أثار اعتزام محمد القصاص، أحد شباب التيار الثالث بمصر (الرافض للإخوان ولتدخل الجيش في السياسية) خوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، مخاوف داخل أجهزة أمنية من خوض الإخواني المنشق الانتخابات أمام المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع. وعلمت "المصريون"، أن مسئولين بأجهزة أمنية سيادية أبدوا قلقهم إزاء إعلان القصاص خوض الانتخابات، والذي من المرجح أن يعلن ترشحه قبل نهاية الأسبوع الجاري، وهو ما عبروا عنه خلال اتصالات أجروها بشباب منشقين عن الإخوان لسؤالهم بشأن مدى تمتعه بالشعبية، وإمكانية حصوله على أصوات "الإخوان المسلمين". وتشكل هذه هي الخطوة الأولى من نوعها للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والتي تعلن من جانب شباب محسوب علي شباب ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك والاحتجاجات الشعبية في 30 يونيو 2013 التي استغلها الجيش وأطاح بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي. القصاص، بدوره، قال في تصريح سابق إن "الأيام القليلة القادمة ستكشف المزيد حول اتخاذ قرار الترشح للرئاسة"، مضيفا "سنعلن القرار في حينه". والقصاص هو عضو الهيئة العليا لحزب "التيار المصري" الذي أسسه مجموعة من شباب ثورة يناير، منهم منشقون عن جماعة "الإخوان المسلمين"، كما أنه عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة (تضم تيارات سياسية متنوعة وترفض حكم جماعة الإخوان المسلمين وتدخل الجيش في السياسة)، وكان مرشح قائمة الثورة مستمرة عن شرق القاهرة في انتخابات البرلمانية التي أعقبت ثورة يناير. وقال أحمد رضوان، منسق الحملة الشعبية لدعم محمد القصاص رئيسا لمصر، لوكالة "الأناضول" إن "الأمر جدي بالفعل، ويجرى الآن تشكيل فريق الحملة الرئاسية، كما يتشاور القصاص مع كل القوى الشبابية الثورية ويأخذ أراء من حوله بشأن هذه الخطوة". وتابع رضوان أن "الحملة بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ولها أنصارها ومرشحها المحتمل يقوم بإنهاء إجراءات اتصالاته بكافة القوي الشبابية قبل إعلانه القرار النهائي بشأن خوض الانتخابات قريبا". وأوضح رضوان الذي يشغل عضوية "جبهة طريق الثورة" المحسوبة علي التيار الثالث أن "القصاص بلغ في 4 مارس الحالي أربعين عاما، مستوفيا بذلك أحد أهم شروط الترشح للانتخابات الرئاسية، فضلا عن أن لديه خبرة تنظيمية سابقة قبيل استقالته من قيادة العمل الطلابي بجماعة الإخوان بعد ثورة يناير". وبحسب رضوان، تجمع القصاص مسافات احترام وتواصل جيد بكل شباب التيارات السياسية. رضوان، عضو حزب التيار المصري تحت التأسيس، قال إن "ترشح القصاص للرئاسة ليس مناورة سياسية"، مضيفا "نحن لدينا برنامج يعد ليعبر عن شباب الثورة ونخوض الانتخابات بشاب معبر عن هذا البرنامج؛ شارك في الثورة وله آراءه ومواقفه المنحازة للثورة ومطالبها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". وحول إمكانية اتهام القصاص بأنه مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية لارتباطه السابق بهم، قال رضوان "من المتوقع أن نرى هجوما على القصاص فور ترشحه، وفي انتخابات 2012، اتهم المرشح عبد المنعم أبو الفتوح بنفس الاتهام رغم أنه مستقيل أساسا من الجماعة". أما عن إمكانية تفتيت الكتلة التصويتية الشبابية بين مرشحين محتملين لرئاسة مصر محسوبين علي الثورة، قال رضوان "حتى الآن، أعلن حمدين صباحي (59 عاما، ومرشح رئاسي سابق) ترشحه، فيما لم يعلن خالد علي (42 عاما، ومرشح رئاسي سابق) ترشحه بعد، ونحن كشباب نعتقد أنه حان الوقت ليتقدم مرشح شاب جديد، معبر عن الثورة ومنفتح علي الجميع". وتشهد الانتخابات الرئاسية، التي لم يحدد موعد إجرائها بعد، جدلا كبير في مصر مع استمرار تظاهرات رافضة للنظام الحالي في الشوارع بشكل شبه يومي وتلميح قوي من المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بخوض الانتخابات الرئاسية وسط منافسة متوقعة من حمدين صباحي المرشح الناصري الذي خاض الانتخابات الرئاسية عام 2012.