"وحشتيني يا أغلى من رأت عيني"، كان ذلك آخر ما كتبه الشاب محمد عابدين في رسالة إلى زوجته المعتقلة رشا منير عبدالوهاب. لكنه لم يتمكن من إيصال الرسالة إلى زوجته بعد أن توفي إثر هبوط حاد وهو واقف في طابور الزيارة ينتظر دوره لزيارة زوجته في سجن القناطر، قبل رؤيتها، ليشد من أزرها ويطمئنها على ابنتيها. أشياء قليلة تلك التي حملها فى زيارته لزوجته المعتقلة الشابة في سجن القناطر مع أختها هند، ومن بينها تلك الرسالة التي عثر عليها في جيبه. وكتب في الرسالة: "زوجتي الحبيبة الغالية.. وحشتيني يا أغلى من رأت عيني, بعدك عني خلاني إنسان تاني عايش بلا روح, لكن كل مرة بجدد نيتي لله وبقول الكرب إن شاء الله يتزال, ولما باجي أنام أتذكرك ودموعي بتبلل المخدة, وبتذكر بناتي وإحنا واخدينهم في حضننا". "مكونتش أعرف إني بحبك كدة يا رشا, كل مكان وحتة في الشقة بتفكرني بيك, ومش عارف أقعد في الشقة من غيرك خالص إن شاء الله الكرب هيتشال وهنعيش مع بعض عيشة كويسة جدا وحياتنا هتتغير زوجك : محمد عابدين". يذكر أنه تم اعتقال رشا وشقيقتها هند بتهمة التظاهر، من يوم 16 أغسطس وتم تعرضهم للعديد من الانتهاكات وتلفيق تهم حيازة سلاح وتعرضوا لتهديدات بالاغتصاب، بعد حفلات ضرب وتعذيب مارستها معهم الداخلية حيث الضرب المبرح و غيره من التجاوزات، حسب شهادة لشقيقتهما الثالثة بثتها وسجلتها حملة "الحرية للجدعان" في فبراير الماضي.