تقدم أستاذ بكلية الزراعة جامعة المنيا بمذكرة عاجلة إلى الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء يطالبه فيه بسرعة التدخل وإصدار قرارات رادعة لوقف التعديات الجارية على الأراضي الزراعية والتي تهدد بالقضاء على الثروة الزراعية في مصر في ضوء تسارع وتيرة البناء خلال الشهيرين الأخيرين. ودق الدكتور محمد أحمد شريف أستاذ الأراضي بكلية الزراعة جامعة المنيا في مذكرته التي أرسل إلى "المصريون" نسخة منها، ناقوس الخطر من تآكل الرقعة الزراعية في مصر، في ضوء غياب دور أجهزة الحكم المحلي في رصد مخالفات البناء، ما أدى إلى فقدان ما لا يقل عن 12-17 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية خلال شهرين، وهو ما يخصم بالتالي من الإنتاج الغذائي ويزيد من حجم ما تستورده مصر من غذاء. وطالبت المذكرة رئيس الوزراء بتفعيل دور إدارات الحكم المحلي في رصد هذه التعديات، وأن يتم استصدار قرارات رادعة في مواجهتها، حتى وإن كانت قرارات يصدرها الحاكم العسكري مثلما حدث أثناء رئاسة الدكتور كمال الجنزوري مجلس الوزراء، لإزالة التعديات، ووقف مخالفات التعدي الجديدة على الأراضي الزراعية التي فيها مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة. وكان أستاذ الأراضي بكلية الزراعة جامعة المنيا عبّر عن صدمته من حجم الأراضي الزراعية التي البناء عليها خلال فترة وجيزة بعد قيام الثورة، خلال مروره بعر الطريق من القاهرة إلى جمصة عبر محور المنصورة الجديد، ثم من المنصورة إلى المحلة الكبرى، ليس في عددها أو عدد الطوابق التي تم تشييدها وتشطيبها، لكن في المساحات التي تم استقطاعها في كل حالة على حدة. ودفع هذا الخوف على مستقبل الثروة الزراعية إلى دعوة رئيس الوزراء لاتخاذ إجراءات سريعة وفورية ورادعة لوقف هذه التعديات، خاصة وان هناك هناك من أغراهم عدم تحرك أجهزة الدولة لإزالة هذه التعديات في هذه المناطق إلى القيام بتعديات جديدة تبدأ الآن من تخطيط وحفر وعمل سملات في قلب الحقول وما بها من محاصيل قمح وبرسيم. وروى خلال مشاهدته على الطبيعة كيف أن عملية البناء تتم بسرعة لحد أنه يمكن رؤية البرسيم والقمح داخل حجرات هذه التقسيمات والمباني الجديدة، ورؤيته لمنطاق يجري بها أعمال وإنشاءات لقطع متجاورة لعدد غير قليل من المنازل ومحطات الخدمة والمخازن وغيرها، الأمر الذي قال إنه يشعر المار بأنه في منطقة 6 أكتوبر أو العبور "مشروع إبني بيتك" والذي يسارع فيه كل حاجز أن يُتم البناء على قطعة الأرض التي خصصت له قبل سحب الأرض منه. وساق الأرقام التي رصدتها مديرية الزراعة بالغربية قسم إدارة حماية الأراضى من حالات التعدى على الأراضى الزراعية بمراكز المحافظة فى الفترة من 25 يناير وحتى يوم الأحد الموافق 27 مارس الماضي، والتى بلغت 12186 حالة تعدٍ، حيث بلغت عدد حالات التعدى على الأراضى الزراعية بمركز طنطا 1573 وفى المحلة الكبرى 769 حالة وفى مركز سمنود 560 حالة تعدٍ، وفى مركز السنطة 2228 حالة وبمركز زفتى 2426 حالة وبمركز كفر الزيات 1444 وبمركز قطور 1878 حالة، فى حين بلغت حالات التعدى بمركز بسيون 1308 حالات، وقامت مديرية الزراعة بإزالة 219 حالة تعدٍ فى حين مازالت حالات التعدى تبلغ أكثر من 11967 بواقع 644 فداناً و3 قيراط و12 سهماً. وقال إنه إذا تم إستقطاع 500 -600 فدان فقط من الأرض الزراعية في كل محافظة من محافظات مصر، فإن هذا يعني أننا فقدنا ما لا يقل عن 12-17 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية خلال شهرين، سوف نستورد – بالإضافة إلى ما نستورده حاليًا- مقدار ما تنتجه هذه المساحة من الأراضي في كل عام من الأعوام التالية.