- زوجة البلتاجي: الانقلابيون نزعوا حجابي وضربوني واعتقلوني أنا ونجلي "أنس" - عمار البلتاجي: والدي معتقل في زنزانة انفرادية لا يدخلها الهواء ومضرب عن الطعام - زوجة الدراوي: زوجي يعاني داخل المعتقل لكنه صامد ولن ينكسر - أحمد عبد الباسط: 136 أستاذا جامعيا و10 صحفيون و156 طبيبا بسجون الانقلاب - محمد عبد القدوس: لأول مرة في تاريخ مصر يمنع أهالي المعتقلين من زيارة ذويهم - مجدي حسين: صمود المعتقلين وأسرهم أصاب الانقلابيين بالجنون تحت عنوان "الحرية لمعتقلي النقابات المهنية"، نظم عدد من الحركات الرافضة للانقلاب العسكري الدموي، مساء أمس الأحد، مؤتمراً صحفياً لأسر معتقلي النقابات المهنية - الذين اعتقلوا منذ الانقلاب الدموي في الثالث من يوليو الماضي- ليدلوا فيه بشهاداتهم حول اعتقال ذويهم، ومدى المعاناة التي يعانون منها في سجون الانقلاب العسكري الدموي وطالبوا بالإفراج عنهم. وكانت حركة "صحفيون ضد الانقلاب" بالتعاون مع لجنة الدفاع عن المظلومين، ومشاركة حركة "مهنيون ضد الانقلاب"، بالمركز العربي للدراسات التابع لحزب الاستقلال، قد نظموا مؤتمرا للتضامن مع أسر معتقلي النقابات المهنية، بمشاركة عدد من أسر المعتقلين والكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، رئيس لجنة الدفاع عن المظلومين، ومجدي أحمد حسين، رئيس حزب الاستقلال "العمل الجديد سابقا". البلتاجي الصامد في البداية روت سناء أحمد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي - عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة - ما حدث معها ونجلها "أنس" وقت زيارتهما للدكتور البلتاجي، وما حدث معهما خلال فترة اعتقالهما. وقالت: "جئنا لزيارة الدكتور البلتاجي، واعترضت إدارة السجن على أن نراه مباشرة، وبعد أن مررنا من بوابة سجن العقرب شديد الحراسة، ظللنا نسير نصف ساعة على أقدامنا حتى نصل للسجون الداخلية، وتعرضنا لتفتيش كثيف رغم أننا لم نصطحب سوى بعض العصائر، وبعد التفتيش دخلنا مكانًا غريبًا، فكنا نخرج من غرفة وندخل أخرى وأخرى وهكذا، وكان هناك لوح زجاجي يفصل بين المسجون وأهله، فاعترضنا على هذا، واعترض د. البلتاجي أيضاً. وأضافت: "رددت كلمات "حسبي الله ونعم الوكيل" أكثر من مرة، مما دعا إدارة السجن لتأتي إليَّ بحارسة لتدفعني على الأرض وتأخذ حجابي، وتقوم بالاعتداء علي في كل أنحاء جسدي، وتم أخذ ابني "أنس"، وتم إسقاطي على الأرض ونزعوا عني حجابي، وتم ركلي بكل قوة، ووجدت نفسي خارج الغرفة وفي حالة انهيار". وتابعت: "وبدأت أطرق على الباب وأنا أصرخ: "دخلوني لأنس"، وتحت الإزعاج اضطروا للانصياع لطلبي، فأدخلوني فقلت لهم: "أنا هفضل معاه واللي يحصل يحصل، قتلتم بنتي وجوزي بيموت برة، هتعملوا إيه أكتر من اللي اتعمل، وأنتم إلى زوال، وتم ترحيلنا إلى النيابة، وعندما رفضت ارتداء الكلبشات ما كان منهم إلا الإهانات المتكررة، حتى أنهم قالوا لي ممكن أن تذهبي، ولكن بدون "أنس" وعندما رفضت، تم تحويلنا إلى النيابة العامة، والتي أخرجتنا بكفالة 5 آلاف جنيه لكل منا". وأشارت "زوجة البلتاجي" إلى أن زوجها كان في حالة إعياء شديدة، ونحيفا بدرجة كبيرة، وحالته الصحية متدهورة نتيجة أنه لا يأخذ أية أدوية، وهو يتعرض للموت البطيء، وقالت: "خرجنا من عنده- خلال آخر زيارة معه- منهارين تماماً." وأضاف عمار البلتاجي، نجل الدكتور محمد البلتاجي: "قد يكون الدكتور البلتاجي هو السجين الوحيد في مصر الذي يتعرض لمضايقات كثيرة جدا، حيث إنه محبوس في عنبر يبعد عن باقي العنابر الأخرى لا يسمع له صوت، وزنزانته لا تحتوي على شباك، حتى "شراعة" الباب تم غلقها حتى لا يدخل صوت أو هواء، وأنه يتنفس الهواء من تحت أسفل الباب، ولا