في ظل قيام ثورة الشباب ... ثورة الحرية ... وفي الوقت الذي ننتظر فيه أن نسمع صوت المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بقرار العفو عن كل السجناء السياسيين الذين سجنوا ظلماً وعدواناً بعد محاكمتهم بمحاكمات جائرة حيث أنهم لم يمثلوا أمام قاضيهم المدني الطبيعي بل حوكموا أمام المحاكم العسكرية أو محاكم أمن الدولة طوارئ وهي الوجه الثاني للمحاكم العسكرية . في الوقت الذي قامت فيه الثورة تنادي بإطلاق سراح السجناء الذين عانوا من القهر والتعذيب في سجون النظام الفاسد الذي كان يقوم الإرهاب بكل أنواعه . ومن أجل ذلك قام أبناء الجماعة الإسلامية بمشاركة أهالي السجناء والمعتقلين بعمل وقفة أمام دار القضاء العالي يطالبون فيها بالعفو عن هؤلاء السجناء الذين قضى بعضهم أكثر من ثلاثين عاماً وما زال بالسجن . وقامت الجماعة الإسلامية والأهالي بتقديم طلب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وكذلك للنائب العام للإفراج عن هؤلاء السجناء . لكن يبدوا أن جهاز مباحث أمن الدولة والذي لايزال يمارس أعماله كما هي من القهر والتعذيب والتغريب يبدوا أنه لم يتحمل أن يطالب أحدٌ بحقه رغم أن الوقفة كانت سلمية وليس فيها خروج على النظام العام لكن جهاز مباحث أمن الدولة قام بعمل كارت إرهاب ردا على هذه الوقفة . فقام بتغريب أربعة من الإخوة الذين كانوا في سجن المنيا وهم 1- أحمد ضياء 2 – سيد مدبولي 3 –حسن رفاعي 4 – محمود فولي وذلك رداً على وقفة الأهالي السلمية أمام دار القضاء ورداً على جريمتهم الشنعاء في تقديم طلب بالعفو عنهم . وبدلاً من أن تقوم أمن الدولة بالإفراج عنهم قامت بتغريبهم من السجون القريبة من أهاليهم وللأسف غربتهم لسجن الوادي الجديد الذي يبعد أكثر من 400 كيلو متر من محافظة أسيوط وهو سجن سيئ السمعة كسجن أبي غريب وكانت أمن الدولة تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب على السجناء والمعتقلين وهو يقع في وسط صحراء الوادي الجديد ويصعب وصول الأهالي إليه ، فضلاً عن أنه مليئ بالحيات والعقارب التي كانت تطير إلينا مع الهواء وراح ضحيتها كثير من السجناء قبل ذلك . ولذا فنحن مع الثورة في مطلبها بإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة الذي أساء إلى الدولة دائماً وكان قائماً على التعذيب الوحشي للمدنيين فلا يليق بدولة مدنية أن يتحكم فيها جهاز كهذا ولو استمر هذا الجهاز لوصم الدولة الجديدة بالعار لأنه لا يجيد إلا لغة محاكم التفتيش في العصور الوسطى . مع العلم أن هؤلاء الإخوة الذين تم ترحيلهم كانوا وما زالوا يوافقون على مبادرة وقف العنف التي ما زال يعترف بفضلها كل ساسة العالم وعقلاؤه وهم يعتبرون أن تعذيبهم في سجن الوادي الجديد يعتبر نقضاً لوعود أمن الدولة التي وعدت بمنع التعذيب بعد إطلاق المبادرة . ورغم كل ما جرى لهم من التغريب والإيذاء لهم ولأهاليهم إلا أنهم قالوا لإخوانهم وهم مغربون نحن لا يخيفنا شيئ ولا يرهبنا شيئ وطلبوا إبلاغ إخوانهم أن يمارسوا دعوتهم وحقهم الطبيعي في الحياة دون النظر للضغوط التي تمارس عليهم من قبل أمن الدولة والتي يريدون منها تكميم أفواه الجماعة ومنعها من ممارسة حق المعارضة السلمية المكفولة للجميع . وقالوا لا تخشو علينا حتى وإن أعدمونا فلا يثنيكم ذلك عن دعوتكم وعملكم بالطرق المشروعة . ونحن نهيب بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن جميع السجناء السياسيين وكذلك منع جهاز أمن الدولة من التسلط على رقاب العباد من / حسين عبدالعال