احتفل ملايين الأقباط أمس بعيد "أحد السعف"، حيث كست الورود وسنابل القمح والزعف آلاف الكنائس داخل وخارج مصر أمس ابتهاجًا بالعيد الذي يوافق أول أسبوع الآلام، وفق المعتقد المسيحي. وشهدت ساعات الصباح الأولي توافد الأقباط لحضور صلاة "دورة السعف"، التي بدأت من الخامسة واستمرت حتى السادسة والنصف صباحًا، تلتها صلاة القداس الأول التي استمرت حتي التاسعة والنصف صباحًا، ثم صلاة القداس الثاني التي انتهت في الثانية والنصف ظهرًا، وتلا ذلك صلاة التجنيز – الجنازة – لأن الأقباط لا يصلون على الموتى خلال هذا الأسبوع. ويعد "أحد الشعانين"، الذي يوافق بحسب تقويم الكنيسة القبطية دخول السيد المسيح لأورشليم – فلسطين - العيد الرابع من الأعياد الكبرى في الكنيسة القبطية. وفي قرية "صول" التابعة لمركز أطفيح صلى آلاف الأقباط قداس السعف بكنيسة "الشهيدين" بعد أن انتهت الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة من بنائها في زمن قياسي لم يتجاوز الشهر، بناءً على وعد للمسيحيين. وشارك مئات المسلمين بالقرية الأقباط في أول قداس يقام بالكنيسة في جو رائع من الألفة والمحبة، وفي كلمته قال القمص بلامون راعى الكنيسة خلال صلاة القداس: "نتوجه بجزيل الشكر للقوات المسلحة على الوفاء بعدها وتسليم الكنيسة قبل الموعد المحدد"، ولم يفته الإشادة بزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للقرية أمس الأول بمشاركة الأنبا ثيؤدسيوس أسقف الجيزة. وخصت الكنائس المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يمسك بزمام الأمور بنصيب من الدعاء في هذه المناسبة. وأكد القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء أن كنائس مصر قامت بالدعاء للمشير خلال القداس بدلاً من الرئيس كما اعتادت الكنائس في تلك المناسبة، كما دعت لقيادات المجلس العسكري والقوات المسلحة والشرطة والوزراء. وأضاف أن هذا العام سجل أعلى نسبة حضور من الأعوام السابقة، وأنه بالرغم من توسيع الكنيسة لكن المصلين الذين تواجدوا بصحن الكنيسة كانوا أكثر من خمسة أضعاف المتواجدين بداخلها. يذكر أن المسيحيين يحتفلون في هذا اليوم بذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام مدينة أورشليم، باستخدام سعف النخيل الأبيض الذى يصنعه الأقباط على شكل قلوب ويزينونه بالورود وسنابل القمح. وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بهذا اليوم أيضا وكان يسمى باسم "يوم السباسب" وهو مذكور في عدة مصادر، وهو العيد الذي ذكره النابغة الذبياني، حيث قال : "رقاق النعال طيب حجزاتهم... يحيون بالريحان يوم السباسب"، ويوم السباسب كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدًا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين، والسباسب جمع سبسب : شجر يتخذ منه السهام، وقيل هي القفار والمفازات.