5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب «المحظورة» الفاسد
نشر في صباح الخير يوم 09 - 11 - 2010


أشرف على الملف : مها عمران
اعد الملف :محمد عبد الرحمن - زين ابراهيم - مى كرم - هايدى عبد الوهاب
امانى زيان - محمد عاشور - نهى العليمى - لميس سامى
ما الذي يدفع إلي رفع الشعار الديني واستخدامه في الدعاية الانتخابية من جانب من يطلقون علي أنفسهم صفة المستقلين، ولكنهم يعلنون انتماءهم الواضح لجماعة ظلامية.. جماعة الإخوان المحظورة.. بغض النظر عن الحظر القانوني لاستخدام الدين في الدعايات السياسية والحظر الدستوري للنشاط السياسي علي أساس المرجعية الدينية؟
سألنا السياسيين والمثقفين والفنانين من النخبة فأجابوا بأنه خداع للناس وتدليس باسم الدين من أجل السياسة.
الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق يقول: «مثل هذه الشعارات الدينية تدعو لتقسيم المجتمع لأكثر من فئة وليست من مصلحته إطلاقًا.. فالشريعة الإسلامية هي التي تحكم النظام المصري ولكن عندما تتقدم مجموعة أو حزب، فيجب أن يوضحوا هذا المنهج من النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية كإطار لهذا الحزب أو الجماعة، فإذا كانوا يريدون منهجا إسلاميا فلماذا لا يقدمون البرنامج نفسه؟! هم عندهم برنامج المفروض أن يركزوا عليه وليس علي الشعار وإلا فليتقدم الأقباط بشعار «الإنجيل هو الحل»، ويجب أن يقدم الإخوان ماذا سيفعلون لتعظيم الناتج القومي أو لخدمة النواحي الاجتماعية الخاصة بالمجتمع، أو كيف ستتم مواجهة الفقر ومساعدة الفقراء وتصبح هذه هي الشعارات التي يتقدمون بها «لنعظم الإنتاج» و«لنستثمر الأموال» وليقدموا القواعد التي يضمنها منهجهم، فالعقائد لا مناقشة فيها لأن لها قواعد في النقاش، أما المناهج فتختلف من رأسمالي لاشتراكي لإسلامي.. وهناك قواعد مشتركة في جميع الأديان من عدل اجتماعي واحترام للعمل وتسامح.
وأضاف الدكتور عبدالعزيز: «عندما رُفع من انتخابات نقابة التجاريين شعار «الإسلام هو الحل» سألتهم هل معني ذلك أن الأقباط يمشوا؟! أم أحجر علي الأقباط وأدفعهم للاعتراف بمقومات الشريعة الإسلامية.. هناك تناقض ونحن في مجتمع يحترم كل الطوائف الموجودة.. وأنا عندما دعيت للمنهج الإسلامي في الاقتصاد عندما حدثت الأزمة المالية، وكانت المؤسسات المالية والبنوك الإسلامية أقل تضررًا بأحداث الأزمة دعيت إلي قواعد وطرق متعلقة بالمنهج الإسلامي الاقتصادي لحماية مصالح البنوك حتي أن البابا قال: «انظروا للمنهج الإسلامي في البنوك وادرسوه فالحديث عن المنهج شيء، وفرض شعار «الإسلام هو الحل» علي الناس شيء آخر تمامًا، ولكن «كلٌ يغني علي ليلاه».

د. عبد العزيز حجازى
موقف غير مفهوم
تؤكد الدكتورة زينب رضوان أستاذ الفلسفة الإسلامية وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ووكيل مجلس الشعب وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن شعار «الإسلام هو الحل» غير مقبول في دولة إسلامية، وأن يتصور إنسان أو جماعة احتكار الإسلام لنفسها فهذا أمر مرفوض، ثم إن هذه الفكرة وهذا الشعار يأتي من مواجهة دولة إسلامية دستورها ينص في المادة الثانية منه أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر والأساس التشريعي!! هذا كلام مغلوط ولا يرفع ضد شعب كله أو الأغلبية العظمي منه مسلم، ويُعد منارة للإسلام بما يضمه من الأزهر الشريف وعلمائه وأعضاء الجماعة.. تصوروا أنفسهم يملكون الإسلام بمفردهم كأنهم أمام غير مسلمين. وأضافت: إن الإخوان سموا أنفسهم بالإخوان المسلمين أيام حسن البنا علي أساس أننا متفقون في فكر كأخوة مصريين ثم يجمعنا الإسلام ويميزنا عن سائر المجموعة الكبيرة المنتشرة في الإسماعيلية.
