مأمور وادى النطرون إلى أحد المضربين: مش هنثبت لك حاجة.. وإما أن تعلق المحلول يا تموت 40 حالة حرجة فى وادى النطرون وطبيب السجن: وصلتنى أوامر بعدم إجراء التحاليل إلا عند الوفاة عقد حزب «الاستقلال»، أول من أمس، مؤتمرا استضاف فيه بعضا من أسر المعتقلين على أيدى الانقلاب الدموى والذين يدفعون حريتهم ثمنا للدفاع عن كرامة وحرية وطن، وذلك فى حضور د.محمد عبدالقدوس مقرر لجنة الدفاع عن المظلومين، ود.أشرف عمران المستشار القانونى وأمين لجنة المحامين بحزب الاستقلال، ود.نجلاء القليوبى أمينة المرأة بالحزب ومدير المركز العربى للدراسات، وأحمد عبدالعزيز الأمين العام لحركة «صحفيون ضد الانقلاب»، والشيخ عبدالرحمن لطفى أمين حزب الاستقلال بمحافظة المنيا، وعدد من أسر المعتقلين. وقد قامت أسر المعتقلين بشرح أحوال ذويهم الذين أعلنوا عن رفضهم كل ما يواجهونه من انتهاكات داخل سجون الانقلاب، ورفضهم الاعتقال بالدخول فى معركة «الأمعاء الخاوية» التى خاضوها من أجل الحرية والكرامة. فى البداية قال د. محمد عبدالقدوس إننا على مشارف الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وإن هذه الذكرى يجب فيها إعلان الحداد العام، حيث إنه لم يتحقق أى هدف من أهدافها، وهى: عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية، ولكن ما حدث هو العكس تماما وخاصة بعد الانقلاب الدموى، حيث وقعت الكوارث من قتل وسجن وسفك للدماء لم تحدث فى تاريخ مصر. وأضاف «عبد القدوس» أن الصراع فى مصر الآن أصبح صراعا بين ثورة يناير والحكم العسكرى، حث إننا الآن عدنا إلى نقطة الصفر، بل إننا أصبحنا الآن أسوأ مما كنا عليه أيام المخلوع فلابد من عودة الثورة من جديد. ومن جانبه رحب المستشار القانونى أشرف عمران بأهالى وأسر المعتقلين فى حزب الاستقلال الذى يعد منبرا من منابر المعارضة الشريفة قائلا: يسعدنا أن نلتقى فى ذكرى ثورة 25 يناير بأسر من قدموا أنفسهم للثورة، وأقول إن من أخرج «يوسف» من السجن وأخرج «يونس» من بطن الحوت قادر على أن يفك أسرهم من أيدى الانقلابيين لأنهم لم يرتكبوا جرما سياسيا، ولكن جريمتهم هى الانتماء إلى هذا الوطن، فلن تضيع دماء الشهداء وحرية المعتقلين هباء ولكنها فى سبيل الوطن». كما تحدث البراء أحمد اليمانى والذى اعتقل والده وأخويه فى أحداث مسجد الفتح، إلا أنه والده المهندس أحمد اليمانى خرج من المعتقل فى 6/12/2013، ولا يزال أخوه د.إبراهيم اليمانى، وأخته تسنيم فى أسر الانقلابيين. وقال البراء إن أخيه إبراهيم (بكالوريوس طب جامعة الأزهر) كان طبيبا ميدانيا شارك فى المستشفى الميدانى فى 25 يناير وفى رابعة العدوية وفى مجزرة مسجد الفتح، واعتقل من داخله يوم 17/8/2013، مشيرا إلى أن د.إبراهيم وزملاءه فى المعتقل قرروا الإضراب عن الطعام والذى بدأ جزئيا ثم الآن أصبح إضرابا كليا عن الطعام، وذلك بسبب: التحقيقات الهزلية من جانب النيابة التى لم تسمح لهم بالكلام أبدا، ويكون التجديد جاهز، إضافة إلى الأحداث الهزلية التى تصاحب حضور التحقيقات مثل الكلبشات التى تظل فى أيديهم طوال الفترة منذ خروجهم للتحقيق وحتى العودة، وسوء معاملة الضباط لهم والتى تصل إلى حد أنها معاملة غير آدمية بالمرة، وطول مدة الانتظار داخل سيارة الترحيلات المغلقة دون مراعاة المرضى، إضافة إلى احتجازهم فى أماكن غير آدمية قبل الجلسة، وعدم سماع القاضى لأى منهم، فضلا عن مهزلة 11/1/2014 حين تم التجديد لهم 45 يوما دون أى أحداث جديدة أو أسباب تستدعى التجديد. كما أشار إلى وجود حالات مرضية دون توفر الرعاية اللازمة، والانتهاكات التى يتعرضون لها فى السجن، وأنه قد بدأ معتقلى أحداث مسجد الفتح فى إضراب جزئى عن الطعام فى 25/12/2013، ثم تحول إلى إضراب كلى فى 3/1/2014، وظهرت عليهم أعراض الإضراب إلى أن سقط د.