لا ادرى ما الشعورالذى يفترض ان اكون عليه لو ان احدهم و صف جمال الدين الافغانى او حسن البنا بوصف لا يليق استنادا لمخالفتهم فى الفكر والتصور و ليس استنادا لحقيقه مستقره متفق عليها.. فحاول ان ينال منهم ومن تكوينهم العقلى والنفسى ... ؟؟ حقيقة لا اتصور كيف سيكون حجم غضبى ..!! ليس تقديسا لهذه الاسماء العظيمة و لكن لرمزيتهم فى الاشارةالى المشروع الكبير الذى اؤمن به و اعيش له وهو(الاسلام الاصلاحى ) واستنادا لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ...فقد شعرت بغضب واستياء شديدين مما ذكره الاستاذ محمد هلال عن الرئيس جمال عبد الناصر .. فى حديثة لجريدة ( المصرى اليوم) وقلت فى نفسى : رحم الله من جعل عقله على لسانه رقيبا .. لم الاستطراد في وادى الاذى توهما دور المؤرخين الناصحين ..؟؟ ان الرئيس عبد الناصر انتقل وافضى الى ما قدم .. و تلك امة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم .. اذن المقصود ليس الرئيس عبد الناصر الذى هو فى حقيقة الحال اكبر رمز للتيار القومى العروبى .. المقصود هو اخواننا الذين يناضلون ويجاهدون فى سبيل رفعة الامة ونهضتها - مثلنا تماما - استنادا الى الفكرة القومية.. ووجدتنى اسأل نفسى وكل من قرأ هذا الحوار (الغريب فى توقيته!!؟؟) ما الذى دفعه – سامحه الله - لقول ما قاله .. ؟؟ بل ما الذى دفعه من الاساس للتورط فى(الحكى الصحفى) بحكايات وحواديت دفنت مع الماضى... وأكثرها مختلط وغامض ولا يدل على شىء واضح و يعوزها الدليل و قوة الحجة.. وأساء فيها الى الجميع ... بلا استثناء . ولو تفكر قليلا ما النفع والخير فى هذا الكلام ...؟؟ لوجد انه ليس ثمة نفع على الاطلاق وليس ثمة خير على الاطلاق .. و لو عاد لنهج الرسول صلى الله عليه وسلم فى( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا اوليصمت ).. لما قال ما قاله .. و لشغل نفسه ووقته فى هذه السن بذكر الله كثيرا وتسبيحه بكرة واصيلا .. سائلا الله العصمة من الغواية في الرواية .. راجيا الله و اليوم الاخر .. والحقيقه اننى شخصيا عندى عقدة تاريخيه من الفترة 1949 -- 1954 .. لمعرفتى الدقيقة وشبه الكاملة بتفاصيل مرحلة ما بعد الاستاذ البنا واختيار الاستاذ حسن الهضيبى رحمهما الله.. و مرحلة الاصطدام المروع مع الضباط الاحرار .. و اعلم يقينا كم كان حجم الاخطاء البشرية ذات المنزع النفسى الموغل فى الطبيعة الادمية بكل ما فيها من طين فى صنع هذه الاحداث و سير الامور الى ما صارت اليه .. سواء مما قرأته بنفسى وهو ليس قليلا أو مما سمعته مباشرة من الاستاذ صالح ابو رقيق والحاج عباس السيسى و الاستاذ محمد الدسوقى رحمهم الله... لن نستطيع تغيير الماضى واعادة تركيبه من جديد .. لكننا نستطيع صنع الحاضر فى الاتجاه للمستقبل بعقل الراشدين وحكمة المؤمنين ونستطيع ايضا ان نأخذ على يد من يريد نسف المستقبل لصالح ماضى ( فيه نظر ) ... على انى رأيت جانبا جميلا مبشرا فى هذا الحوار (الغريب) فقد كان اشبه ما يكون بورقة عباد الشمس التى وضعت فى محلول هو(شباب الحركة الاسلامية ) فأظهرت طبيعتهم الواعيه السمحة وظهر ذلك فى استيائهم من هذا ( الحكى) وهذه (الحدوتة) المنزوعة المعنى والقيمة .. الاسبوع الماضى نشرت لى صحيفة ( المصريون) مقالا عن حاجه مصر الشديدة الان و حالا واكثر من اى وقت مضى لمفهوم ( الكتلة التاريخية ) التى تضم فى سبيكتها الصلبة كل المصريين الغيورين على مستقبل وطنهم.... اسلاميون وقوميون وليبراليون واقباط .. بعد ان صالح بينهم النضج والاكتمال فى فهم وتطبيق معنى العيش المشترك فى وطن كريم عزيز يسع الجميع و يصونه الجميع بصونهم لبعضهم بعضا واحترام بعضهم بعضا( وان لم يكن دين فهو فى خلق الرجال عظيم) وانا اعلم ان هناك(رجالا) صادقين شرفاء فى كل هذه التيارات تركوا شجرة الخلاف للجفاف بعد ان تصدعت جدران قلوبهم حزنا على حال الامة وامتلئت بالمرارة التى خلفتها خيبات الامل والرجاء في هذا الغد الجميل الذى لن يأتى الا بتوحد الكلمة و صف الصفوف .. فلنتقدم اذن جميعا للامساك باللحظه الحاضرة قبل ان يأتى علينا غد تطول فيه المعاتبة حين لا تجدى المعاتبة !! وكما اقول دائما لابد للخبز من فرن اذا ما اختمر ... وأختم حديثى برجاء مفعم بالحب والاحترام لكثيرين غير الاستاذ هلال امد الله فى اعمارهم جميعا وحفظ لهم دينهم وعقولهم وصحتهم ادعوهم فيه لتأمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنه من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ) وعرف لنا الكبر عليه افضل الصلاة والسلام( بأنه غمط الحق وبطر الناس ) ... أقول هذا و انا أكاد اسمع جيل السبعينات الذين جاوزت اعمار اغلبهم الخمسين عاما يهمس بقول الشاعر: فان يأكلوا لحمى و فرت لحومهم ** و ان يهدموا مجدى بنيت لهم مجدا و ان ضيعوا غيبى حفظت غيوبهم** و ان هم هووا غيى هويت لهم رشدا .......... ولن أزيد !!! فقط ارجوهم جميعا من اعماق قلبى لتأمل تعريف الرسول الكريم ( للكبر) وليعاذ بالله داعين الله ان يجعل لهم نورا يمشون به ... ولن يحتاج احد وقتها لترديد ابيات ايليا ابو ماضى : وعلمت حين العلم لا يجدى الفتى *** ان التى ضيعتها كانت معى . [email protected]