قَالَت مصادر ليبية: إن العقيد معمر القذافي انتابته صدمة وغضب كبيرين بعدما تَمَّ إبلاغه بنبأ إعلان موسى كوسا وزير خارجيته عن الاستقالة من منصبه ولجوئه إلى بريطانيا. ووفقًا لصحيفة "النهار الجديد" الجزائريَّة نقلا عن مسئولين في الثوار فإن مقربين من القذافي أكَّدوا أن هذا الأخير هاجم وشتم كوسا بكلمات بذيئة وهدده بأنه لن يتركه في حاله، كما أمر أبو زيد عمر دوردة رئيس جهاز المخابرات الليبيَّة بالعمل بسرعة على تصفية كوسا. وأوضحت المصادر أن هناك آخرين داخل الدائرة المحيطة بالقذافي لديهم استعداد للحذو حذو كوسا والانشقاق على نظام الرئيس الليبي، بينما رفض موسى إبراهيم الناطق باسم حكومة القذافي وخالد كعيم نائب وزير خارجيَّة القذافي التعليق على استقالة موسى كوسا على هذا النحو ورفضا الرد على محاولات متكررة للاتصال بهما هاتفيًّا للحصول على تعقيب رسمي. وكانت مجلة "دير شبيجل" الألمانيَّة ذكرت أيضًا الجمعة أن القذافي كلّف رئيس استخباراته بالبحث عن مكان وجود وزير الخارجيَّة الليبي الهارب، وتصفيته هناك. وأوضحت المجلة الألمانيَّة أن هروب وزير الخارجيَّة الليبي موسى كوسا شكّل هزيمة نفسيَّة للعقيد معمر القذافي وضربة قاسية لنظامه، مشيرةً إلى أن الغرب يتوقَّع أن يحصل من كوسا المقرّب بشدة من القذافي على معلومات ثمينة بشأن النظام الليبي. وأكَّدت "دير شبيجل" أن ملابسات هروب كوسا لم يتضحْ منها إلا سفره يوم الاثنين الماضي لأسباب خاصة إلى تونس ثم مغادرته منها إلى لندن يوم الأربعاء، حيث هبطت طائرته في مطار "فان برو"، وهو مطار صغير يقع جنوب غرب لندن ومخصص للطائرات الخاصة وليس لخطوط الطيران العاديَّة.