أصبحنا في زمن يحتاج كل منا إلى مراجعة كافة البديهيات ، ويطمئن إلى أن المحيطين به على الأقل يؤمنون بتلك البديهيات ،حتى لا نكتشف يوما ما أننا نعيش في جزر منعزلة قد أحاطت بنا حتى مع اقرب الناس إلينا. لقد تربى جيل الوسط و نمت عنده تلك المدارك والثقافات والمعلومات التراكمية من خلال القراءة وسبل المعرفة المتاحة في حينها .ولقد كان معرض الكتاب بمثابة العرس الذي ننتظره لننهل منه ونغوص في سبل المعرفة عازفين على أوتار الحكمة المنشودة .ولم أتخيل يوما ما أن أقف مشدوها أمام بديهيات قد غابت عنا وغدونا نفسر الماء بعد الجهد بالماء..لا أجد أدل على كلامي من هذا الارتباك في المشهد بل الضبابية الكاملة لدى المثقفين والمتعلمين قبل غيرهم من طوائف وفئات الشارع المصري.. ترى يجب أن نتفق أولا على تعريف من هم أعداء الوطن أم ننساق خلف تعريفات فيلم البرئ .لنستنتج في النهاية أن العدو الأول هم أعداء الوطن من أبنائه المغيبين .أم هم أولئك الزبانية الذين ألهبوا الأجساد بسياط ظلمهم إرضاء لرغبات أسيادهم من حفظة وهم الأمن .إعلاءا لقيم الكرسي وزهوته..العدو الأول ولاشك هو ذلك العدو الطامع في شق صف ووحدة هذا الوطن هم أحفاد القردة والخنازير هل في ذلك من ريب أو شك ..! الأعداء هم من صنعناهم بأيدينا فالجهل بين الشباب ومحاولة إقناعه بغير الحقائق والتلبيس عليه بمحو التاريخ لوصف هذا أو ذاك بالإرهاب طبقا لخلافات أيدلوجية عقيمة لن تسمن ولن تغنى من جوع .هذه الفرقة هي التي شكلت هذا الشقاق بين أبناء الأمة. أنا لا اتهم الشباب بالجهل بل ادعى أن المنتفعين قد أضرموا نار الفتنة ، فأصبحنا بين مرسى وسيسى هكذا الحوارات الدائرة بين الجميع تصنيف عقيم يصلح فقط للمنتفعين .يخدم مصالح بنو صهيون وأعوانهم الذين تكالبوا علينا .حتى إن سفينتنا قد غاصت ولن ينقذها لا هذا ولا ذاك بل وحدة الصف والرجوع مرة أخرى إلى البديهيات. غياب العقل والتمايز عن طريق الأيدلوجيات والحنكة السياسية هي بداية الانزلاق ، ولن تعرف المحروسة سبلا للاستقرار إلا بإزاحة هؤلاء ، فأولى البديهيات الاتحاد قوة .اعرف عدوك القابع في الخلفية والمحرك لأحداث الفتن لتتيقن انه لن يحمى مصر سوى أبناؤها وبإزاحة المنتفعين الرافضين للمحاسبة . إن شبق الحكم لدى السلطويين هو ما أدى إلى غياب البديهيات .يوما ما ستسطع شمس حريتك يا بلادي بإزاحة هؤلاء السلطويين أيا ما كانوا ...عائدون ..عائدون..عائدون...