بات البرلماني البارز حمدي الطحان، رئيس لجنة النقل والمواصلات الأسبق بمجلس الشعب، وصاحب التقرير الأشهر حول كارثة العبارة "السلام 98"، أحدث الوجوه التي أعلنت عن اعتزامها خوض الانتخابات الرئاسية المقررة قبل نهاية العام الجاري. وقال الطحان إن ترشحه يأتي استجابة لآلاف المكالمات الهاتفية من مختلف فئات المجتمع لمطالبته بخوض انتخابات الرئاسة، وأوضح أنه سيعلن قرار ترشيحه من دائرته كوم حمادة بالبحيرى، مشيرًا إلى أنه التقى عددًا من المواطنين والمثقفين والصحفيين، لمناقشة خطة التحرك القادمة وإعداد البرنامج الانتخابي. وأعلن الطحان تأييده لأجراء الانتخابات البرلمانية القادمة بنظام "القائمة النسبية"، لتحقيق تمثيل متوازن ومتكافئ لجميع القوى السياسية والحزبية، خاصة أنه لا حجة ولا أعذار بعد إطلاق حرية تكوين الأحزاب بمجرد الإخطار. وقال إن المستقلين يستطيعون خوض الانتخابات بقائمة، موتوقعا التفاف الناخبين حول المرشحين المحترمين، واقترح ضرورة أن يكون المرشح متعلمًا وأن يكون حسن السمعة بدائرته، مؤكدا أن الشعب قادر على التفرقة بين الحق والباطل. وتوقع حصول "الإخوان المسلمين" على نسبة تتراوح ما بين 15% إلي 20% من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية القادمة، وأن تكون قيادة الأغلبية من خلال ائتلاف سياسي في ضوء ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات المقررة في سبتمبر، بينما أشار إلى أن الحزب "الوطني" قد انتهى في الواقع. وكان الطحان وهو أحد النواب القلائل عن الحزب "الوطني" الذين اكتسبوا احترام المصريين قاطع الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أواخر نوفمبر الماضي، وهو القرار الذي كان اتخذه في عام 2009م، حيث قال وقتها للصحفيين البرلمانين إنه لن يترشح لانتخابات مجلس الشعب مرة أخرى حتى لا يجد نفسه في مجلس مزور. وأضاف إن "تاريخي السياسي يرفض الإملاءات التي كان يفرضها أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب "الوطني" على الجميع"، وتابع: لقد هاجمت الحكومة والحزب "الوطني" وسياساته تحت القبة ورفضت التستر علي الفساد السياسي ورفضت رفع الحصانة عن نواب "الإخوان المسلمين" وقد واجهت تكتلات وشلل أحمد عز عند إدارتي للجنة النقل والمواصلات. وأكد الطحان أنه رفض الترشح لانتخابات مجلس الشعب الماضية لعدم ثقته في نتائج المجمعات الانتخابية وأسلوب أحمد عز في إدارة هذه العملية وإخفاء النتائج وعدم الشفافية، إلى جانب شعوره بأن مجلس الشعب في ظل "الحرس الجديد" لا يمارس دورا رقابيا حقيقيا علي أعمال الحكومة. وقال إن أغلب قرارات حكومات الحزب "الوطني" كانت تصدر دون دراسة كافية، والدليل هو إنشاء محافظتي حلوان وأكتوبر، حيث تم تعديل القرار أكثر من مرة، وأشار إلى أنه أعلن رأيه بهذا الخصوص أمام المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان السابق، وقال صراحة إن "الحكومة تتآمر على الشعب". وتوقع الطحان أن تشهد الفترة المقبلة حدوث تقدم سياسي واقتصادي كبير في مصر، استنادا إلي عظمة الشعب المصري وشباب 25 يناير، مستبعدا حدوث أي أزمات غذائية في مصر، وأكد أن محصول القمح هذا العام سيحقق رقما قياسيا غير مسبوق إلي جانب محصول البطاطس. وأشاد بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأعضاء المجلس، مؤكدا ثقته الكاملة في قيادته للبلاد خلا الفترة الانتقالية، وقال إن لديه إلماما كبيرا بكثير من القضايا الهامة المثارة حاليا علي الساحة. واتهم الطحان قيادات برلمانية وقيادات بارزة بالحزب "الوطني" وحكومة الدكتور أحمد نظيف السابقة بمحاولة طمس وإخفاء الحقائق حول غرق العبارة "السلام 98"، التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف مواطن مصري. وقال إن هذه القيادات نجحت في تأجيل مناقشة تقرير لجنة تقصي الحقائق البرلمانية حول أسباب غرق العبارة، والتي شكلت برئاسته أكثر من مرة وساعدت علي هروب صاحب العبارة ممدوح إسماعيل خارج مصر لمنع القبض عليه ومحاكمته، باعتباره المتهم الأول والرئيس وراء الحادث. وأضاف الطحان أنه كان سيعلن تخيله عن ممارسة مهمة تقصي الحقائق لولا حرصه علي إبراء ذمته أمام التاريخ، وقال إن أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب "الوطني" كان يحشد النواب المقربين منه لحضور اجتماعات لجنة تقصي الحقائق والتشكيك في المستندات التي حصلت عليها من جهات حكومية عديدة وغير حكومية، وكانت كلها توجه الاتهام لمالك العبارة الهاربة. وحول قضية جرارات السكة الحديد المستوردة من شركة جنرال الألكتريك الأمريكية، أشار الطحان إلي أن اللجنة أعدت تقريرا حول مخالفتها للمواصفات والتي رفضها لجنة السكة الحديد في البداية، ثم تمت الموافقة على استيرادها بعد ذلك. وأضاف أن اللجنة البرلمانية طلبت تشكيل لجنة من أساتذة كلية هندسة القاهرة لكن الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق رفض اعتماد 160 ألف جنية من ميزانية المجلس مقابل عمل اللجنة، وطلب من محمد منصور وزير النقل تدبير المبلغ من الوزارة فاستعان الوزير بأستاذة من جامعة عين شمس وتم حفظ التحقيق لدى النائب العام. وأشاد الطحان بالدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الحالي عندما تعامل معه كوزير للنقل لفترة لكنه قال إن هذا القطاع أشبه بالغابة لمن يدخله.