بطفولة لم تتلوث وقف يحمل صورة والده المعتقل، وبنظرات يملؤها الشوق والرضا كان يحاول فهم الموقف الذي حعل أباه ابراهيم الدراوي الصحفي المعروف خلف قضبان الزنزانة لمعة الصمود في عينيه واضحة للجميع, معتصم هو الابن الاصغر للصحفي ابراهيم الداروي, والذي لم يتحاوز الثلاث سنوات, وقف بصوته الضعيف القوي يهتف لحرية والده ويشارك أسرته اليوم اعتصامها المفتوح بنقابة الصحفيين. همس لأمه بشىء من الألم "هو بابا مش هيجىء النهاردة"!!, فبادرته بسؤالي لما اتيت اليوم يا معتصم! فأجاب "عشان اعرف السيسي خد بابا وحرمني منه ليه؟!". كلمات مؤلمة تخترق الجسد , طفل يعلم ان العالم قد انقلب من حوله وهو مسؤول عن إعادته ورجوع ابيه الي البيت ليحتضنه ويكتب التاريخ لحظة انتصار, ليسعد بها كانه لم يسعد من قبل. قالت زوجة الدراوي، بشىء من الاطمئنان، "زوحي يعلم ان اعتقاله هو ضريبة يدفعها كل صحفي حر يعبر عن آرائه في عهد انقلابي يكمم الافواه ويقتل الاحرار, وان حبسه تعد رسالة تخويف واثارة الرعب فى نفوس الصحفيين ليصبح اي صاحب قلم حر معرضا فى أى وقت للقمع والاعتقال والسجن". وبقلب خائف لم يندم قالت "الانظمة الديكتاتورية تمنع عن زوجي العلاج, وهو بالفعل يعاني من الألم والمرض والجوع بعد دخوله في اعتصام مفتوح منذ السبت الماضي , زوجي تبدل حاله , شحب لونه , وقل وزنه , وتبدو عليه مظاهر الاعياء الا انه بفضل الله في اقوي حالاته النفسية , وفي اخر زيارة له ظل بكلماته يشحعنا علي الصمود والصبر والاحتساب فلديه يقين غير مسبوق باقتراب سقوط النظام العسكري المستبد. وانتقدت أداء ضياء رشوان نقيب الصحفيين وتخاذله عن دوره في الدفاع عن الصحفيين المعتقلين من أجل إرضاء سلطات الانقلاب علي حساب زملاء المهنة.