سافر محمد مهدي عاكف، المرشد السابق ل "الإخوان المسلمين" إلى مدينة استنانبول التركية على رأس وفد عال المستوى من قيادات الجماعة، لتقديم واجب العزاء في نجم الدين أربكان زعيم التيار الإسلامى في تركيا، والأب الروحي لقادة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، والذي وافته المنية في الأسبوع الماضي. وهذه المرة الأولى التي يسمح فيها لعاكف بمغادرة البلاد، في أول تطبيق عملي لمنجزات ثورة 25 يناير، حيث كانت مباحث أمن الدولة تمنعه وقيادات الجماعة من السفر إلى خارج مصر، حتى لو كان بهدف أداء شعائر الحج والعمرة، حيث ظل المرشد السابق ممنوعا من السفر للأراضي الحجازية منذ حوالي خمس سنوات. وصرح عبد المنعم عبد المقصود محامي "الإخوان"، أن عاكف عانى من التضييق عليه في السفر للخارج لزيارة أبنائه المقيمين خارج مصر, كما تم منعه من أداء الحج والعمرة, بالمخالفة لأحكام القانون والدستور التي تعطي جميع المواطنيين حرية السفر والتنقل. وقال إن عددا كبيرا من قيادات الجماعة يتم منعهم من السفر للمشاركة بمؤتمرات كانوا يدعون إليها، على الرغم من الأحكام القضائية النى كانت تصدرها المحاكم لصالحهم، ومن بين هؤلاء الذين منعوا في مرات كثيرة الدكتور عصام العريان والدكتور محمد جمال حشمت والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وآخرين من قيادات الجماعة. وكان "الإخوان" الذين شاركوا في مظاهرات ثورة 25 يناير الماضي، والذين عانوا لسنوات طويلة من التضييق الرسمي وزج بهم إلى السجون بدأت محاولات إدماجهم رسميًا بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان يبرر رفضه التنحي بمخاوفه من صعود الجماعة إلى الحكم. وكان التطور الأبرز في هذا الإطار، اختيار المحامي الإخواني صبحي صالح ضمن لجنة التعديلات الدستورية، كما جرى يوم الخميس الإفراج عن نائب المرشد خيرت الشاطر، ورجل الأعمال حسن مالك من السجن بعد قضاء أربع سنوات من إجمالى مدة العقوبة الصادرة ضدهما وقدرها 7 سنوات في القضية المعروفة إعلاميا بميليشيات الأزهر. كما أعلن الإخوان عن عزمهم إنشاء حزب "الحرية والعدالة"، ليكون بمثابة ذراع سياسية للجماعة، وأعلنت قبولها بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، لكنهم أكدوا أنهم لن يترشحوا لمنصب رئيس الجمهورية أو يسعوا لتحقيق أغلبية برلمانية في الانتخابات المقبلة.