يشاهد جزء كبير من سكان الكرة الأرضية اليوم (الاربعاء) ثالث أكبر كسوف كلى للشمس فى القرن الحادى والعشرين والذى سيتم رصده من مناطق أقصى شمال غرب مصر (السلوم) والبرازيل وغانا وتوجو وبنين ونيجيريا والنيجر وشمال غرب تشاد وليبيا وتركيا وغرب جورجيا وجنوب غرب روسيا وكازاخستان وينتهى فى الحافة الشمالية لمنغوليا. والكسوف الكلى للشمس من الظواهر الهامة فى علم الفلك وبرغم أنها أصبحت من الظواهر المدروسة دراسة وافية من كل جوانبها الفيزيائية والرياضية فإنها مازالت تثير شغف علماء الفلك والجمهور من هواة الفلك لمتابعة هذه الظاهرة، التى تعد من الظواهر النادرة التى تحدث على نفس المكان كل 200 عام تقريبا وتنشأ هذه الظواهر نتيجة دوران القمر حول الأرض ودوران الأرض حول الشمس ، وتحدث فى نهاية الشهر العربى مابين فجر التاسع والعشرين وفجر الثلاثين بينما يكون مركز القمر على الخط الواصل بين مركزى الأرض والشمس (خط الاقتران). وفى مصر يشاهد الكسوف كليا فى أقصى شمال الغرب فى السلوم حيث يبدأ الكسوف الجزئى فى تمام الساعة 11 ، و20 دقيقة يتحول بعدها إلى كسوف كلى يبدأ فى الساعة 12 ، و 38 دقيقة وينتهى فى الساعة 12 و 51 دقيقة. ويصاحب ظاهرة كسوف الشمس عدد من الظواهر الحيوية حيث تقل درجة الحرارة ثمانى درجات مئوية وتظهر النجوم لامعة فى المناطق المظلمة البعيدة عن الهالة الشمسية المحيطة بقرص الشمس المظلم، وتعود معظم الطيور لأوكارها بينما تظهر الحشرات الليلية من مكامنها وعندما ينتهى الكسوف الكلى تعود الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى. وأكملت محافظة مطروح استعداداتها لمشاهدة ظاهرة كسوف الشمس فوق هضبة السلوم على الحدود المصرية الليبية فى تمام الساعة 12 ونصف ظهرا وتستمر 4 دقائق حيث تم إعداد مركز إعلامى لخدمة الصحفيين والمراسلين ومساحات للمشاهدة لمتابعة ورصد الظاهرة وخيام للاقامة إلى جانب كافة الاستعدادات الطبية ومراكز الطوارىء والإغاثة. وانتهت البعثة العلمية من المعهد العلوم الفلكية والجيوفيزيقية برئاسة الدكتور عبد الفتاح جلال رئيس المعهد السابق ورئيس اللجنة العلمية للكسوف من تثبيت أجهزة الرصد واجراء الاختبارات والارصاد التمهيدية استعدادا لرصد الكسوف. كما توافد على المدينة عشرات من علماء الفلك والأرصاد الجوية من مختلف دول العالم لمتابعة ظاهرة كسوف الشمس حيث يتضمن البرنامج العلمى لهم إجراء دراسات تفصيلية والتقاط صور عالية الدقة للأقراص الخارجية لجو الشمس (الهالة الشمسية) والتى لها تأثير مباشر على بعض أوجه الحياة على الارض والغلاف الجوى والبيئة الفضائية بصفة عامة. واستعد فريق علمى من علماء الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية الجيوفزيقية لرصد ظاهرة الكسوف الشمسى من مرصد حلوان حيث تتم رؤيته جزئيا فى جميع أنحاء مصر وبداية الكسوف الجزئى على مدينة القاهرة ستكون فى الساعة 11 و29 دقيقة ويصل إلى نقطة المنتصف الساعة 12 و 46 دقيقة ينتهى الساعة 14 و ست دقائق. من ناحية أخرى .. يولد هلال شهر ربيع للعام الهجرى الحالى (1427) فى تمام الساعة 12 و 15 دقيقة ظهر اليوم وهذا التوقيت يوافق مركز الكسوف الجزئى للشمس بالقاهرة. والكسوف الكلى والحلقى نادرا الحدوث فى المتوسط حيث يحدث مرة كل ثلاث أو أربع سنوات فى أماكن متفرقة من الكرة الأرضية ولكنه يتكرر فى نفس المكان مرة كل 200 عام تقريبا ولن يرى فى سماء مصر مرة أخرى إلا فى عام 2027 م فى منطقة وداى الملوك بالأقصر. والكسوف الذى سيحدث يوم غد يرى جزئيا بنسبة تتراوح مابين 69 فى المائة و84 فى المائة من جنوب غرب مصر إلى شمال شرقها بينما تصل نسبته فى مدينة مطروح 97 فى المائة وفى القاهرة 87 فى المائة. والراغبون فى متابعة ظاهرة الكسوف الكلى للشمس ينبغى عليهم ارتداء نظارات خاصة أو استخدام قطع من الزجاج المعتم أو أفلام أشعة إكس تعرضت للضوء قبل استخدامها لحماية عيونهم عند متابعة هذه الظاهرة ولا خطورة من هذا الكسوف على المواطنين او قيامهم بأعمالهم العادية سواء داخل المبانى أو فى الشوارع طالما يتم التعامل معها بما يتناسب مع خطوات حدوثها. ويفتح المعهد القومى للبحوث لفلكية والجيوفيزيقة أبوابه اليوم لاستقبال الجمهور وهواة الفلك الذين يرغبون فى متابعة الكسوف الجزئى للشمس من مقره بحلوان بعد الساعة العاشرة صباحا.. كما المعهد خصص خطا تليفونيا برقم 5549780 للرد على تساؤلات الجمهور واستفساراتهم حول كل ما يتعلق بهذه الظاهرة.