تراجعت قناة "دريم" الفضائية المصرية عن قرارها السماح لمتحدث باسم حركة "فتح"، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الظهور على شاشتها للرد على اتهامات القيادي المفصول في الحركة محمد دحلان، على الرغم من وجود اتفاق مسبق بين القناة والسفارة الفلسطينية في القاهرة. واستنكر المتحدث باسم حركة "فتح" أحمد عساف تراجع فضائية "دريم" عن اتفاق قال إنه "قضى بمنحه المساحة والمدة الزمنية لإظهار حقائق ومواقف الرئيس محمود عباس، وحركة "فتح"، لتفنيد أكاذيب وادعاءات محمد دحلان". وقال عساف، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة التابعة لحركة "فتح"، فاجأتنا الفضائية بشروط لم تكن واردة بالاتفاق المسبق الذي على أساسه حضرنا للقاهرة للظهور في البرنامج نفسه ومع المقدم ذاته وبالمساحة الزمنية نفسها التي أعطيت لدحلان"، متسائلاً: "لمصلحة من يتم تغييب الحقيقة والصورة الحضارية الصادقة المعبرة عن شعبنا وقضيته الوطنية؟". وتابع: "لمصلحة من تتيح فضائية دريم كل هذه المساحة للتهجم على الرئيس وقيادة شعبنا التاريخية في لحظة نخوض فيها معركة وطنية بصلابة واقتدار، ونحظى بدعم رسمي وشعبي وطني وعربي"، مستهجنا "التغيير المفاجئ بموقف قناة "دريم" ومقدم البرنامج من الاتفاق دون سبب. كما تساءل عن دوافع الفضائية للخروج على اتفاق تم مسبقا بين سفارة دولة فلسطين ورئيسة تحرير الفضائية فاطمة قنديل، ورئيس تحرير برنامج العاشرة مساء. وكان لافتًا للنظر إفراد قناة "دريم 2" المصرية مساحة واسعة للقيادي دحلان كي يهاجم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ويكشف وثائق تدين عباس في قضايا فساد، وهو ما فهمه البعض أنه إشارة واضحة إلى أن السلطة الحالية في مصر حسمت أمرها واختارت دعم دحلان، مع التضحية بعباس. وجاء ذلك بعد أن شن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هجومًا على القيادي محمد دحلان، خلال مؤتمر المجلس الثوري لحركة "فتح" والذي بثت على قناة "فلسطين" ووكالة "وفا" الرسميتين التابعتين للسلطة بكل تفاصيل الاتهام التي تكون في العادة طي الكتمان، في حين بدأ الطرف الآخر بالرد عبر استخدام المتحدثين باسمه وأذرعه الإعلامية.