أعدت شبكة الإذاعة الألمانية (دويتش فيله) تقريرا حول حزب النور السلفي ودعمه للحكومة الجديدة التي يهيمن عليها القوى الليبرالية واليسارية. واستهلت الإذاعة تقريرها قائلة: حزب النور هو الحزب الإسلامي الوحيد في مصر الذي يدعم الحكومة الجديدة والمدعومة من الجيش، والمؤكد انه فعل ذلك لضمان البقاء في الحياة السياسة، ولكن النزاعات الداخلية قد تعرقل الحزب في الأشهر المقبلة. وسلطت الإذاعة الضوء في تقريرها على "نادر بكار"، مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، الذي يدعم دائما خطاباته بالمصطلحات الدينية والقرآن، ويدعم بشدة الحكومة الانتقالية في مصر. ولفتت الإذاعة إلى أن الحزب السلفي هو الحزب الوحيد من بين الأحزاب الإسلامية في مصر التي رحبت بالإطاحة بالرئيس الإخواني "محمد مرسي" وجماعته، وقال "بكار": الناس يرفضون بعض الآراء والقرارات الصادرة عن الإخوان، وهذا لا يعني أن الناس تحولوا عن الإسلام السياسي". وعنونت الإذاعة فقرتها ب"الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة السياسية"، لتؤكد إن التحالف بين حزب النور والنظام الجديد فاجأ العديد من المراقبين في ظل هيمنة القوى الليبرالية واليسارية على الحكومة. ونقلت الإذاعة عن الباحث السياسي المصري "عادل رمضان" قوله: هناك سببين رئيسيين لسياسة الحزب الجديدة، وهما بقاء الحزب على المحك، ويريد تجنب مصير الإخوان المسلمين من حملة الاعتقالات لآلاف من الإخوان، ثانيا الخلافات الأخيرة بين حزب النور والإخوان. وأضاف "رمضان" قائلاً: الإخوان عملوا علي تهميش الجميع، بما في ذلك السلفيين، ويبدو أن السلفيين يحاولون الانتقام..فبعد سقوط مبارك علم السلفيين والإخوان على العمل والصعود معا ولكن سريعا ما أظهر الإخوان جانبهن الاستبدادي، وسيطروا على كل المناصب المهمة في الحكومة ودفعت السلفيين جانبًا. واستطردت الإذاعة تقريرها للحديث عن تلاقي المصالح بين حزب النور والجيش بعد الإطاحة بحكم الإخوان حيث وصف "رمضان" حاجة الجيش لحزب النور "بورقة التوت"، وأصبح غير واضحا الآن إلى متى سوف يستمر زواج المصلحة بين الجيش والسلفيين خاصة أن الخلافات بدأت تظهر بين الطرفين في الدستور رغم دعوات السلفيين للموافقة عليه في التصويت إلا انها اعترضت على بعض المواد به تخص الشريعة الإسلامية وتحذير تكوين احزاب سياسية على أسس دينية وهو ما يهدد مستقبل حزب النور. ويمكن أيضا ملاحظة الانقسامات داخل الحزب. ففي الأسابيع الأخيرة، استقال عدة أعضاء قياديين واتهمهم رئيس الحزب "يونس مخيون" بأنهم خانوا الإسلام. وهو ما جعل الباحث "رمضان" يعتقد أن حزب النور قد يغرق قريبا في التفاهات.