«التيارات السلفية مازالت قوية رغم الانقسام»، تحت هذا العنوان نشرت شبكة الإذاعة الألمانية دويتشه فيله تقريرا عن الأحزاب السلفية في مصر تعليقا على إعلان حزب سلفي جديد، وقالت إنه «رغم عدم توحد التيارات الإسلامية المتشددة دائما، لكنها تظل مؤثرة في البلاد». الرئيس السابق لحزبالنورعماد عبد الغفور قالت عنه دويتشه فيل" إنه على ما يبدو قد اكتفى من الصراع الداخلي على السلطة الذي يلاحق جماعته في الأشهر القليلة الماضية.
ورجحت أنه كان من بين أحد الأسئلة التيأدت إلى انقسام الأعضاء هو «ما الدور الذي ينبغي أن يكون لرجال الدين في القرارات السياسية المستقبلية؟»، مما أدى إلى استقالةعبد الغفورالذي يميل للبرجماتية.
هيئة الإذاعة الألمانية ترى أن الناخبين الآن لديهم خيار سلفي جديد بعيدا عن حزب النور والأصالة والبناء والتنمية وهو حزب الوطن. وأشارت إلى إعلان الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل عن حزبه الجديد وذكرت ما قاله جونتر ماير أستاذالجغرافيا الاقتصادية وخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة ماينز بألمانيا من أن «الحزبان يريدان العمل جنبا إلى جنب وتمثيل القيم السلفية معا».
واعتبر ماير أن «على عكس الأحزاب العلمانية، الذين يقاتلون بعضهم البعض، الأحزاب السلفية تمثل الوحدة».
لكن حمادي العوني، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الحرة في برلين، لا يتوقع أن الأحزاب الجديدة ستحقق دفعة سياسية جديدة. وقال: حزب سلفي «أكثر أو أقل» لا يغير المشهد في مصر كثيرا، وأضاف «أنها مجرد أسماء، وليست برامج».
العوني وماير على حد سواء يتوقعان لتحالف الأحزاب السلفية تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات المقبلة، كما حدث في الانتخابات السابقة وأن الصراع لنيتغير كثيرا.
وقال العوني إن الاقتصاد المصري يضيق في أيدي السلفيين. موضحا أن «السلفيين لديهم القدرة على حشد الناس، والناس يسمحون بحشد أنفسهم بسهولة، فمن السهل شراء أصوات الناخبين مقابل لتر من الزيت أوالدقيق، وهذا ما فعله السلفيين، لابطريقة عشوائية، ولكن بطريقة جيدة التنظيم».
دويتشه فيله اعتبرت أنه من المفارقات، في إطار النظام الدكتاتوري السابق، كان ينظر للسلفيين بأنهم جماعة غير سياسية، على عكس جماعة الإخوان المسلمين. لكن هذا تغير تماما منذ سقوط مبارك.
فقال العوني «الآن الإسلاميين في السلطة»، في اشارة إلى الجماعات الذين يريدون أن يروا الإسلام يلعب دور أقوى في السياسة والمجتمع. وأضاف «ليس فقط سياسيا، ولكن اقتصاديا وبنائيا، وهذا يعني أنهم لديهم فرص لم تكن لديهم من قبل».
السلفيين استخدموا هذه الفرص، أضاف العوني «أنهم يعملون بأساليب مختلفة، فلديهم دعاة محترفين، وقنوات تليفزيون ومحطات إذاعية، وصحف، سلسلة كاملة من منصات الدعاية الفعالة جدا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السلفيين لديهم الكثير من المال والدعم المالي من الخارج خاصة من دول الخليج».