إبراهيم هو وغيره من المضربين، إلا أنهم يظلون لمدة طويلة ينادون على أحد لينقذهم ولكن دون استجابة، وظل إبراهيم لمدة ساعة مغمى عليه، ثم جاءوا بعد ذلك وأخذوا إبراهيم إلى الطابق الأرضى، وظل لمدة ساعتين ملقى على الأرض ثم حضر طبيب السجن ومأمور سجن وادى النطرون، وطلب منه الطبيب أن يعلق له المحاليل إلا أنه رفض وطلب تحاليل طبية وتقريرا لإرساله فى إخطار إلى النيابة، ورفض الطبيب ذلك وقال له المأمور: «مش هنثبت لك حاجة.. وإما أن تعلق المحلول يا تموت». وقال وليد ضاحى أحمد، شقيق تامر ضاحى المعتقل بسجن وادى النطرون؛ إنه تم اعتقاله فى أحداث فض النهضة، وإنه لم تعرف له تهمة حتى الآن، وإن الزيارة غير مسموحة لأكثر من 4 أفراد ولا تستمر لأكثر من 9 دقائق لم تكف للاطمئنان عليه، كما يعامل مأمور السجن أسر المعتقلين معاملة سيئة، كما أشار ضاحى إلى أن شقيقه المعتقل رُزق بمولود جديد أثناء اعتقاله متسائلا: كيف يمكن أن يحرم أب من طفله فى لحظة ولادته؟. وأضاف ضاحى أن شقيقه مضرب عن الطعام منذ 14/1/2014 وأنه من ال16 الذين دخلوا مستشفى سجن وادى النطرون، وأن المعاملة غير آدمية بالمرة، وأنهم مستمرون فى الإضراب عن الطعام لحين الإفراج عنهم، كما ناشد ضاحى جميع منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية أن يذهبوا إلى سجن وادى النطرون ليروا كيف تتم معاملة الأبرياء المحبوسين بدون أى تهمة. كما أضاف شقيق الشيخ عادل فراج، أحد المعتقلين فى سجون الانقلاب، أنه يعول ثلاثة أبناء ووالدته ووالده، وأنه مضرب عن الطعام منذ 20 يوما، مشيرا إلى الإهانة والمعاملة السيئة التى يتعرضون لها خلال وجودهم فى سجون الانقلاب. ومن جانبها قالت د.سناء عبدالجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجى القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين؛ إنه بعد قضاء 22 يوما من الإضراب الكلى التام عن الطعام وبعد العديد من المناشدات ونقله إلى زنزانة أخرى مع باقى المحبوسين، نزل الإضراب الكلى إلى إضراب جزئى، وإن د.البلتاجى الآن بصحة جيدة ومعنوياته مرتفعة جدا ويرسل من داخل السجن رسائل الثبات والصمود. كما أكدت «عبد الجواد» أنه بذلك لم يتحقق الإنجاز المرغوب، ولكن المطالب هى خروج جميع المعتقلين بسبب القضايا الملفقة من سلطات الانقلاب. كما أضافت المهندسة آمال عبدالكريم، زوجة د.شريف أبوالمجد عضو الهيئة العليا لنقابة المهندسين، أنه تم اعتقاله فى 5/9/2013 من بيته قبل صلاة الفجر، ثم لفقت له عدة قضايا بدون أى أدلة ولا أحراز، وتهم لا يصدقها أحد، مثل التحريض على العنف والانضمام إلى جماعة مخالفة للقانون والتخريب، وغيرها من التهم الخيالية التى لا تصدق. كما أشارت «عبد الكريم» إلى أن السجون مكتظة بآلاف المسجونين السياسيين الذين لا يريد الانقلابيون أن يفتح أحد منهم فمه أو يعارضهم وإلا فالبديل إلصاق أفظع التهم بهم للزج بهم فى السجون. وتابعت: الإضراب ليس لمجرد الاعتراض على سوء المعاملة، ولكنه للإفراج عن كافة المعتقلين، الذين تلهفق لهم النيابة التهم بدون تحقيق ولا أدلة، فضلا عن مبيتهم مع الجنائيين الذين يشربون المخدرات طوال الليل فى مكان مغلق مكتظ عن آخره، ود. شريف مريض بالربو الشعبى المزمن، وهناك أيضا مرضى السكر والضغط