لكن أسمع اليوم «الإسلام هو الحل»!! أمام من؟! أمام مسلمين؟! أمام علماء الأزهر؟! أمام هذه الدولة الإسلامية العظيمة!! إنه كلام غير مقنع.. وإذا كان عندهم حل.. لماذا لا نعرفه لماذا لا يقدمونه لنا لنستمد منه قوانينا للمصلحة العامة لنا؟! كلامهم لا معني له وأرفض أي جماعة تحت أي مسمي تعلن أن الإسلام حكر عليهم أو هي الجماعة المسلمة فماذا نحن؟! وكيف يصنفوننا؟!
وتضيف الدكتورة زينب قائلة: ليس هناك أفضل مما هو مطبق الآن من تشريعات وليس هناك فضل وإذا كان عندهم فليبرزوه.
وعن الناس الذين تتم مغازلة شعورهم تحت هذا الشعار الديني.. تقول الدكتور زينب رضوان: «أقول لهؤلاء الناس الذين يعتقدون أن من يحمل هذا الشعار هو «بتاع ربنا» هل أنت «بتاع الشيطان»؟! كلنا مسلمون والإسلام ليس حكرًا علي أحد».
وتؤكد الدكتورة زينب رضوان: موقف من يحملون هذا الشعار أيضًا غير مفهوم وغير واضح سواء مع غير المسلمين أو بالنسبة للمرأة الذين يؤكدون أنه لا مكان لها سوي البيت ثم يرشحونها لتدخل الانتخابات فهم يفعلون شيئا ويضمرون شيئا آخر، وفي اللحظة التي سيجدون عندهم القوة سيخرجون ما بداخلهم من رفض للآخر الذي علي غير دين الإسلام حتي عندما تناقشهم يحولون النقاش إلي نقاش في العقيدة، وهو نوع من التناقض والسفسطة.

د . زينب رضوان
إهانة لكل المصريين
وتري الدكتورة زينب رضوان أستاذ الفلسفة الإسلامية أن ما يفعله الإخوان المسلمين من اتخاذ شعار «الإسلام هو الحل» إهانة لكل الشعب المصري لأننا جميعًا مسلمون، وتقول: «نرد عليه نحن مسلمون مثلك ونعلم أكثر منك ولكن إذا كان عندك شيء من الحل كبرنامج قدمه وعرفه لنا وإذا عندك كان مخالفًا لما نطبقه لا مانع من تطبيقه، ولكن أين هذا البرنامج؟ وأين الحل الذي تملكه ولا نعرفه، وإذا كان عند هؤلاء الجماعة شيء كانوا قدموه ونجحوا فيه، ولكن الواضح جدًا أنهم لا يملكون شيئًا سوي التشبت بالشعار دون أي حلول يستطيعون تقديمها للمناقشة».
ويؤكد الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشوري أنه لا يملك أي مسلم احتكار شعار دين واحد، فالإسلام له ولي ولغيرنا من المسلمين وعندما نقول إن الإسلام هو الحل معني ذلك أنه إذا استعصت الحلول فهل هذا يعني أن نرجع الفشل للإسلام، ويري الفقي أن الزج بالدين الإسلامي الحنيف في معترك الحياة السياسية هو إساءة كبري للدين، فضلاً عن أن استخدام الشعارات الدينية يفتح الباب للأديان الأخري، فنتوقع في يوم أن نري شعار اليهودية هي الحل أو المسيحية هي الحل ففتح الباب سيحول المعركة من سياسية تنافسية لمعركة دينية، فالشعارات الدينية شعارات استبعادية تؤدي إلي استبعاد مجموعة من المواطنين بسبب الدين، ومن هنا تكمن الخطورة فعندما يسمع مواطن مسيحي شعار الإسلام هو الحل، فهذا سيؤدي إلي استنفار مشاعره، فالدين كالماء النقي والسياسة كالزيت الملوث وخلطهما إساءة كبيرة للدين وتقليل من عظمته وقدسيته.
ويشير الفقي إلي أن إصرار الجماعة علي استخدام الشعارات الدينية علي الرغم من قرارات اللجنة العليا للانتخابات هو دليل واضح علي عدم وجود برنامج لهم، حيث تري الجماعة أن الشعارات الدينية براقة تخدع المواطن البسيط وتسرق مشاعره الروحية، فالشعب المصري معروف بتدينه الفطري وطيبته.

