ًيومية وهرا نً هو عنوان إحدى الصحف الجزائرية الناطقة بالفرنسية ،والتي تصدر بالغرب الجزائري0 هي صحيفة ذات مصداقية وطنية، بفضل اعتدالها في التوجه، ووسطيتهافي الانتماء . إنها أبعد ما تكون عن الاستئصالية لاستقامة خطها،ولا يمكن وصفها بالاسلامية لتنوع كتابها ، وتعدد مشاربهم الثقافية . خرجت على الناس يومية وهران ~هذه~في الاسبوع الماضي أي يوم 26 مارس بمقا لدقيق و عميق،لكنه رقيق في خفة أسلوبه،أنيق في أدب حواره .كاتب المقا ل هو السيد كمال داوود. وعنواز المقا ل لافت هوً حاسبة الدولة المعطلةًاو أرقام و أصفا ر. كتب هذا المقا ل تعليقا على الندوة الصحفية التقييمية التي عقدها اليد رئيس حكومة الجزائر كحصيلة لتقييم سياسة حكومته سياسيا واقتصا ديا خلال السنوات الماضية من حكمه . ونظرا لطرافة المقا ل أحببت أن للقارئ العربي العزيز مقتطفات من هذا المقا ل لاشراكه في الحكم . يقول صاحب المقال : للسيد اويحيى رئيس الحكومة الجزائرية،أرقام،و للجزائريين الجزائر التي لها مشاكل. وإذا كانت الأرقام صحيحة فإن الجزائر تقريبية فقط. والمشكل في أرقام الجزائر ،هو أننا عندما نجمعها فإن حاصل الجمع يعطي نجاحا للجميع، ولكننا عندما نقسم هذه الأرقام فإن ذلك لا يمنح الرفاهية لأي أحد. وعندما نضرب الأرقام فإن ذلك يعطي حصيلة اشتراكية جديدة في التنمية، أما عندما نخضع نفس الأرقام لعملية الطرح فإن ذلك يجعلك معزولا ،ويتركك وحيدا مع نفسك ، بمعنى يجعلك عاريا ،منحني الظهر مكبا على وجهك،يداك مقوستان، على شكل تفاحة، غير قابلة للهضم. إن للارقام في الجزائر،دوما،سمعة سيئة،منذ الاستقلال. فهذه الارقام هي التي حجبت فشل الاشتراكية ،وعتمت على عشرية العنف الاخيرة،ونشرت الضبابية حول الاصلاحات التي ما تزال تقاوم لإثبات وجودها. يمكن القول إذن - بأ نه كلما وجدت أرقام،قلت الرؤ ية، و كئرت ا لنتائج المزيفة .والسؤال هو: على من تقع المسؤولية ؟هل تقع على الأرقام ؟ بالطبع لا .فأي رقم هو فى أحسن الأحوال عدد. وتكنه في أسوإ الأحوال تخطيط إن الرقم لا يؤكل ولكنه موجه للذين يأ كلون. ومشكلة الأرقام في الجزائرأنها كانت .دوما ،أكبر من بطن الجزائر، وهو ما يفسر سبب التخلف، هذا التخلف الذي يعيشه الجميع ولكن لا أحد يستطيع أن يحدده بأرقام دقيقة. وكاختبار نفسي : فإن العائد الوطني في الجزائر قد بلغ101 مليار دولال في سنة2005، بينما دخل الفرد الواحد قد استقر على 3100 بفضل ارتفاع المداخيل البترولية. كما أن النموقد قدم له رقم 5،1 أي بتضخم وقع التحكم فيه للسنة الئامنة على التوالي ليصل الى 1،6. أما عن الاستئمارات فقد بلغت ما يقارب 1200 مليار دينار جزائري أي 16 مليار دولار في عام 2005 ومن بينها 200 مليار دينار جزائري أي 2،8مليار دولار جاءت من مؤسسات أجنبية. فإذا عدنا الى مشكلة اليطالة، فإننا نجد ،حسب الأرقام، أنه قد وقع إحداث 684000 منصب شغل خلال السنة الماضية وحدها، وهو ما يعني انخفاضا هاما في نسبة البطالة التي لم تعد تتجاوز 15،3.فهل كل هذا يجعلك تغير من نظرتك السلبية الى الواقع؟ لا.وتوضيح كل ذلك قد يأتي من هذه المعادلة السطالينية المتمثلة في ما يلي: إن عشرة الاف من الموتى يمثلون مجرد إحصاء بينما ميت واحد هو الذي يمثل المأساة.فلنترجم الى الواقع مبلغ 60 مليار من احتياطي الصرف عندنا إنه مجرد إحصاء ̧أما مرتبك فهو المأساة. وفي مجال الاتصال نلاحظ أن الجزائر الرسمية لم تفهم شيأ، ذلك أن أرقام استيراد الجرارات الفلاحية، ليست هي التي أنقذتنا من الفشل في الثورة الزراعية.وعلى سبيل المثال فبينما كنا ننتظر تقديم أحد المسؤولين الجزائريين وهو يأكل دجاجا ليطمئن مواطنيه، قدمت لنا الدولة الرقم الصحيح لكلفة استيرادهالمصل تاموفتو المضا د لأنفلونز الطيور لمواجهة الوباء. هل نحمل الدولة المسؤولية؟..لا..فالدولة، ، تقنيا ،هى المسؤولة عن الارقام. هل نحمل الشعب، الذي لا يؤمن بالأرقام، هذه المسؤولية؟ لا..لأن الشعب يواجه الحياة ولا يواجه آلة حاسبة، ولذلك فلكل من الإثنين الحق في أن لا يثق فى الآخر0 ما ذا نقول ،إذن ،لرئيس الحكومة، عندما نتقدم أمامه، ومعنا المأساة الكاملة والمطلقة لحياته الخاصة، وهو المسؤول عن حاصل جمع كل نماذج الحياة في شكل شعب؟ لا شيء. لأن الأمر يتعلق بنقاش مستحيل بين الحياة التفصيلية، وبين الأمة كأفراد. ماذا نقول،إذن، عن وزير يتقدم أمام الشعب بأرقام تهمهم جميعا ، ولكن لا تهم أي أحد تفصيلا؟ لا شيء أيضا. إن الأمر ببساطة هنايتعلق بتحديد حقيقي لتراجيدديا يونانية وبطلها الذي يلجأ الى كسر أسنانه في النهاية. وما هو الحل؟ إن الحل يكمن ، ببساطة ، في اختزال الفرق بين الصفر والواحد، ولكن هنا أيضا نصطدم بمشكل بين الدولة وبيننا. فمن هو الصفر منا ومن هو الواحد ؟ [email protected] –ا