"إذا دعمت إسرائيل السيسي فإنها لن تسبب له إلا الإزعاج"، هكذا حذرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية من إظهار إسرائيل الدعم للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المستقيل بعد إعلانه عزمه الترشح لانتخابات الرئاسية في خطاب متلفز مساء الأربعاء. وقال الصحيفة إن "صاحب البيت الجديد في القاهرة من المتوقع فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة وبكل سهولة"، إلا أن "الأمر لن يكون شهرًا للعسل مع مصر، لكن وبإدارة صحيحة يمكن للاستقرار أن يعود إلى حدود إسرائيل الجنوبية"، المتاخمة لشبه جزيرة سيناء. وذكرت الصحيفة أن الجنرال المصري أعلن عن استقالته من منصبه ونيته الترشح في الانتخابات القادمة، الأمر الذي كان متوقعا منذ عدة شهور، وتجسد الآن، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن الإعلان عن الأمر لم يكن متعجلا أو متسرعا، فالسياسة المصرية تحب التحركات التي تحتاج لفترة طويلة من الإعداد وتنفيذها في الوقت المناسب. واعتبرت أن طريقة إدارة السيسي للأمور منذ الإطاحة بالإخوان تسمح برسم خيوط للرجل الذي سيؤثر أكثر من أي شخصية أخرى على المجال الجغرافي والسياسي، هذا المجال الذي ستشطر إسرائيل المناورة به؛ موضحة أن السيسي مثله مثل الرئيس الأسبق حسني مبارك "وربما أكثر منه ليس صديقًا لإسرائيل، أو للولايات المتحدة ومن الصعب أن نجد له حليفًا طبيعيًا خارج القاهرة". ووصفت الصحيفة السيسي بأنه "رجل وطني من النوع الذي عرفته مصر منذ منتصف القرن السابق، فهو منذ توليه السلطة أصبح التعامل مع إسرائيل بما يتفق مع المصلحة الوطنية والقومية لمصر، وهو في نفس الوقت يسمح بانتقاد شديد لإسرائيل كما يعلن عن عمليات التجسس الإسرائيلي في توقيت ملائم ليؤكد للشعب المصري أنه ليس حليفًا لتل أبيب أو واشنطن". ولفتت إلى أن "المنظومة الاقتصادية المصرية مجمدة منذ إسقاط مبارك، وستتحرك من جديد عندما يكون هناك صاحب بيت في القاهرة يعلن ويوضح أنه سيعيد النظام للشوارع والمصداقية لمؤسسات السلطة". وتابعت الصحيفة: "لابد لتل أبيب من التعامل مع الرئيس السيسي عبر منظور مزدوج، هو المصالح والاستقرار، سيكون هناك صعود وهبوط في العلاقات مع القاهرة، ستكون هناك أزمات وأحيانا نجاحات، وفي كل الأحوال لابد من الحذر؛ فلا يجب إظهار الدعم للرئيس المصري لأن هذا الدعم سينقلب عليه وعلى حكومته في الشوارع، لكن وفي نفس الوقت لا يجب أن تتدهور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب". ورأت أنه "من المهم جدا ألا نطالب يهود الولاياتالمتحدة والمنظمات التابعة لهم بإظهار الدعم للجنرال المصري، فالدعم من قبل إسرائيل أو من قبل واشنطن لن يكون هدية مقبولة في القاهرة، وعلينا أن نسأل أنفسنا ما هي مصلحة النظام الحاكم في مصر بكل لحظة، وكيف تتسق تلك مع مصالحنا، التعامل بحكمة سيضمن الاستقرار على جبهتنا الجنوبية، وهو الأمر الذي نفتقده مؤخرا والذي يمكن للسيسي تحقيقه".