رصدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية ردود فعل الشارع المصرى تجاه اختيار الدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء، وقالت الصحيفة: «فى ظل اقتصاد على حافة الهاوية وجنرالات يسيطرون على الحكومة من خلف الكواليس، لا يشعر المصريون بالحماس لرئيس وزراء يفتقد إلى الخبرة، ويطرحون أسئلتهم وهواجسهم فى المترو، والمقاهى: من هو هشام قنديل؟ هل هو قوى بما يكفى لإخراجنا من المأزق الذى نحن فيه؟». وتابعت: «فى ظل محاولة الشعب التخلص من قبضة الحرس القديم، يتمنى الكثير من المصريين أن تأتى حكومة متماسكة تستطيع مواجهة العقبات الاقتصادية، والسياسية، وهشام قنديل شخصية لا توحى بذلك، فخبير المياه الذى درس فى الولاياتالمتحدة وتولى منصب وزير الرى فى حكومتى عصام شرف وكمال الجنزورى ليس له سجل سياسى، بل يبدو لغزا، فهو موظف كبير لم يختبر من قبل يصعد فى ظرف بالغ الأهمية فى عملية الانتقال الديمقراطى». واختتمت الصحيفة: «اختيار قنديل يعنى أن مرسى التزم بتعهده ألا يختار رئيس وزراء من حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين، لكن كثيرين يرفضون اختيار وزير خدم فى الحكومة السابقة المدعومة من الجيش، ويبدو أن مرسى اضطر لاختيار رئيس وزراء مقبول لدى العسكر، ومناسب فى الوقت نفسه لتنفيذ مشروع النهضة الذى يتبناه». وقالت صحيفة «واشنطن بوست» فى تقرير خاص، إن مرسى يتعرض لضغوط كبيرة من جانب العسكريين الذين حلوا البرلمان وانتزعوا كثيرا من صلاحياته، وإن المجلس العسكرى لن يسمح لمرسى ولا لرئيس الحكومة المكلف بالانفراد باختيار المرشحين للوزارات السيادية وهى الدفاع، والداخلية، والخارجية، والعدل. وأشار التقرير إلى الانتقادات التى يوجهها كثير من القوى السياسية، خاصة التى دعمت مرسى فى انتخابات الرئاسة، وأضافت الصحيفة: «هذه القوى رأت فى اختيار قنديل نقضا لوعود الرئيس باختيار شخصية وطنية توافقية لرئاسة الحكومة الجديدة التى ستواجه مشاكل لا حصر لها، ما أدى إلى امتناع بعض الأحزاب عن المشاركة فيها مثل حزب الوفد». وفى تقرير بعنوان «رئيس وزراء مصر الغامض»، نقلت «هيئة الإذاعة والتليفزيون الألمانى دويتشه فيلله»، عن خبير الشئون المصرية فى المعهد الألمانى للشئون الدولية والأمن ستيفن رول قوله: «من بين التفسيرات المحتملة لاختيار قنديل أن مرسى يريد رجلا يستطيع التعامل مع ملف الاقتصاد من ناحية وملف المياه من ناحية أخرى، فهما من أهم المشكلات الضخمة التى تواجهها مصر حاليا، لكن هناك سبب أقوى هو أن مرسى يريد شخصا ليس له سلطة سياسية ويمكن التحكم فيه بسهولة، يريد دمية فى يد الإخوان، وفى النظام المصرى يحدد الرئيس الخطوط العريضة لسياسته ويمكنه إقالة رئيس الوزراء إذا لم ينفذها، لكن ذلك لا يعنى الاستهانة بدور رئيس الوزراء، فهو فى دائرة الأضواء السياسية، وفى وسائل الإعلام، وإذا استخدمها بمهارة، وتوافرت لديه كاريزما وقدرة على المبادرة، يمكنه أن ينتزع لنفسه مساحة معينة من السلطة». ونقلت الصحيفة قول أستاذ العلوم السياسية فى جامعة برلين الحرة، حمادى العونى، إن جماعة الإخوان تريد ترسيخ قوتها فى كل الأحوال، وهى تعتقد أن وجود حكومة تدير الأعمال، يعطيها فرصة جيدة للفوز بالأغلبية فى الانتخابات المقبلة جنبا إلى جنب مع السلفيين»، وأشار عونى، إلى أن أى شخص يمكنه أن يتبنى سياسة حزب معين دون أن يكون عضوا فيه، وقنديل يعتبر نفسه متدينا، ويطلق لحيته، وهذا يعنى أنه صاحب ميول إسلامية واضحة، وهو بالتأكيد ليس ليبراليا بل يميل إلى تيار بعينه، فمرسى حريص على اختيار رئيس للوزراء يوافق عليه الإخوان، وقنديل لن يفعل شيئا بدون موافقة مرسى والإخوان.