والقلب. وقالت «عبد الكريم» إن د. شريف ومعه زملاؤه بدءوا الإضراب عن الطاعم فى 4/1/2014 كنوع من الضغط على الانقلابيين للإفراج عن المعتقلين، وإن المضربين عن الطعام فى سجن وادى النطرون 400 معتقل وأكثر من 40 منهم وصلوا إلى حالات حرجة، وطبيب السجن لم يجر التحاليل إلا لثلاثة منهم فقط وقال: «وصلتنى (أوامر) بعدم إجراء التحاليل إلا عند الوفاة». ومن جانبها قالت هنية عامر – محامية - زوجة المعتقل رأفت كمال عبداللطيف، إنه تم اعتقاله فى 10/9/2013 فى الساعة الثانية والنصف فجرا، وإن المعاملة داخل المعتقل سيئة للغاية، مشيرة إلى أن إحدى الزيارات لم تكمل الدقيقة وبمجرد رؤيته تم إطلاق صافرة انتهاء الزيارة، وإن الزيارات كانت أول أيام العيد وبعد الانتظار من الصباح وحتى المساء لم يسمح بالزيارة. وأضافت «عامر»: عندما يتم التحقيق معه أدخل مع بصفتى محامية، إلا أن التحقيق مجرد روتين ويحدث نفس الكلام فى كل مرة، وإلى الآن لا توجد أدلة ولا أحراز تثبت الاتهامات الباطلة المتهم بها زوجى. وقالت زوجة إبراهيم الدراوى – صحفى - إنه تم اعتقاله فى 16/8/2013، وإنهم لم يعرفوا مكانه إلا بعد الاعتقال ب15 يوما، ثم بدأت الزيارات ومسلسل التجديدات إلى أن وصلوا إلى 5 أشهر. كما أضافت أن القضية التى يتم التحقيق معه فيها تحمل رقم 328، إلا أننا فوجئنا أن القضية تحولت إلى قضية د. محمد مرسى والتى تحمل رقم 371، وعندما ذهبنا لنقابة الصحفيين وطالبنا منها أن تطالب بالإفراج عنه، كان الرد ضمه إلى قضية د. مرسى، مشيرة إلى أنه صحفى ويعمل فى الملف الفلسطينى وكان يقابل الرموز الفلسطينية بمعرفة المخابرات المصرية. كما أشارت إلى أن مدة الزيارة لا تزيد عن 10دقائق، إلا أنهم يمدوننا خلالها بالصبر والصمود، واحتسابهم هو من يهون علينا. وقالت عزة محمد محمود، زوجة المعتقل د. عبد الرحيم محمد عبد الرحيم مدير لجنة تعليم الطب المستمر بنقابة الأطباء بالقاهرة، وكانت إنجازاته بها كثيرة ويشهد له بذلك أطباء مصريين وبريطانيين، ومن إنجازاته أنه قام بإنشاء مكتبة إليكترونية للاطلاع على الأبحاث العلمية، كما كان مدير لجنة الإغاثة وكانوا يسمونه فى النقابة «الجندى المجهول» -إنه تم اعتقاله يوم 16/8 بعد فض اعتصام رابعة معصوب العينين، ثم تم ترحيله إلى سجن طرة مباشرة ولم نعرف مكانه إلا بعد 13 يوما، وحجز فى مكان ليس به مياه ولا كهرباء، وعندما تم السماح بالزيارة وجدوا حالته الصحية والنفسية سيئة، وظل فى ليمان طرة لمدة 3 أشهر، ثم بعد ذلك تم ترحيله إلى جوانتانامو العقرب، والزيارة فى حجرة عبارة عن متر فى متر ولا تتعدى ال3 أفراد، والمقابلة مراقبة ومسجلة على سى دى. كما أشارت إلى أن د.عبدالرحيم تم تلفيق تهمة قتل المتظاهرين له أمام مكتب الإرشاد، ومثبت فى المحاضر أن الأحراز التى كانت معه أسلحة وآر بى جى وكيماوى وغيرها!! إلا أنه لم يكن معه سوى المحفظة والساعة، والشاهد الوحيد على هذا هو ضابط أمن دولة. ومن جانبه قال الشيخ عبدالرحمن لطفى أمين حزب الاستقلال بالمنيا، والذى خرج مؤخرا من سجون الانقلابيين بعد أن قضى بها 25 يوما وبعد دفع الكفالة التى قررتها نيابة الانقلاب 5 آلاف جنيه -إنه أضرب عن الطعام بسبب الشعور بالمهانة لاختطاف الرئيس محمد مرسى، مضيفا: لقد تعلمت فى سجون الانقلاب دعاء جميل جدا وهو موجود فى نهاية سورة يوسف حيث قال تعالى: «وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ»، فاللهم كما أحسنت بيوسف وأخرجته من السجن فأحسن برئيسنا وإخواننا وأخرجهم من السجن ليعم الرخاء.