أدان التحالف الثوري لنساء مصر كل التجاوزات التي تحدث بحق المعتقلين الذين وصل عددهم 23627 معتقل، مؤكدًا أن تلك التجاوزات واساءة المعاملة في حق المحبوسين احتياطيا خاصة في سجن وادي النطرون وسجن العقرب بلغ درجة جرائم ضد الإنسانية. وأشار – في بيان له تلته هدي عبد المنعم، رئيس التحالف الثوري لنساء مصر، خلال مؤتمر صحفي عُقد بمقر حزب الاستقلال بوسط البلد، بشأن اساءة المعاملة للمعتقلين بما يشكل جرائم ضد الإنسانية- إلي أنه من بين الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة التي يتعرض لها المعتقلون الضرب والإهانة بكل صورها عند الاعتقال، وعمليات تعذيب ممنهجة بدءا من الصعق بالكهرباء والضرب والتعليق والتجويع وكلها تتم في أماكن الاحتجاز من أقسام شرطة ومقرات أمن الدولة، ومعسكرات أمن مركزي وفي السجون المختلفة. وقال :" يتعرض المعتقلون أيضًا للانتهاك الجسدي والاعتداء الجنسي بدرجات مختلفة، والذي وصل لحد الاعتداء الجنسي الكامل علي أحد المعتقلين، وأغلب النساء والفتيات المعتقلات تم التحرش الجنسي بهن عند بداية الاعتقال وأثناء ركوبهن سيارة الترحيلات وكذلك أقسام الشرطة والسجون، وحبس المعتقلين في أماكن غير مناسبة للوضع الآمي وحشرهم بالعشرات في أماكن ضيقةمغلقة عليهم طوال اليوم، واعتقال الأطفال أقل من 18 عام وتعذيبهم في أماكن الرعاية المخصصة للأحداث منهم 37 تلميذة، والتعامل اللانسانيمع الأهل للمعتقلي، حيث توفي الأسبوع الماضي زوج إحدي المعتقلات أثناء انتظاره في الطابور في الشمس عدّة ساعات، وإهانة الزائرات والتحرش بهن بحجة التفتيش، والاعتداء بالضرب عليهم كثيرا، ولا توجد رعاية طبية، وقد بلغ عدد المتوفين منذ الانقلاب 52 معتقل وكانت الوفاة بسبب التعذيب الممنهج وعدم وجود رعاية طبية". وطالب التحالف الإنسانية كلها ومنظمات حقوق الإنسان بالعالم التي تحترم مواثيقها بأن يكون لها موقف واضح واغط لإنقاذ أرواح آلاف المعتقلين الذين ليس لهم أي ذنب أو جريمة غير التعبير السلمي عن رفضهم للانقلاب العسكري، وقد دخلوا في اضراب مفتوح عن الطعام لمواجهة هذه التجاوزات والاعتراض عليها، فما يحدث داخل السجون يمثل وصمة عار في تاريخ مصر، وفي جبين الإنسانية ويعود بها إلي عصور الظلام والتخلف. كما طالب التحالف بالأفراج الفوري عن كل المعتقلين لعدم جدية الاتهامات والتحقيقات ولعدم وجود أدلة، وإيقاف التعذيب ومحاسبة من يقومون به، وتحسين أحوال المعتقلين لترقي للمستوي الآدمي وللمعايير التي أقرتها مواثيق حقوق الإنسان، ومنع الاحتجاز في أقام الشرطة للمعتقلين السياسيين، ووجود رقابة من جمعيات حقوق الإنسان علي ما يحدث داخل السجون، ووجود حملات رعاية طبية يومية خاصة في أماكن الاضراب( سجني وادي النطرون وطرة).
وفي كلمتها، أكدت هدي عبد المنعم، رئيس التحالف أن أكثر شريحة لحقت بها الضرر بعد الانقلاب هي المرأة، معلنة مشاركة التحالف الثوري لنساء مصر في مظاهرات الجمعة القادمة حاملة رغيف العيش، لتعلن للعالم أجمع أن "الانقلاب أصل الخراب".
بدورها، أضافت ثناء عبد الجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة والمعتقل بسجن طرة (ممثلة عن أسر معتقلي ليمان طرة)، أن مصر تحولت لسجن كبير، والمصريون الآن يعيشون في ظل نظام فاسد مستبد ديكتاتوري، لافتة إلي أن الانتهاكات التي تحدث للمعتقلين كثيرة لا تعد ولا تحصي، منها :منع الزيارات لهم دون أي أسباب، حيث لا يتم إصدار أي تصاريح للكثير من أسر المعتقلين، حتي أن هناك بعض الأسر لم تتمكن من الزيارة منذ 4 أشهر، وهناك تنصت علي الزيارات وتسجيل كل ما يدور خلال الزيارة، وهناك عدم تمكين للمعتقلين من صلاة الجماعة أو صلاة الجمعة.
واستطردت :"أيضًا هناك حالات صحية خطرة جدًا دون أي رعاية صحية، ويتم منع الصحف والكتب من الدخول لهم، وهناك عدم تمكين الطلاب من أداء امتحاناتهم، وهناك الحبس الانفرادي، ولا يتم السماح لهم بالخروج من الزنازين، والحبس وصل لمدة طويلة حوالي 9 أشهر، وهو ما يعرضهم لظروف صحية ونفسية صعبة للغاية، كما أن المجتمع نفسه حرُم من أدوار هؤلاء لمعتقلين الذين هم أطباء ومهندسين واساتذة جامعات وعلماء، ومصر بحاجة ماسة لهم، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة".
