحل السياسي في ليبيا الذي يبدأ بوقف إطلاق النار. وكشف مدلسي أنّ الاتحاد الإفريقي حاول التحرك بمبادرة في اتجاه ليبيا قبل اجتماع الجامعة العربية الذي دعا إلى تدخل مجلس الأمن لفرض منطقة حظر جوي في ليبيا. وأوضح المسئول الجزائري أن "الوفود الإفريقية لم تتمكن من زيارة ليبيا إلا بعد 15 يومًا بسبب غياب الترخيص لأسباب غير واضحة.. نحن نعتقد أنه كان بالإمكان تفادي ما يحصل الآن لو أعطيت الفرصة للرؤساء الأفارقة الخمسة... لأن الاتحاد الإفريقي هو الوحيد الذي بإمكانه التحاور مع الطرفين".