جمال الغندور يتولى رئاسة لجنة الحكام وهي وظيفة تطوعية لا يستحق عليها أي مقابل، ورغم ذلك يصر على أن يتقاضى عشرة آلاف جنيه كمرتب شهري، ويقول للصحافة إن هذا المبلغ "ولا حاجة".. وإنه ترك راتبا في قناة فضائية خمسة آلاف دولار من أجله! والأكادة أنه لم يقل هذا ويصمت، فقد كان سيكفينا شر التعقيب، ونقول إن الرجل رفض العمل متطوعا واشترط هذا المبلغ لقاء تشريفه اللجنة برئاسته وخبرته، ومن يعجبه أهلا وسهلا ومن لا يعجبه يشرب من البحر، ويبحث عن رئيس لجنة بلوشي! لكنه قال جملة ستظل تلف وتدور في رأسي، وتلح على الشيطان أن يوسوس في صدري بكل الوساوس الشريرة والظنون الآثمة! الغندور قال ما معناه إنه يفضل أن يقبض عشرة آلاف جنيه في النور، على أن يقبلها في السر أو من تحت "الترابيزة" أو يجدها تحت المخدة، أو يدسها أحد في جيبه متذرعا بأن النبي قبل الهدية..! أعوذ بالله ان أخطئ، فأنا لا ألمح على شئ بعيد ربما يدور في رؤوسكم. لا أقصد سوى أنها هدية.. لا أكثر ولا أقل! عندما يقول حكم دولي سابق وكبير في حجم جمال الغندور، هذا الكلام الخطير، فلا يجب أن نسكت أو نكتفي بفتح أفواهنا تعجبا واستغرابا! بمنتهى الصراحة.. هذا الكلام يدخل الجميع في دائرة الشبهات، ولابد من تفسير عاجل يدرأ هذه الشبهات ويبرئ ساحة الحكام التي قذفها الغندور بحسن نية في مرمى الشك والتوجس وغياب العدل. سنسأل حتما.. كيف يمكن لرئيس لجنة الحكام أن يأخذ مثل هذا المبلغ أو ضعفه في السر أو تحت الترابيزة؟! من الذي يدفعها ولماذا؟.. وهل يعلم الآخرون بذلك باعتبار أنهم يؤدون أيضا عملا تطوعيا! إذا كان رئيس لجنة الحكام بالدف ضاربا، فماذا تتوقع أن تكون شيمة مرؤوسيه من الحكام؟! أنا أقصد طبعا رؤساء اللجان السابقة للحكام الذين تولوا هذا العمل التطوعي ويضربهم كلام الغندور في شرفهم وأمانتهم وعدلهم! لا أحرضهم على الغندور، لكني فقط أريد أن أوضح أن حكمنا الكبير أفصح عما لا يريد أن يفصح.. يدافع عن الحكام مما يسئ إلى بيوتهم، ثم يقول إنه يفضل العشرة آلاف جنيه في النور، على تأتيه في الظلام! نقول لك بصراحة وشفافية يا سيد الغندور.. هناك اتهامات بالرشوة تطال الحكام، الكبار منهم والصغار.. هناك همس موجع عن ما يدور في دورة الترقي، بل اتهام صريح من مدرب فريق بلدية المحلة بحصول تجاوزات ورشاوى يدفعها رؤساء الأندية للحكام والفرق المنافسة لتفويت المباريات أو خطف نقاطها! نقولها بصراحة أيضا يا سيد الغندور.. كلامك الخطير لو لم تنفه، وهو منشور في جريدة "المصري اليوم" أمس الأحد، يدعم اتهامات الرشوة والارتشاء، ويسئ لكل عناصر اللعبة ويضعها في مرمى النار! كثيرون يتساءلون على سبيل المثال عن سر الدقيقة قبل الأخيرة في دورة الترقي التي تفوز بها فرق معينة بصفارة حكم! معنى ذلك اننا سنشاهد فرقا في دوري الأضواء الموسم القادم جاءت بهز الجيب وشخشخته.. وعلينا حينئذ أن نتوقع مستوى هذا الدوري! معناه أيضا أن حكامنا في موضع الشبهات والشك، إلى أن يأتي نفي صريح وتحقيق عريض يبرئ ساحة الجميع براءة قوية حازمة حاسمة قاطعة.. أما الصمت واللف والدوران فسيزيد الاشاعات اشتعالا، خاصة وأن كلام الغندور جاء بمثابة البنزين المغذي لها! باقي كلام الغندور يستحق التعليق أيضا وربما شد الأذن.. إنه يصر على العشرة آلاف جنيه لأنه يقدم خلاصة خبرته وحقق نتائج جيدة.. وعندما يسئل: أين هذه النتائج، يجيب بأنه لا يقصد مستوى الحكام فهو لم يتطور والأخطاء موجودة لكنه يقصد أشياء أخرى خاصة بالحكام أنفسهم وأوضاعهم! نورنا بالله عليك.. ماذا فعلت لهم، وأعذرنا على جهلنا! يقول إنه لن يستقيل أبدا لأن الكثيرين ينتظرون استقالته.. من هم هؤلاء يا حكمنا السابق اللامع ولماذا يريدون لك أن تطير؟! يؤكد أنه لن يغير حكام المباريات مهما رفضتهم الأندية، متحدثا عن رفض حرس الحدود للحكم أحمد عودة.. أتحداك أن ترفض تغيير حكم يعترض عليه الأهلي أو الزمالك! دعني أسألك سؤالا مباشرا.. على أي عمل تستحق هذه العشرة آلاف جنيه التي تقلل من قيمتها بحكم خبرتك الكبيرة وتقول إنها لن تفرق معك لو تمت اقالتك، مع أن الحاصل أنك تخاف الاقالة فتسمح لكبار مجلس ادارة اتحاد الجبلاية بالتدخل في صميم عملك واختياراتك لحكام المباريات! لا حول ولا قوة إلا بالله.. [email protected]