يوجد شيء يجلس أو ينام عليه أو شخص يتحدث معه، وهو مصر على مواصلته للإضراب سوى جرعة ماء يشربها وقت الفجر والمغرب من أجل الصيام". وأكد "عمار" أن والده يعيش مرحلة خطيرة في حياته داخل السجن، خاصة بعد إعلانه عن الاضراب عن الطعام، وهو الآن دخل في اليوم العاشر علي التوالي للإضراب عن كل شيء، مشيراً الي أن والده تم احتجازه في زنزانة انفرادية بدور كامل لا يوجد به إلا هو، وليس بها أية منافذ، ويلجأ إلى أن يجلس على قدميه أسفل الباب ليستنشق بعض الهواء. بدورها، أكدت هبة جمال - زوجة الكاتب الصحفي إبراهيم الدراوي - أن زوجها يعاني أشد المعاملة داخل المعتقل، وأن سلطات السجن تعمل على إذلاله أمام عينها، حتى ينكسر، إلا أنه لم ولن ينكسر. واستنكرت زوجة الدراوي تخاذل نقابة الصحفيين في الوقوف مع زوجها، قائلة: "النقابة لم تكلف نفسها الوقوف مع أحد أعضائها، إلا لأيام محدودة في بداية اعتقاله، لكن "الدراوي" هو مصدر الصمود لي". تكميم أفواه من جانبه ذكر الدكتور أحمد عبد الباسط، منسق حركة "جامعات ضد الانقلاب"، أن السلطة الحالية تريد تكميم الأفواه بالاعتقالات العشوائية التي طالت جميع المهن، بداية من أساتذة الجامعات، مروراً بالصحفيين والإعلاميين الأطباء، وليس انتهاء بالمهندسين وغيرهم، وكأنهم يقولون إننا نعتقل صفوة المجتمع وعلماءه ومثقفيه. وأضاف عبد الباسط أن الحركة رصدت اعتقال 136 أستاذا جامعيا، و10 صحفيين، و18 طبيبا بيطريا، و15 طبيب أسنان، و123 طبيبا بشريا، و75 مهندسا، و44 صيدليا، و24 مهندسا زراعيا، و124 معلما. من جهتها، قالت إحدى أقارب الشيخ عبد الحفيظ غزال، إمام وخطيب مسجد الفتح بميدان رمسيس، والذي تم اعتقاله في أحداث رمسيس الثانية: "إنه تم ترحيله إلى سجن وادي النطرون، وبعد أكثر من شهر لم نعرف مكان احتجازه، وتمكنا من الوصول إليه، وقمنا بزيارته، ولكن للأسف كان في أسوأ حال، حيث أجبرته سلطات السجن على حلاقة ذقنه وشعره بطريقة مهينة، حتى أن أبناءه وقفوا لدقائق حتى يتعرفوا على والدهم". وأضافت أن الشيخ عبد الحفيظ يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة، وتم أخذ جميع الفحوصات إلى إدارة السجن، والتي رفضت حتى أخذ هذه الفحوصات. من جهته، نوه محمد عبد القدوس - مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ورئيس لجنة الدفاع عن المظلومين - إلى أنه لأول مرة في تاريخ مصر يمنع أهالي المعتقلين من زيارة ذويهم، كما تم وضع حاجز زجاجي بين الزائرين والمعتقلين، ويتم التواصل بالهاتف. وأوضح "عبد القدوس" أن عدد المعتقلين من النساء لم تشهده مصر من قبل، مؤكداً أن هناك حالات اغتصاب لفتيات داخل إحدى السجون، من قبل بلطجية الداخلية بأوامر عليا. بدوره قال مجدي حسين - رئيس حزب الاستقلال - إن جورج إسحاق وجماعته أصدروا بيان استنكار لتسجيل الأمن لمكالماتهم الشخصية والإعلان عنها في وسائل الإعلام، بينما لم يدينوا كافة الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الانقلاب العسكري. ونوة "حسين" إلى أن قرار اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية يدل على أن سلطة الانقلاب أصبحت لا تفكر إلا في القتل والحبس والقمع، بدون تفكير، وهو ما جعل أفراد الشعب ينزلون إلى الشوارع بجميع المحافظات، لتصل رسالتهم إلى العالم أن الشعب المصري يقف ضد طغيان السلطة الدموية. وقال حسين: "إن صمود أسر المعتقلين من ربوع مصر، جعل السلطة الانقلابية في حالة جنون، وجعلهم يفقدون صبرهم، وأصبح القتل هو العنوان، ورأينا فتياتنا الأبرار يكتبون سطور صمود جديد في جميع جامعات مصر لتصل أصواتهم الي جميع العالم، وبالتالي فشباب وفتيات مصر وأسر المعتقلين يكتبون حياة جديدة للوطن".