د مصطفى الفقى
وهو مجرد توظيف سهل للوصول لقلوب الناس ولو أنهم يمتلكون برنامجًا حقيقيا ما كانوا لجأوا لهذه الشعارات.
ويري الدكتور وحيد عبدالمجيد أن موضوع الشعارات الدينية محاولة لتأكيد الإخوان علي أنهم مازلوا قادرين علي خوض الانتخابات وهي دلالة صريحة علي عدم قدرتهم علي تقديم رؤية واضحة للمستقبل، حيث يتم اختزال الموقف في مجرد شعارات تخاطب عواطف المواطنين بدون رؤية واضحة أو برنامج واضح.
ويشير عبدالمجيد إلي أن العملية الانتخابية أثبتت أنها لا علاقة لها بالشعارات، فغالبية من يدلي بصوته هم الطبقات الدنيا ويذهبون لمعرفتهم بالأشخاص وليس لمجرد الشعارات، وأكثر ما يعنيهم هو الخدمات، لذلك فالشعارات لم تعد مؤثرة ويلجأ إليها الإخوان لمداعبة مشاعر المواطنين البسطاء.
د. وحيد عبد المجيد
ويضيف عبدالمجيد أن برنامج الإخوان هو مجموعة من برامجهم السابقة، وهي أقرب لإعلان مواقف وكلها تبدأ بكلمة «ينبغي» مشيرًا إلي أن البرنامج الحقيقي لأي مرشح لابد أن يضمن تقديم حلول ومقترحات للمشاكل الموجودة ووضع خطة زمنية لحلها لكنهم يقدمون كلاما عاما، وشعارات براقة بهدف جذب المواطنين لهم.
ويقول «نبيل زكي» المتحدث الرسمي وأمين الشئون السياسية لحزب التجمع.. أن استغلال الإخوان المسلمين لشعار «الإسلام هو الحل» هو خداع للناخبين لأنه محاولة ادعاء أنهم المدافعون عن الدين وهم الذين يحتكرون الفهم الصحيح له.
د نبيل زكى
ومن هنا يتسني لهم الهرب من عمل برامج اقتصادية، واجتماعية، وثقافية.. كما يفعل التاجر الذي يتصور أن «الزبون» يفضل سلعة معينة فيحتكرها ليطرحها في الأسواق ويكون هو الرابح الوحيد.. كما أن هذا الشعار يلغي تكافؤ الفرص بين القوي السياسية والمرشحين.. فعندما نقول أننا نمثل الإسلام فبالطبع هذا يعني أن الآخرين خارج دائرة الإسلام، وهذا إلغاء للآخر ونحن مجتمع تعددي، أي أن به تعددية سياسية، وفكرية وثقافية ودينية أيضاً.. ولذا يجب أن يكون لها احترام لدي الآخرين.
وأضاف نبيل زكي: يجب أن نحافظ علي قدسية الدين ولا نقحمه في المعترك السياسي، وما حصل عليه الإخوان المسلمين باسم الدين حتي الآن هو استغلال لمشاعر المواطنين الدينية وبدون هذا الشعار لن يحصلوا علي شيء.
فأين برنامجهم الانتخابي واهتمامهم مثلاً بعلاقة القطاع العام بالخاص، المجالات المطلوب الاستثمار بها، علاقة العمال بصاحب العمل أو المصنع.. فكل هذا به غموض في موقفهم.. كما أن الدستور حذر من قيام أحزاب علي أساس ديني، وبالتالي وجودهم غير شرعي، لأن المفروض أن المنافسة بين برامج سياسية وليس بين شعارات.. كما أننا لا نتنافس من هو الأقرب إلي الله، أو من هو الأكثر دينا، فهذا لا يحكم به ولا يعرف ما بالصدور إلا الله.
وأكد أن الإسلام دين وليس سياسة والمقصود من المادة، الثانية بالدستور أن الإسلام دين الأغلبية وهذا واقع يجب أن نعتز به، ولكن البرلمان ليست له علاقة بالشعارات.
والمقصود أن نري مصالح الناس ونحل مشاكلهم فإذا استمر الحال علي استخدام هذه الشعارات، غدا ستكون هناك «المسيحية هي الحل» و«اليهودية هي الحل» وستحدث صراعات دينية وينقسم المجتمع وهذا ما تريده الدول الخارجية.