وطالبت "عبد الجواد" بسرعة الافراج الفوري عن المعتقلين، لأنه لا توجد أدلة حقيقة تدينهم، مؤكدة أنه لن يفلت أحد من العدالة، وكل من شارك في هذه الانتهاكات سوف يعاقب ويحاسب يوما ما، مؤكدة علي ضرورة التحرك القانوني لرفع الظلم عن المعتقلين، فما يحدث لهم ليس له أي صلة لا بالقانون أو الدستور أو المواثيق الدولية.
وحملت زوجة "البلتاجي" - بصفتها كأم لشهيدة، وكزوجة وأم لمعتقلين- المسئولية لعبد الفتاح السيسي، ومحمد إبراهيم، وزير الداخلية، ولرئيس مصلحة السجون الذي يشرف علي هذه الانتهاكات، مشدّدة علي أن هذه الاوضاع سيتم تصحيحها قريبا بإرادة الله أولا، ثم بإرادة الشعب ثانيا.
من جهتها، ذكرت أية علاء، ممثلة حركة نساء ضد الانقلاب، أن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة لا حصر لها منذ الانقلاب، وأن اجمالي المعتقلات اللاتي استطعن حصرهن 78 فتاة معتقلة خلف القبضان بدون أي جريمة أو ذنب سوي المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وأضافت:" هناك انتهاكات جسيمة تتعرض لها المرأة في المعتقلات والسجون وخاصة فتيات المنصورة، فهن يعانين من اهمال طبي جسيم رغم حالتهن الصحية الصعبة، مما أدي لتدهور حالتهن الصحية كثيرًا، وهن في حالة انهيار ولا ندري تحديدا ماذا الذي حدث لهن، فهناك غموض حول ما يتعرضن له"، داعية للمشاركة في حملة تدشين هاشتاج "أنقذوا بنات المنصورة".
وأشارت إلي أن "فتيات الإسماعيلة المعتقلات" وهم 14 فتاة يتعرضن لكم رهيب من التعذيب والانتهاك، وهناك أيضًا تضييق معلوماتي حول ما يتعرضن له.
وأعلنت "علاء" تضامن الحركة مع كافة المعتقلات والمعتقلين في كافة السجون وأن الاضراب حق مشروع لهم، مطالبة بزياد الضغط علي الانقلابيين حتي يتم الافراج عن كل المعتقلات والمعتقلين.
وأشارت شيماء حبيب، زوجة أحد المعتقلين في سجن وادي النطرون، إلي أن معتقلي وادي النطرون يتعرضون لانتهاكات متعددة وجسيمة وبشعة، منها الحبس الاحتياطي لمدة 8 أشهر دون وجه حق أو سند قانوني، وهناك تكدس للمعتقلين داخل سيارات الترحيلات أو أماكن الاحتجاز، ولا يتم السماح لهم بالخروج في الشمس إلا لمدة ساعة واحدة فقط- إذا سمحوا لهم بذلك- تم منع الكثير من المعتقلين من دخول الامتحانات، مستنكرة قيام بعض منظمات الحقوقية -التي زارت سجن وادي النطرون- بإرسال خطاب شكر لمأمور السجن علي حسن الأوضاع.
وقالت إيمان عبد الله، ممثلة لحركة حرائر صعيد مصر، إن سلطات الانقلاب تنتهك حرمة المرأة في صعيد مصر، ولم يراعوا أبسط حقوق الإنسان أو المرأة والطفولة، المرأة متواجدة بقوة ومستمرة في مسيرتها حتي دحر الانقلاب والمشاركة في كافة الفعاليات المختلفة، مؤكدة أن المرأة في الصعيد تعامل معاملة سيئة للغاية، خاصة أثناء زيارات المعتقلين.
وتابعت :" بالرغم من تعرضنا في الصعيد لأول حركة إعدام جماعي لم يحدث مطلقا حتي أثناء الاحتلال الأجنبي لمصر، باعدام 529 مواطن مصري في محافظة المنيا، وتوقع الانقلاب منا الخوف والتراجع إلا أن أهالي المنيا شاركوا في مظاهرات احتجاجية فورية ردًا علي هذا الحكم الظالم المجنون، ولذلك لن ننكسر أبدًا، وسننتصر قريبا".
وشدّدت حنان أمين، العضو بتحالف نساء مصر، علي أن الحراك الشعبي الثوري المتنامي لرفض وكسر الانقلاب يزداد يوما بعد الآخر، وأن بنات وسيدات مصر أصبحن الكتلة الصعبة التي تقف كالشوكة في حلق الانقلاب العسكري، وحجر عثرة أمام طريقه.
وأضافت:" مصر أصبحت في عهد الانقلاب لسجن كبير، في محاولة لبث الرعب والترهيب ولتسويق الانقلاب ويسلب حتي حرية الرأي حتي لمن ساند الانقلاب في البداية، وأصبحنا أضحوكة العالم رغم ثورتنا العظيمة التي أشاد بها العالم كله، وأصبح الشعب كله أسيرا لهذا الانقلاب".