لم تدهشني نتائج استطلاع الرأي الذي اجرته مؤسسة «أصداء بيرسون مارستيلر» حول آراء الشباب العربي في 10 دول عربية، وجاءت كلها متوافقة ان هناك رغبة عارمة في ارساء قواعد الديموقراطية والعيش في كنفها وممارسة قواعدها. لم اندهش لان الحراك السياسي الذي بدأت شرارته في تونس وعاشت تجربته كاملة مصر وانتشر بعد ذلك في شتى انحاء عالمنا العربي يؤكد حجم الشوق للديموقراطية والتعطش للعدالة والرغبة العارمة في ممارسة حياة سياسية واجتماعية سليمة،.. حياة لم يعد فيها مكان للنظم الشمولية، أو سياسات الحزب الواحد، أو القائد الملهم، والرئيس الضرورة والحاكم الذي يترك كرسي الحكم إلى حفرة القبر مباشرة. كانت النتائج العشر الاكثر بروزا للاستطلاع الذي اعلن عنه أمس في نيويورك ودبي تعبر عن آراء الشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم بين 24-18 عاما في 10 دول عربية هي مصر والسعودية والكويت والامارات والبحرين وعمان وقطر والعراق والاردن ولبنان، واجري بالتعاون مع مؤسسة «شون آند بيرلاند اسوشيتيس» العالمية من خلال لقاءات مباشرة مع 2000 شاب بمعدل 200 شاب من كل دولة. وتمثلت هذه النتائج العشر في: الرغبة المتواصلة في حياة ديموقراطية سليمة، والتخوف المتزايد من ارتفاع تكاليف الحياة، واتساع الهوة بين الفقير والغني، وعدم التفاؤل إزاء المستقبل الاقتصادي، وزيادة فجوة مستوى التعليم بين دول الخليج وبقية الدول العربية، وارتفاع الرغبة للعمل في القطاع الخاص، وزيادة استخدام الانترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر، وزيادة الاعتماد على الفضائيات في معرفة الأخبار، واستمرار قيم المجتمع التقليدية كأهم مكون ثقافي.. وأخيرا تحول النظرة تجاه القوى العالمية الكبرى لتصبح أكثر ايجابية. وفي التفاصيل جاء شباب مصر الأكثر قلقا إزاء ارتفاع تكلفة المعيشة، وزيادة معدلات البطالة وكانت النسبة بحدود %77، بينما فضل %9 فقط من الشباب المصري العمل في الحكومة، مقابل %53 فضلوا القطاع الخاص. أهمية الاستطلاع تكمن في معرفة ان شبابنا شغوفون للديموقراطية وقلقون حول زيادة تكلفة المعيشة وتراجع طموحهم في «الوظيفة الميري» وكلها عوامل ايجابية نتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة انجازات تحقق امال الشباب وتقضي على مخاوفهم فهم يستحقون «كل الخير» جزاء لما قدموا من تضحيات. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 جئناك نسألك الرغيف لا نبتغي قصراً، ولا نرجو سوى العيش الشريف سرنا وراء الافق لم نطلق سوى الأحلام فقراء يسلمنا الرصيف إلى الرصيف الجحرُ مسكنُنا وفراشنا حلم تهدهده الحياة نعرى فنلبس حزننا ونجوعُ نلتهمُ الاسى ونقدسُ الملكَ الإله فصراخنا همسٌ لطيفْ ووقودنا صمتٌ أليف جئناك نشكو الفقر لا نشكو عدالتكم عدنا يُسلمنا النزيف إلى النزيف مختار عيسى (من أغاني «حرية المدينة»)