فتكون مثل إسرائيل دولة يهودية، وتعود للقرون الوسطي وعصور الظلام وهم ليسوا أوصياء من عند الله علي الدين فالدين لله والوطن للجميع.

د مصطفى علوى
أما الأستاذ الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشوري فيقول: أن هذا الشعار يتناقض تماماً مع قواعد الدستور، فنحن دولة مدنية ولسنا دولة دينية ومسألة الأصل أو العرق أو الدين أو حتي الإقليم ليس له أي دخل في حياتنا.. فنحن دولة مدنية مواطنوها متساوون في الحقوق والواجبات.. ولا يجب أن نستخدم الشعارات الدينية لعدم خلق صراعات أو فتنة.
أما بالنسبة لما يتردد علي أن الشعار لا يتنافي مع المادة الثانية في الدستور فهذا كلام غير صحيح لأن هذه المادة تتحدث عن المبادئ العامة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع وليس السياسة، كما أن مبادئ الدين الإسلامي لا تتعارض مع مبادئ القانون الدولي العام أو المبادئ الإنسانية عموماً في كل شيء سواء واجبات أو حقوق.
والمبدأ الأعظم في الإسلام وهو «لا إكراه في الدين» فلماذا نتلاعب باسم الدين، ويجب علي الناخب أن يعي تماماً من الذي سيوضع اسمه في صندوق الاقتراع، وأصحاب هذا الشعار حصلوا في الخمس سنوات الماضية علي 88 صوتاً في البرلمان ولم نر لهم أي أثر أو نحس بأداء متميز أو خاص وربما لو كان أداؤهم أفضل لكان وضعهم اختلف، ولكن هذا لم يحدث فلذلك يجب أن يفكر الناخب في هذه المسألة.
كما أن باقي الأحزاب السياسية كحزب الوفد، والتجمع يجب أن يكون وجودهما في الشارع أقوي وأن يقتنع الناس بهما.
وأيضاً الإعلام يجب أن يكون له دور لتوعية المواطنين وحثهم علي الذهاب للتصويت للأحق. كما أن وجود مجموعة كبيرة الآن من الشباب ضمن المرشحين يجب أن يخلق جواً من التغيير. وحذر د. جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة بوزارة الثقافة من خطورة ما يفعله الإخوان المسلمين في المجتمع حيث ينسفون بأفكارهم المتطرفة فكرة الوحدة الوطنية ويتجازون إلي فكرة الدولة الدينية التي تنحاز بدورها إلي فئة معينة علي حساب بقية فئات المجتمع، فضلاً عن إثارة التمييز بين أفراد المجتمع.
د. جابر عصفور
وأضاف أن الإخوان عندما يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» في أية انتخابات يخوضونها فأنهم يبغون خداع الناس البسطاء حتي أن تسميتهم بالإخوان المسلمين هي أصلاً عبارة عن شكل من أشكال التمييز فكلنا مسلمون وإخوان، ولهذا فأننا نتساءل لماذا يقصرون علي أنفسهم هذه التسمية ويستبعدون بقية فئات المجتمع.
وطالب عصفور بزيادة الوعي لدي الناس بهذه المفاهيم الخاطئة وأن يلعب المثقفون ورجال الإعلام دوراً في توعية الناس بما يقوم به الإخوان من أخطاء وخطايا في حق المجتمع وأن يتم اتهام الناس البسطاء بأن الدين للجميع وأنه لو وصل الإخوان المسلمين إلي الحكم فمعني ذلك كارثة علي مصر وستصبح وقتها مثل أفغانستان وإيران وبقية البلاد التي يحكمها نظام ديني، مع العلم أن الإخوان لديهم حلم كجماعة وهو أن تصبح وريثة للخلافة الإسلامية وليس حكم مصر فقط، وأفكارهم مبنية علي إلغاء المواطنة والتمييز بين المسلم والمسيحي وأن الإخوة في الدين فقط.
وقال د. جابر عصفور أن وجود الإخوان المسلمين في الحياة السياسية أمر خاطئ وضد الدستور لأن الأخير ينص علي عدم وجود أحزاب دينية، وبهذا فوجودهم باطل وحكاية أنهم جماعة وليس حزبا كلام فارغ لأنهم ببساطة يتصرفون تصرف الأحزاب ويضحكون علي الناس ويتشدقون بأفكار متطرفة ينبغي التصدي لها.
