(1) يستطيعون اختطاف الكلمات من فم السياسي قبل أن يُنهي خطابه .. ويزايدون عليه بطريقة يخجل أن يفعلها الإعلام الرسمي ! (2) يكثرون بالأزمات .. بشكل يدعو للاستغراب . هم في الغالب بلا موهبة حقيقية .. إلا إذا اعتبرنا أن (الصراخ ) موهبة ! بمناسبة ، وبدون مناسبة ، يريدون أن يثبتوا ولاءهم. كل أزمة ، هي بالنسبة لهم ، فرصة للانقضاض على الخصوم ، وكسب مكاسب جديدة . (3) ليست لهم ملامح واضحة ! يأتي أحدهم بلحية فتظنه إسلاميا .. والإسلام بريء منه . ويأتي الآخر ( بلا شوارب ) فتظنه ليبراليا .. والحرية – بكافة لغاتها – بريئة منه . فلا اليمين لديهم : « درب الغانمين » .. ولا اليسار عندهم : درب الأحرار . جميعهم ينتمون لتيار ( اللي تكسب به ألعب به) ! (4) جاهزون لغناء أي لحن جديد .. طالما هو اللحن المفضل على المسرح السياسي .. المزعج ، أنه رغم رداءة أصواتهم ونشازها ، تجد طائفة من الناس تُعجب بغنائهم ! هل هي رداءة في الذوق العام ؟ أم أنها قلة في الوعي ؟ أو أن الجمهور : أحمق ؟! (5) يستطيعون – وبمهارة ووقاحة – تفصيل تهمة مناسبة لخصمهم ! ولا يهمهم إن تناقضت التهم : مرة تغريبي ، ومرة إرهابي ، ومرة خائن .. ولديهم القدرة على تفسير صمته .. أكثر من تفسير كلماته! ويدّعون العلم بما يدور في نفسه .. الشريرة ! (6) لا تظن أنهم مثل هؤلاء المرتزقة الذين يتم جلبهم للقيام بالحروب القذرة بدلا عن الجيوش النظامية ، مقابل مبلغ مالي . لا .. هؤلاء : حروبهم مختلفة .. وأكثر قذارة .. ويتطوعون بالقتال دون أن يُطلب منهم ذلك ! (7) انتبهوا .. فهذا الوقت المناسب لخروجهم من المستنقعات! محمد الرطيان الصوت والسوط ! محمد الرطيان [email protected] أكثر ما يخيف النظام العربي – هذه الأيام – أن المواطن العربي البسيط كسر حاجز الخوف ... تخيّلوا : خوفنا هو أمانهم الوحيد ! كان المواطن – المغلوب على أمره – يخاف من ظله .. لعل هذا الظل يعمل في أحد الأجهزة الأمنية ! حتى أن الشعوب العربية أصبحت تبتكر الأمثال الفنتازية المرعبة – وصارت تؤمن بها – مثل ( الجدران لها أذان ) و مصطلحات مثل ( رموه وراء الشمس ) ! كأن من شروط ( هيبة ) الدولة العربية : رعب المواطن منها . أي دولة تلك التي تبني هيبتها ومجدها على خوف مواطنيها منها ؟! هل تستحق أن توصف بأنها : دولة عصرية ومتحضرة وحرة ؟! ألا يعلمون أن الدولة التي تحكم مجموعة من الجبناء هي في الأصل دولة جبانة ؟!.. دولة تخاف من الداخل أكثر من خوفها من الخارج .. ولا تملك القدرة – أو الأدوات – لمجابهة الخارج أبدا ً . منذ نصف قرن والكثير من الدول العربية ( تتحجج ) ب ( المعركة ) و ( العدو الصهيوني ) و ( الظرف التاريخي الدقيق ) ... وعلى الطرف الآخر : إسرائيل تعيش حياتها ، ويتطور اقتصادها ، وتصنع وتنتج وتصدر ، وتكبر ، وكل فترة تنتخب رئيسا ً جديدا ً ، ومواطنها يعيش بجنة الحرية ويستطيع أن يحاكم رؤسائه ويرسلهم إلى السجون عند أقل خطأ ، ولم يجد هذا المواطن من يتبجح ب ( المعركة ) و ( الظرف التاريخي الدقيق ) وبقية الهلس الذي توزعه الأنظمة العربية على مواطنيها ! .. رغم أنها تواجه عدة دول في الخارج ، وفي الداخل تواجه نضال الشعب الفلسطيني الذي يحاول أن ينتزع حقوقه المشروعة . في النهاية – كمحايد – أي نظام هذا الذي يستحق احترامك : هذا الذي يقاتل على عدة جبهات – وهو في الأصل كائن مشوّه – ورغم هذا لم ينسى حقوق مواطنيه ؟.. أم تلك الأنظمة التي تتحجج بالمعركة ولا توجد أي معركة منذ أربعة عقود ، وتكتم ( صوت ) المواطن .. لأنه ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) ؟! ستصل إلى نتيجة : إلى أن الدولة القوية الحرة هي تلك التي تحكم مواطنين أقوياء وأحرار .. أما دولة العبيد ، فلم – ولن – تنتصر أبدا ً !