قالت الإذاعة الألمانية، "دويتشه فيله"، إن الانهيار الوشيك لحزب "النور" السلفي، "أمر غير مستبعد"، على الرغم من دعمه الحكومة الانتقالية، الأمر الذي عمل على ضمان بقائه السياسي حتى الآن، بعد أن أضفى "نوعًا من الشرعية السياسية على الانقلاب العسكري" الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الصيف الماضي. وقال نادر بكار، مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام، إن موقف حزبه الذي ينفرد من بين كل أطياف الجماعات الإسلامية بخصوصية الترحيب بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي "لا يعني الابتعاد عن فكرة الإسلام السياسي، بل يشير إلى فشل مرسي وحزبه، حزب الإخوان المسلمين، حيث إن" للناس مواقفهم وتوجهاتهم حول تنظيم الأخوان المسلمين، غير أن ذلك لا يعني تعميم هذا التوجه ضد الإسلام السياسي كفكرة"، حسب قوله. وقال الخبير في الشؤون الإسلامية عادل رمضان، "إن عدم تعرض الجهات الأمنية لأعضاء حزب النور حتى الآن - خلافًا للإخوان المسلمين – يعود إلى أن قيادات حزب النور التزمت الصمت تجاه الانتهاكات في حق أنصار مرسي، حيث لقي المئات منهم مصرعهم صيف العام الماضي. ولم يكن لحزب النور سوى إمكانية الدعوة إلى حل سياسي لإعادة إحلال السلام داخل مصر". وعلقت الإذاعة الألمانية قائلة: "لايمكن معرفة كم من الوقت سيدوم هذا التحالف المبني على المصالح المشتركة بين الجيش والسلفيين. فرغم دعوة قيادة حزب النور أعضاءها للتصويت لصالح الدستور الجديد في يناير الماضي، فإنها انتقدت في نفس الوقت حذف بعض ما يشير إلى الشريعة الإسلامية من القانون الأساسي للبلاد. كما تمنع إحدى المواد الدستورية بوضوح الأحزاب المبنية على أسس دينية، حيث إن ذلك قد يؤدي في مرحلة لاحقة إلى حظر حزب النور"، ويعلق بكار قائلا: "نحن نرفض هذه المادة الدستورية، إذ نرى أنها غير قابلة للتطبيق من وجهة نظر قانونية"، مشيراُ إلى أن الشعب المصري متدين بشكل كبير وتعود على الدور السياسي الذي يلعبه الإسلام. وتطرق التقرير إلى تصاعد الخلافات داخل حزب "النور" في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى استقالة عدد من القياديين في الحزب، كما وجهت لرئيس الحزب، يونس مخيون، تهمة "خيانة الإسلام". ويعبر الخبير في الشؤون الإسلامية عادل رمضان عن احتمال فقدان الحزب لأهميته قريبًا، لأنه "لم يتمكن من تحقيق أي من الأهداف التي دعته إلى التعاون مع المتقلبين. لذا أصبح الحزب موضع سخرية الآخرين وهو ما سيكلف الحزب خسارة استقطاب أعضاء جدد". وحذر من تبعات ذلك خاصة فيما يتعلق بالأعضاء الشباب داخل حزب النور، فقد يتحول هؤلاء إلى نهج المسار العنيف كما هو الشأن بالنسبة لبعض الأفراد من الأخوان المسلمين عندما يتكون لديهم شعور بعدم وجود من يمثلهم سياسيًا داخل الحزب.