واختتم عصفور حديثه قائلاً: إن الحل الوحيد أمامنا هو اللجوء للدولة المدنية التي ينبغي أن نشير إلي أنها تحترم وتحمي حرية العقائد ولا تلغي أحداً، ويقيني أن الدولة المدنية هي وسيلتنا لمناهضة الأفكار المتطرفة التي تضعف المجتمع وتفت من كيانه ولابد أن نتخذ قرارا واضحاً بأننا دولة مدنية وأن نسعي لتغيير المادة الثانية من الدستور ووقتها سنستطيع التعامل مع الأفكار المتطرفة وعلي رأسها أفكار الإخوان المسلمين الأشد خطراً علي المجتمع.
الإسلام هيحل إيه؟!
ويرد مصطفي الطويل الرئيس الشرقي لحزب الوفد علي شعار الإسلام هو الحل قائلا: لا أفهم مغزي هذا الشعار هو احنا لسنا مسلمين.. بالطبع لا نحن مسلمون ولكن لا نلعب علي وتر الإسلام لدي الناس البسطاء لنكسب أصواتهم وثقتهم لتحقيق مكاسب سياسية وكل من يلجأ لهذا الشعار في نظري هو غير أمين أو نزيه لأنه يستغل الدين في تحقيق المكسب ثم إن «الإسلام هو الحل» يبقي شعارا فأين المضمون وما الأشياء التي سيحلها الإسلام هل الإسلام سيقضي علي الغلاء، البطالة، أزمة المواصلات وأزمة الإسكان، «هيحلها إزاي يعني مش فاهم» أنا أري أنها عملية تحايل علي الناس البسطاء بشعار الدين، وللأسف معني ذلك أن الدين «يستغل» بهذا الشعار الذي لن يحل ولن يربط».

د. مصطفى الطويل
ثم إن الدين يهذب الأخلاق والمعاملات ويقوم الناس ولكنه لا يحل مشكلاته وأزمات المشكلة أننا شعب عدده كبير ويحتاج إلي إنتاج، فنحن شعب غير منتج إذا تكافلنا وأنتجنا ستحل جميع مشاكلنا بلا شعارات.
وأضاف إن «الإسلام هو الحل» شعار جذاب تستغله الجماعة المحظورة «الإخوان المسلمين» لكسب ثقة الناس بالناحية الدينية فدائما معروف أنه «الدين أفيونة الشعب» وعندما يتكلم أحد عن الدين أو في الدين أو باسم الدين إذن هذا الفرد «بتاع ربنا» ولازم نضرب له تعظيم سلام.. مفروض ألا نخلط الدين بالسياسة مثلما قالها «مصطفي النحاس» لحسن البنا، فلا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، وكفاية تزييف وتزوير باستخدام الدين حتي يتجمع العديد حول هذه الكلمة وفي النهاية لن يحل لهم الإسلام شيئا.. فمن يدخل الانتخابات يدخل ببرنامج قوي يثق أنه من خلاله سيكسب ثقة الناس وليس بالشعارات لأنها قناع سرعان ما يسقط لتظهر الحقيقة وهم أي الإخوان علي دراية بأنهم إذا تخلوا عن هذا الشعار لن يفوزوا.
سياستهم اللف والدوران
وقال حسين عبدالرازق عضو مجلس رئاسة حزب التجمع: لدي رأي واضح وصريح تجاه الشعار وهو أن إدخال الدين في السياسة خطيئة، فالدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه ثم إن الدين وما فيه أمر مسلم به ولا جدال فيه أو عليه، أما السياسة وشئون الحكم والأحزاب فتقوم علي الاختلاف والصراع والموافقة والرفض وإدخال المقدس فيه فيما هو مدني وواقعي أمر يضر بالدين لأنه لا جدال في الدين والأحكام السياسية تحتاج إلي مرونة في اتخاذ القرارات.. أنا ضد قيام حزب ديني وقول الإخوان إنهم لايدعون لدولة دينية به نوع من الخداع لأن في برنامجهم لمبادرة المرشد العام في مارس عام 2004 ثم في برنامج الحزب الذي طرحوه لعمل حزب للإخوان وقاموا بإرساله إلي أكثر من 50 شخصية أنا أحدهم وكانوا يدعون لدولة دينية ولابد أن كل القوانين تتفق مع الشريعة الإسلامية،
حسين عبدالرازق
وأن تكون هناك لجنة كبار العلماء من رجال الدين الفقه السنة والشريعة يسنون التشريعات وإذا لم نتفق مع التشريعات إذن من يطبق القانون «كفره» لأنهم لن يأخذوا منه السنة ثم قالوا لا يجوز تولي المرأة أو القبطي الولاية الكبري وفسروا الولاية الكبري يعني رئاسة الدولة ورئيس الوزراء والوزراء والمحافظين ثم سحبوا كلامهم واختص التفسير علي رئيس الدولة إذن فهم مخادعون ويحاولون «اللف والدوران» لتحويلنا إلي دولة دينية وتبني آرائهم، لكن خداعهم لن يؤثر في المثقفين الذين يعلمون أن كلامهم يتغير بين الحين والآخر وأنهم أكثر من يستخدمون الشعارات بلا أفعال وجزء كبير من قوتهم يستمدونها باللعب علي المشاعر الدينية للإنسان المصري العادي ليلتفوا حولهم.
