سلطت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الضوء على أن خرق قوات الأمن والمتظاهرين في أوكرانيا للهدنة التي تم الاتفاق عليها أثناء لقاء الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش مع قادة المعارضة، يزيد من توتر الأوضاع في البلاد. وأوردت الصحيفة -اليوم /الخميس/ على موقعها الإلكتروني- أن كلا من الحكومة الأوكرانية وقادة المعارضة لم يفيا بوعدها بالهدنة التي اتفقوا عليها بعد ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين السلطة والمعارضة في شوراع العاصمة، خاصة بميدان الاستقلال، الامر الذي تسبب في سقوط مزيد من الضحايا في الجانبين، الشرطة والمتظاهرين. وأوضحت أن الأزمة المشتعلة لشهور كانت قد شهدت تراجعا، الأمر الذي اعتبره البعض خطوة مؤقتة للحد من الأزمة، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب هذا الأسبوع الدموي والذي شهد عشرات المصابين والقتلي في شوارع العاصمة الأوكرانية كييف، ذلك حسبما أعلنته المصادر الرسمية في الدولة والتي قد تصل أعداداها الحقيقية لضعفين أو ثلاثة أضعاف العدد المعلن، والتي بينتها لقطات أذاعها التلفزيون الرسمي الأوكراني تبين فيها مدى شراسة الإشتباكات. وذكرت الصحيفة أن يانكوفيتش، المنقسم ولاؤه بين الغرب وروسيا، لا يستطيع استيعاب طلبات المعارضة، والتي تضع استقالته كشرط رئيس قبل بدء أي حوار ومغادرة الشوارع بينما يصر يانكوفيتش على إستكمال حربه ضد المعارضة حتى النهاية .. بالرغم من بحور الدماء في الشوارع، حيث أصبح من الواضح أن كلا الطرفين لا يريد تقديم تنازلات للآخر. وتابعت الصحيفة أن قناصي الحكومة كانوا يعملون على إصطياد أكبر قدر ممكن من المتظاهرين في الشوارع، بينما كان يعمل المتظاهرين على إلقاء القنابل النارية على صفوف الشرطة، لدرجة حذرت فيها وزارة الداخلية قاطني مدينة كييف مطالبة ايهاهم بالحد تحركاتهم أو الإلتزام بالبيوت بسبب حدة الإشتباكات. واستطردت الصحيفة أن يانوكوفيتش بدأ يفقد أرضية من بعض مؤيدية مع إشتعال الأزمة، حيث أعلن رئيس إدارة مدينة كييف فولديمير ماكينكو –المنتمي للحزب الأوكراني الحاكم "أقاليم" عن تقديمه إستقالته قائلا " سنظل في خدمة الناس طالما أننا نحوز على ثقتهم والتي يجب أن نسترشد بها، هذه فرصتنا للحفاظ على أرواح الناس"، ونقلا عن قيادي اخر من الحزب الحاكم يدعى سرهي تيهيبكو قوله " كلا المعارضة ويانكوفيتش فقدا السيطرة على الأمور". وأكدت "ديلي ميل" أن عددا من وزراء خارجية الدول الأوروبية من فرنسا وألمانيا وبولند كانوا قد التقوا مع يانكوفيتش بعد لقائهم بقادة المعارضة، وأن الإتحاد الأرووبي سيعقد اليوم جلسة طارئة بخصوص الشأن الأوكراني وبحث فرض العقوبات المناسبة على كل المسئولين عن العنف في الشارع الأوكراني".