وهم اتخذوا شعارات الإسلام عبادة ليداروا علي ضعفهم وضعف برامجهم ونفسي أفهم الإسلام هيحل إيه؟! فالإخوان ضعفاء ومشتتون لذلك يأخذون قوتهم بالشعارات الدينية وليس بالحق.
ويؤكد حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن حظر شعار الإسلام هو الحل ليس مجرد رأي وإنما هو القانون لاعتبارات الوحدة الوطنية ولذلك لابد من منع استخدام هذه الشعارات الدينية بالإضافة إلي الأنشطة السياسية القائمة علي أساس ديني.
ويضيف أنه توجد رسالة مهمة مررها لنا الإخوان في الدورة السابقة وهي أن 88 نائبا نزلوا إلي الشارع المصري بشعارات محددة لم تحقق أي انعكاس في البرلمان والموضوعات التي ناقشوها لم تكن تتعلق بطرح رؤية محددة حول قوانين أو تشريعات تقدم إنجازات علي المستوي الاقتصادي أو الاجتماعي إنما كل مناقشاتهم كانت تخص موضوعات شكلية وليست جوهرية وبالتالي لم يحدث استفادة للناس علي أي مستوي.

حافظ ابو سعدة
بالإضافة إلي أن الشعار دائما تكون له برامج ومدلولات توضح اهتمامات الأحزاب و برامجها لكن شعار ديني يجوز أن يطلق علي أي شيء مثل الحرية هي الحل أو الأديان هي الحل ليصبح في هذه الحالة سطحيا وفاقدا للمضمون.
أعتقد أن نسبة وعي الناخبين أعلي بعد تجربة الخمس سنوات الماضية ولن يحقق الإخوان نفس المكاسب التي حققوها في الدورة السابقة.
يقول د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع
وبدون هذا الشعار والملايين التي تنفقها الجماعة في الانتخابات لن تقدر أن تحقق نصرا سياسيا وإذا طبق الحد الأقصي للإنفاق علي دعايا الانتخابات وتم حظر استخدام هذا الشعار «سنقول علي الجماعة السلام» لأنها تحاول الإتجار بالدين لتحقيق مكسب سياسي وبدونه ستحتفظ فقط بربع الأصوات التي حصلت عليها في الانتخابات الماضية.
فالدين عقيدة سماوية لا يجوز استخدامها في الفعل السياسي وشعار الإسلام هو الحل يسيء للإسلام، لأننا لدينا مئات المشاكل وإذا كان الإسلام هو الحل إذا فهو غير موجود لأنه غير قادر علي حل كل هذه المعضلات وهذا بالتأكيد غير صحيح.
وخلط الدين بالسياسة جريمة في حقهما ووفقا للقول الديني الشهير فإن الدين هو التسليم بالإيمان والرأي تسليم بالخصومة - والرأي يعني السياسة - فمن جعل الدين رأيا أصبح في نطاق الخصومة ومن جعل السياسة دين فستصبح شريعة أي من يخالفها هو مخالف للإسلام.

د. رفعت السعيد
وحسن البنا هو من وضع بذرة هذه الفكرة الخاطئة عندما عقد مؤتمر عام 1936 للجماعة بمناسبة مبايعة الملك فاروق وشرح خلاله برنامجا أسماه منهج الجماعة وقال هذا المنهج كله من الإسلام وأي نقص منه هو نقص في الإسلام ذاته ومن يعيب علي هذا البرنامج يعيب علي الإسلام وهذا معناه أنه وحدّ بين نفسه وجماعته وبين الإسلام في حين أن الإسلام هو كلي الصحة ومعطي مقدس ورأي الجماعة هو مجرد رأي إنساني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.